منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
منتدى نور اليقين يرحب بكل الزوار سائلين المولى تعالى النفع والخير للجميع
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
منتدى نور اليقين يرحب بكل الزوار سائلين المولى تعالى النفع والخير للجميع
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور اليقين اسلامي تربوي

منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
اعلم أن القلوب في الثبات على الخيرو الشر والتردد بينهما ثلاثة :القلب الأول :قلب عمربالتقوى وزكي بالرياضة وطهر عن خبائث الأخلاق فتتفرج فيه خواطر الخيرمن خزائن الغيب فيمده الملك بالهدى .القلب الثاني: قلب مخذول مشحون بالهوى مندس بالخبائث ملوث بالأخلاق الذميمة فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه ويضعف فيه سلطان الايمان ويمتلئ القلب بدخان الهوى فيعدم النور ويصير كالعين الممتلئة بالدخان لا يمكنها النظر ولا يؤثرعنده زجر ولا وعظ .والقلب الثالث: قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى فيدعوه الى الشر فيلحقه خاطر الايمان فيدعوه الى الخير . ((منهاج القاصدين))

 

 رواية الأقنعة المزيفة منقول للامانه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
آيات
عضو جديد
عضو جديد
آيات


عدد المساهمات : 57
تاريخ التسجيل : 27/08/2010

رواية الأقنعة المزيفة منقول للامانه Empty
مُساهمةموضوع: رواية الأقنعة المزيفة منقول للامانه   رواية الأقنعة المزيفة منقول للامانه Emptyالسبت فبراير 12, 2011 2:00 pm

..


من عمق تجربتي الشخصية بتلك المنتديات أرسم لكم ملامح وجوه


زائفة .. جعلت من الزيف و الخداع جلد بشرتها .. لأنها لا تملك من

قواعد شرف الكتابة و صدقها سوى شعارات ترفعها و تتباهى في الغلو

برسم الحرف و إسقاطه على معان شريفة .. هي براء منها و تعاف لمسها

ازدواجية ترسم وجهين متناقضين بين الإعلان و التخفي ..

سأنقل لكم ما حدث بالتفصيل بدون مزايدات أو استنتاجات ..

و قلم هذا الفتى طالما كان جريئا و واضحا و لم يرتدي عباءة الإنصياع

و التزاوج بين مبدأ و مصلحة ... فمصلحته الوحيدة تكمن في قوله

حقيقة ما يحس به معلنا أفكاره بدون اللجوء إلى تحوير الكلمة و تلوينها

بالمدح و المغالاة .. قلم طالما كان قوي الملامح لا يستلذ طعم النفاق

قلم أحبه الكثيرون و حاربه القليلون الذين لا يحبون سماع صوت يخالفهم

أصحاب الجمود .. و لكن للأسف يملكون سبل اغتيال الحقيقة و تدليس

الرؤى و تأويل الكلمات ...

لن أطيل عليكم الكلام .. و أترككم مع الفصل الأول ..

خواطر الحلم ...

بينما كان الفتى يتصفح المواقع الأدبية على الشبكة العنكبوتية وجد اسم

موقع جميل .. و بدون تفكير منه ضغط على زر الفأرة الأيسر ليكتشف

ملامحه و ما تحويه صفحاته من فضاءات متعددة .. و بما أن الفتى مولع بالكلمة و سحرها .. راق له أن يتفقد إحدى المنتديات الأدبية فيه ..

أخذ يقرأ أشعارا و خواطر متعددة وجدها تتغلغل إلى وجدانه و تعبر عن ذات

طالما أرادها .. و كأنه وجد ضالته و فضاءا تتنفس فيه رئتيه بعض الهواء النقي

و خريطة يرسم فيها بعض خطوط هويته و يستنطق فيها وجدان حسه الآدمي رأى خطا من النور بين عينيه اللتان تعبتا من التصفح اليومي هنا و هناك ..

و استعد أن يكون فردا من هذا العالم الذي يعشق الكلمة و يقدرها ..

عالم حسبه مثاليا .. ينأى عن معطيات الواقع المؤلم و وخزات الفكر البليد

سجل اسما كي يلج به هذا العالم و يتفاعل معه بدعوى الحس الراقي

و التعايش الفكري ..

بدأ يكتب .. وجد قيدا أول يطلب منه الإنتظار حتى يوافق صاحب القرار

بقى ينظر إلى ما كتب و ينتظر بلهفة و شوق .. متى يتحول لون الملف إلى لون عادي كي يتمكن الآخرون من قراءة كتابته ... بقى ينتظر و ينتظر ..

أخيرا و بعد ساعات .. أفرج عن نصه و رأى النور .. تلألأت عيناه

بأول رد كان جميلا و لم ينساه و صاحبه إلى اليوم .. فقد جمعته بعد ذلك

مع صاحب الرد علاقة صداقة رائعة .. كان ردا مشجعا أحسه صادقا

فغمرته نشوة غريبة .. سرت بروحه و جسده ..

رغم أن هذا الفتى قد أثبت وجوده على أرض الواقع من أمد بعيد و كان

الكل يحب أشعاره و يصفق بحرارة كلما إنتهى من إلقاء قصيدة ما ..

و لكن طعم ذاك الرد كان له تأثير خاص .. فهو يعلم أن المتلقي فقط قرأ بعينيه .. يعني أن كلماته استحقت الوجود و رسمت تأثيرا ما بنفسية أحدهم

كان الفتى يحس بغمرة لها دبيب كدبيب النمل تسري بوجدانه و توالت الردود .. محفزة مشجعة له .. و كلما كان يقرأ ردا كان يحس بإنتماء جديد

فعاهد نفسه أن يبقى وفيا لهذه الكوكبة من الأعضاء المميزين ..

في خلال أيام بسيطة استطاع الفتى أن يثبت وجوده و حضوره و أخذ يتفاعل مع الكل بدون تمييز أو عنصرية ..

كان يؤمن بالكلمة و حسنها لا بالإسم الذي يمثلها .. و هكذا غرق الفتى

في عالم جديد .. أصبح يقضي فيه الساعات الطوال ..

بدأ يكتشف مع مرور الأيام كما هائلا من اللاصدق الذي كان ينشده

و بدأ يحس بمجاملات و اشادات ليس لها صلة بالحرف و بما نسجه

بدأ يلحظ زيف القول و تفخيم الفعل .. و أخذ يلحظ تهافت البعض على

أسماء معينة .. ليس لأنها مبدعة أو تتميز بحسن الصنيعة و إنما لأنها تقتات

بمجاملاتها للغير أو تقتات بوصف حملته مفاخرة بالاشيء ..

بدأ هذا الفتى يرى انتحار الصدق و تدليس الحقيقة و تبجح الآخرين بما ليس

فيهم .. و قبولهم الزيف و لباس رداء يعريهم بدل أن يستر عوراتهم

بدأ يوما بعد يوم يكتشف هوة عميقة بين صانعي الكلمة و محترفي الزيف

أحس أنه طرق العالم الخطأ .. ليس هذا ما كان ينشده و يبحث عنه

تكلم فإتهمه الآخرون بالمثالية .. و استعمال اللغة للسخرية بعقول الآخرين

فجأة وجد هذا الفتى نفسه في دائرة الصراع .. صراع بين شخصيتين متناقضتين إحداهما تدعي الجمال و الإبداع و أخرى تدعي حسن الإدارة و التدبير و التفكير ....

وجد نفسه ينساق وراء فكرة الدفاع عن حرية الكلمة و أحقيتها في الوجود

فلطالما حمل هذا المبدأ و دافع عنه بكل ما أتاه الله من بساطة العقل و قوة الكلمة ..

أعترف أن هذا الفتى كان مثاليا ينشد الجمال و حرية الرأي في زمن فقد

الجمال و أصبح القبح فيه قاعدة

على العموم مضى الفتى يكتب ما يحسه و يؤمن به .. راح ينادي بقيم

يراها مفقودة .. بقيم دلست ملامحها أيادي سوداء تخشى من الكلمة

و ترتعد فرائصها من وقعها ..

أخذ يكتب و يكتب محاولا أن يحدد فكرة ما .. و يرسي قواعد مبدأ معين

في الضفة المقابلة كانت هناك يدان إحداهما تحمل وردة و الأخرى تحمل خنجرا مسموما

****

قصة حلم

غادر الفتى موطنه الأول و قال في نفسه أرض الله واسعة و لا بد أن أجد مكانا آخر أتنفس فيه هواءا نقيا لا ضغائن و لا مكائد فيه ..

قصد موطنا جديدا عله ينعم فيه براحة البال و يجد ضالته المنشودة

عاش قصة أخرى و لكن هذه المرة كان طعمها أشد مرارة .. فنفس الحكاية حدثت معه و بدرجة أكبر من كم الزيف و الخداع ..

و كأن مصيره هو الوقوع دائما في خداع الوجوه المستعارة و لكن هذه المرة

الوجه كان ماهرا في تمثيل الدور و بارعا في تشخيص ازدواجية مادة الخداع

و التمثيل …

كانت صاحبة المسرح تتقن جيدا لعب الأدوار الأولى فصرخة أنوثتها بالأمس القريب موجوعة من الوجوه و الأصدقاء جعلت الفتى يتعاطف معها و يرثي لحالها و حسبها مثله ضحية الإنشطار و الإزدواج …

جذبته براءتها و انساق في سلاسة و انسياب يسمع أنين شكواها و تذمرها

و لكنه رغم ذلك أحس بصوت يجلجل صداه بأعماقه يطلب منه التريث و عدم الوقوع ثانية بنفس الخطأ .. فالمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين ..

دخل الموطن الجديد فرأى أقلاما في منتهى الروعة و حظي باستقبال جميل

عاش أياما كتلك التي عاشها من قبل حين بداياته .. عاوده الأمل من جديد فقرر أن يحط رحاله هناك و ينصب خيمته بوسط واحة غناء …

و لكن ما هي إلا أيام حتى شهد زوبعة صراع جديد حملت ما حملت بين طياتها .. لم يكن يدرك حقيقة ما يحدث فقرر أن لا يقف مع طرف ضد الآخر بل يتريث إلى حين … بدأ يقرأ و يتابع الأحداث محاولا أن لا يسقط في الخطيئة مرة أخرى … فكفاه ما حدث له بالأمس القريب ..

و لكن رغم ذلك كان لا بد عليه أن يقول رأيه و بصراحة دون الوقوف عند رغبة أي كان ..

فجأة هدأ المكان و ساده صمت رهيب … أحس أن هناك شيء ما يحدث بالخفاء … لم يدرك ما حقيقته لكنه أحس أن المكان لم يعد ذاك المكان

بالرغم من ذلك حدثت حركة غريبة جعلته يستشف بعض ملامح الزيف

نتيجة لعبة قذرة بطلتها صاحبة المسرح المأفون …

و لكن ما الذي سيفعله الفتى اتجاه جملة ساذجة و هي إدراكه لنصف الحقيقة لم يستطع أن يتخذ موقفا محددا أو أن يضع قدميه على أرض يابسة .. ربما لأن جرعات الزيف تلك ما زالت تسري بداخله .. و ربما لأن صاحبة المسرح ما انفكت تلعب على وتر حرية الكلمة و الرأي الذي وجدت منهما نقطة للولوج إلى دواخله ..

لم يكن حينها يدرك أن الحياة ملوثة و بها من الوجوه ما يجعلنا نستنشق أكسيد الموت و كأننا نستنشق أكسجين الحياة …

لم يخطر ببال الفتى أنها تبرع في لعبة الإختفاء و أن لديها وجوه و أقنعة تستخدمها حين تبدأ اللعبة الحقيقية و تعتلي عرش الزيف …

فجأة خلا المكان و أصبحت الواحة مقفرة شاحبة الوجه و بدأ حر القيض يستنشق ما بقى من ماء …

تألم الفتى من غياب فرسان الصحراء .. فقد كانوا بالفعل فرسانا يعتلون صهوة الكلمة و يعبقون المكان برائحة نبراس معطر …

بكى لرحيلهم و كتب يلومهم و يبكي أطلالهم …

انزعجت صاحبة المسرح من الفتى و أبرقت تلوم بكاءه و عويله .. أتبكي أناسا غادروا بمحض إرادتهم …

تساءل الفتى يومها : هل فعلا غادروا بمحض إرادتهم ؟؟؟؟

و ترك السؤال معلقا لعله يصل يوما إلى الإجابة عنه أم يأتي من يجيب عنه

و في لحظة ذهول الفتى وجد رسالة من الحرباء التي تلونت بكل الألوان تقول له فيها … تنفس .. هنا يمكنك أن تتنفس بحرية … لك كل الهواء

افتح رئتيك و استنشق حمق أمنيتك …

كانت هذه الرسالة بمثابة اشراقة شمس صافية جعلت من الفتى يبتلع طعم الخديعة و يتجرع من كأس الزيف ألوانا …

مضى الفتى في طريقه و كأن شيئا لم يكن فلم يقم بقلع أوتاد خيمته رغم بؤس المنظر و الجفاف الذي حل بالمكان بل راح يدعو أصدقائه للولوج فيه و محاولة غرس أشجار جديدة تعيد البسمة الضائعة

و أخذ الفتى يكتب و يكتب و تلك الجرعة تسري بوجدانه و تدفعه للأمام

و مع مرور الأيام بدأت ملامح المكان تتغير و خرجت عن وظيفتها الحقيقية لتبحث عن ما يسد الفراغ و أصبح مهرجان السؤال و الجواب يطغى على روح المكان و تعددت الرؤى و اختلطت المفاهيم ...

أصبح الأهم الشكليات التي تصنفه في مراتب نهاية كل شهر و ليس غاية وجوده و هدفه الأول ...

كان يريد أن يشجب هذا الفعل و ينادي بلا ... و لكنه فضل الصمت و آثر السكوت على أن تعود للمكان ملامحه الأولى فلكل مرحلة ايجابياتها و سلبياتها و الوضع لا يحتاج إلى خلق صراع جديد ...

و بدأ يرى بعض الدعوات تنادي بوقف النزيف و تطلب التغيير و لكن تلك الأصوات خنقت صيحاتها في المهد و دائما كان الجواب نفسه مملا أحمقا

حريتك تنتهي عند بداية حرية الآخرين

كلمة حق أريد بها باطل

تساءل الفتى و أين حرية الصوت المعارض عندما تغتال .. فليسقط هؤلاء هذا المعنى على أنفسهم أولا .. و لتكن حريتهم هم بداية لحرية الآخرين

و لكنهم لا يستعملون ذلك ببساطة لأنهم يخافون الصوت الذي يخالفهم

و أي صوت يعلن تمرده على أهوائهم هو عدو لهم و وجب قطعا تمزيق أحباله بدأ الفتى يكتشف يوما بعد يوم حقيقة صاحبة المسرح التي تعتلي الخشبة و تتراقص في بلادة فكرة ذاتية جعلت منها صورة ممسوخة عند الكثير ..

كلما تساءل الفتى عن حقيقة الأمر كانت تخبره بنفس الحجة إنهم أعداء النجاح و يغارون من وشاحي الأحمر ...

فكر الفتى كثيرا و استمر في مسيرته و لكن في كل يوم جديد كان يرى الأصوات تتزايد و تطالب بإنقاذ ما يمكن إنقاذه و لكن نفس الحكاية تتكرر

و نفس المصير ...

أدرك أن هناك الكثير يقبعون خلف صمتهم و الكثير يصرخون و يصرخون

عرف أن الأمر لا يعدو أن يكون شخصيا بل هي رؤى توحدت عند منطلق واحد و هو التغيير ..

كتب رأيه بكل حرية فأبرقت صاحبته تلوم فعلته الشنعاء ... أتكون عونا لهم على صاحبتك الطاهرة ...

بعدها بدأت العروض تتوالى عليه بأن يحمل أوصاف الوصول إلى العالم الأخضر .. كان يرفض في كل مرة .. لأنه أحس بما وراء ذلك و الدافع له

و لأنه لا يريد أن يلعب دور الكومبارس بمسرحية السيدة المقنعة

استمر في قول أرائه و كتب وجهة نظره ليرى حقيقة التغني بالظلم في مشهد من مشاهد مسرحية سيدة القناع ... رأى سحابة غطت رده فهاله الأمر لأنها صاحبته من قامت بذلك .. تلك اليد التي أهدته زهرة و قالت له تنفس ...

و فجأة رأى أمام عينيه علامة استفهام كبيرة تلتها علامة تعجب بعد أن قرأ رسالة من صاحبته تقول له يا عدوي اللدود لقد كشفت نفاقك و سقط قناعك ... كانت كلمات صاحبته كطعنة خنجر مسموم شقت فؤاده إلى نصفين ...

أحس بدمعة تشق طريقها على خده و مرارة طعم الكلمات ... رأى وجها آخر مغايرا تماما لكل ما كان يتصوره ... وجها يتهمه بأبشع الصور و أقبحها ... وجه كشف نفسه أخيرا ليخرجه من حيرة تساؤلاته ...

تذكر قول صديق له عندما رحل من المكان الأول يا صديقي ستجد الوجوه المشوهة في كل مكان ... ستكتشف أن ما تطلبه صعب المنال و سينتهي بك المطاف عند النقطة الأولى ...

عندها بدأت الملامح تتضح أكثر فأكثر ... و كلما اتضحت زادت بشاعة ذلك الوجه لأنه عاد من جديد و لبس القناع الأول ليتابع مشهدا من فصول مسرحيته اللعينة ...

سقط القناع و لا يمكن لأي قناع آخر أن يعوضه ... ففجيعة الفتى بصاحبته رسمت له ملامح طريقه ... و عرف أخيرا أي طريق يختار ...

**/**

سأخرج بكم الآن من هذا العالم المظلم قليلا و لنلقي نظرة على عالم آخر

أكثر إشراقا و أمانا ...

هو متواجد بنفس المسرح و لكن شخصياته لا تلعب دور البطولة بل هي

قابعة هناك خلف الستار تتابع فصول و مشاهد تلون الحرباء و تعدد أدوارها

شخصيات لا يمكن للمخرج أن يتيح لها فرصة الظهور لأنها لا تتقن مادة الزيف و التمثيل ... و كذا لأنها لا ترضى أن تقدم عرضا سخيفا لا يرقى إلى مستوى الأدب ...

و بما أن السواد الأعظم من الجمهور يحب الهزل و مشاهدة الحركات السخيفة التي برعت سيدة المسرح في تجسيدها و بما أنه لا يحب أن يجهد نفسه في البحث عن القيمة و إعمال الفكر فقد صفق بحرارة لتلك الرقصات البهلوانية التي يكون قد ملأ بها أوقات فراغه و نسى بعض هموم الواقع التي يعيشها ...

أما المشاهد الحقيقي فقد عاف سوء المنظر رغم الديكور الجميل الذي زينت به خشبة العرض ... فرأى عرضا بدون روح و ملامح ...

في هذه الفترة كان الفتى يمر بأوقات جميلة فقد اقترب من أولئك المجرمين

أعداء النجاح و بدأ يكتشف نبل صفاتهم و حقيقتهم بل اقترب منهم أكثر فأكثر ... و كلما اقترب كلما رأى وجها مغايرا لما رسمته لهم تلك الشريرة

التي سقط قناعها ...

زادت قناعته أكثر بأنها سيدة حفلات الهلوين .. و تعشق الأقنعة و حب الظهور ... و تحاول أن تفرض نفسها بأي طريقة مستعملة في ذلك وجوهها المقنعة ...

و رغم ذلك فالفتى شعر بأنها خدمته خدمة العمر عندما أسقطت قناعها أمامه مرة و كشفت عن زيفها المطلق فقد مكنته من التعرف على أشخاص في قمة الروعة والصفاء ...

أشخاص يحملون بين ثناياهم قضية و مبدأ .. أشخاص يقدرون الكلمة و معناها و لا يختفون وراء ألوان و وجوه كريهة ...

أشخاص بسطاء لكنهم أغنياء بما يملكونه من حس آدمي و فكر راقي و الأهم إيمانهم بمبادئهم التي لا يساومون فيها ...

عالم مشرق .. بعيدا عن التصنع و تزييف الذات .. استحقوا أن يكونوا و يتواجدوا بما لديهم من مكتسبات و ثقافة واعية لا أقنعة واهية ...

الطريق ارتسمت أخيرا أمام عينيه و اكتشف أن لا مناص من قول الحقيقة

الحقيقة التي تتجسد أمام عينيه يوما بعد آخر ... فقد أصبحت واضحة دامغة لا يمكن طمسها بأي حال من الأحوال ... و تحت أي مسمى

مشاهد الفصول أصبحت تتكرر و عج المسرح بالصبية الذين قبلوا الدعوات التي وجهت لهم من أقرانهم ... فالبهلوان يقدم عروضا شيقة تستهوي أفئدة

أولئك الذين يبحثون عن اللهو و السمر ...

خرجت الآه من جوف الفتى مرة .. و أحس بحرقة في حلقه .. تحسر و أحس بحسرة الآخرين ... استيقظت بداخله صورة المكان عندما طرقه أول مرة

هل هذا هو المكان نفسه ؟؟؟ تساءل ...

و اشتد غيظه لأن المتحذلقين يتفاخرون بالوفرة .. مع انعدام القيمة

انه انحطاط كبير و تدني في المستوى ...

ما فائدة وفرة الأغلال و تكدس الثمار التي استحال طعمها إلى علقم ...

فعلا نزلت المرتبة بنزول القيمة و اضمحلال المعنى

أي فخر هذا الذي يعتري هؤلاء ... و أي مهزلة يصنعونها .. ؟؟؟

أهكذا يكون الرقي ؟؟؟ تبا له من رقي هذا الذي يمشي على أنقاض من يدعون الأدب ...

و أي أدب أحمق يمثلونه .. صور يندى لها الجبين و يخجل منها أي آدمي يحمل بعض الثوابت بداخله ...

و في خضم هذه الأحداث أقلام قليلة فقط استطاعت أن تحفظ للوجه ماءه

و تقدم و لو صورة صغيرة من الجمال .. لولاها لضاعت كل مجهودات الأولين الذين شيدوا أعمدة هذا المكان ...

أقلام تعد على الأصابع و تقدم نتاج فكرها و مكتسباتها الخاصة التي ورثتها

عن دراستها و تجربتها الخاصة ...

لأن المكان لا يقدم لها شيئا يزيد في صقلها و تنمية قدراتها .. بل العكس هي من تقدم له ورودا حمراء لأنها أحبته منذ القدم و لم تستطع أن تتخلى عنه

لأنها غرست ملامحها فيه ... و ما زالت تأمل في عودة الشمس لتمنح يخضورها طاقة الإستمرار ...

ما زالت تأمل في حركة انقلاب الموازين و الرؤى و ما زالت تؤمن بأنه مهما طال زمن الظلام لا بد لنور الفجر أن يحل بالمكان ...

ذلك الحافز جعل الفتى يبتسم من جديد و أدرك أنه ليس بوحيد ... و أنه حتى و إن تعذر عليه البقاء فهناك من سيحمل الراية إلى النهاية

أيقن أن الكثير يتعطشون لبلوغ ذلك الهدف المنشود ... و أنهم واعون بما يحدث و يعلمون علم اليقين أن دوام الحال من المحال و بدأ يشتم رائحة عجلة التغيير ... و أجبر عاشقة أعياد الهلوين على أن ترتدي قناعا آخر و لكن هذه المرة صار مكشوفا للكل ... قناع مهما تفننت السيدة في تلوينه لن يكون غير شفافا عند الكثيرين ...

صرخ الفتى ... لعن الصمت ... أخرج القلم من غمده ... لا .. لا

و ألف لا ...

و بدون مقدمات تعرض للإغتيال و أصدر الحاكم العام الممثل الأمين لقانون " ساكسونيا " اللعين ... الحكم بالإعدام بدون مسائلة ..

و بما أنه حكم على الظل فقد كان مفعول حكمه باطل .. لأن الصوت الحر لا يموت ... و سيظل يشهد روعة الموت الذي ترسمه لهم عقولهم المريضة في كل يوم ... سيظل قلم الفتى شوكة بحلوقهم العفنة التي لا تستلذ غير لحم الجثث النتن ... و لا تستسيغ غير شراب الوهم المتداعي ...

البداية ...

وَ لكلُ آدميٌ وَجهاً آخرْ يَخفيهِ خَلفَ تَمُرداتِ الزَمَنْ

وَ لِكلُ مَتقمِصٌ قِناعاً يَستُرُ بهِ عَارْ الوَشمْ وَ عارَ الزَيْفَ . .

فكفِلتْ لَنَا الأيامُ بـِ بـرهَنة الوجوهِ وَ الأقنِعَة . .

ازْدوَاجيّة زَوجيّة مَادة الخِداع و التمْثيلَ . .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور اليقين
مدير
نور اليقين


عدد المساهمات : 2396
تاريخ التسجيل : 19/08/2010

رواية الأقنعة المزيفة منقول للامانه Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية الأقنعة المزيفة منقول للامانه   رواية الأقنعة المزيفة منقول للامانه Emptyالأحد فبراير 27, 2011 9:56 pm

بارك الله فيك اختي آيات هذا واقع الصدق في زمن النفاق , الشعارات منمقة مبهرة ترتفع عاليا حيث لا تقدر على اسقاطها في الميدان . قد يقبل الفرد على جماعة لكنه في مدة وجيزة تجده مهمشا فيها رغم أنه كان فاعلا فعالا تتساءل عن الأسباب لتعلم أننا في زمن النفاق زمن الأقنعة , فتتمنى أنك لم تخبر البناء أن الجدار الذي يبنيه مائلا وتركته ينهار ليعلم صدق الصادق ونفاق المخادع فنحن في زمن نحب فيه من يكذب علينا وينافقنا , فلو ذكر الحقيقة يوما أو اراد أن يكشف قناعا نبذناه ووصفناه بأنه انسان مريض حسود سيكوباتي فاقد للحس الجماعي ......
الله يبارك فيك أختي أنما هذا غيض من فيض والقلب فيه ما فيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yakin.alafdal.net
 
رواية الأقنعة المزيفة منقول للامانه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العقود العرفية على ضوء التشريع الجزائري (منقول')
» مقال للكاتب خالد الصراف منقول من موقعه
» منقول " سنة التدافع" شبكة السنة النبوية وعلومها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي  :: القسم العام :: مواضيع عامة-
انتقل الى: