منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
منتدى نور اليقين يرحب بكل الزوار سائلين المولى تعالى النفع والخير للجميع
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
منتدى نور اليقين يرحب بكل الزوار سائلين المولى تعالى النفع والخير للجميع
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور اليقين اسلامي تربوي

منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
اعلم أن القلوب في الثبات على الخيرو الشر والتردد بينهما ثلاثة :القلب الأول :قلب عمربالتقوى وزكي بالرياضة وطهر عن خبائث الأخلاق فتتفرج فيه خواطر الخيرمن خزائن الغيب فيمده الملك بالهدى .القلب الثاني: قلب مخذول مشحون بالهوى مندس بالخبائث ملوث بالأخلاق الذميمة فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه ويضعف فيه سلطان الايمان ويمتلئ القلب بدخان الهوى فيعدم النور ويصير كالعين الممتلئة بالدخان لا يمكنها النظر ولا يؤثرعنده زجر ولا وعظ .والقلب الثالث: قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى فيدعوه الى الشر فيلحقه خاطر الايمان فيدعوه الى الخير . ((منهاج القاصدين))

 

 السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور اليقين
مدير
نور اليقين


عدد المساهمات : 2396
تاريخ التسجيل : 19/08/2010

السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي  Empty
مُساهمةموضوع: السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي    السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي  Emptyالجمعة مارس 04, 2011 7:20 pm


تفريغ شريط السلفية ليست بدعة للشيخ صالح السحيمي حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فإن القدوة أولاً وآخراً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) وقال تعالى ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )
ثم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب اتباع منهج السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة والتابعون والتابعون لهم بإحسان الذين قال الله فيهم ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين تبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه )
واتباعهم هو السير على منهجهم في الجملة مع الاعتقاد بأن العصمة خاصةٌ بالرسل عليهم الصلاة والسلام وأن من دونهم ليس معصوماً بل هو عرضةً للخطأ والصواب ولكن سلف الأمة لا يقارنون بمن جاء بعد ذلك فإنهم أقرب الناس بل هم الحريصون كل الحرص على اتباع منهج النبوة جملةً وتفصيلا قولاً وعملاً واعتقاداً لذلك فإن الاهتداء بهديهم والسير على منهجهم هو الذي ينبغي بل هو المتعين قال تعالى بعد أن ذكر الأنبياء مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم أقتده )
وكذا الصحابة والتابعون ومن بعدهم من السلف من الأئمة المهديين لا سيما في القرون المفضلة هؤولاء هم الذين يجب اتباعهم والسير على منهجهم وذلك أن السلفية منهجٌ قائمٌ على هدي الكتاب والسنة.
والذي أعتقده أن كلمة (السلفية) أو (أهل السنة) و(أهل السنة والجماعة) أو( الفرقة الناجية )أو( الطائفة المنصورة) أو (أهل الحق) أن هذه الكلمات هي كلمات مترادفه تؤدي معنىً واحداً وليست السلفية بدعةً كما يزعمون بل هي مرادفة لهذه الكلمات التي ذكرتها وهي تعني مأخوذة من سلف أي تقدم فالمقصود بالسلف هم أو السلف الصالح بالأحرى هم من تقدم من أئمة الهدى والدين ومن سار على نهجهم من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر من تقدم من علمائنا في هذا العصر فليست السلفية بدعه وليست كلاماً جديداً ولذلك نجد في كتب السلف ومنهم شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم وقبلهم الأئمة المهديون كلهم يرددون كلمة السلف واتباع السلف ومنهج السلف وقال السلف وهذا قول عامة السلف وهذا قول السلف قاطبةً ونحوِ ذلك من الألفاظ التي تدل على مفهوم السلفية فمعنى السلفية هو اتباع منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين والتابعين لهم بإحسان إذاً ليست بدعه وليست حزباً من الأحزاب التي تتـقـوقع على نفسها في طقوسٍ معينةٍ ولو خالفت الكتاب والسنة كما هو الحال بالنسبة لكثير من الجماعات القائمة في هذا العصر إذاً حتى كلمة السنة وأهل السنة ما إذا كان الذي يقول بأن السلفية بدعه يحتج بأن كلمة سلفية لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نقول له كلمة أهل السنة بهذا اللفظ في مقابلة سائر الطوائف لم تكن موجودة بهذا اللفظ في عهد النبوة وإنما الموجود هو السنة والجماعة هذه الألفاظ الموجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمّا ما بيّـنه السلف بعد ذلك فهي ألفاظ مرادفه لهذه الألفاظ وتؤدي معناها إذاً قول من قال إنها بدعه هذا لا شك أنه مجرد تحامل ونحنُ نقول له إذا قصد الشخص بكلمة السلفية التحزب الموجود في هذا العصر بين الجماعات الأخرى أو أدعى ذلك من لا يمثل منهج السلف لا نتفق معه ولا نقرّه على هذه التسمية لإنه بذلك يتـقمط ثوباً ليس له كما أن كثيراً من الطوائف المبتدعة قديماً كثيراً منهم يرون أنهم من أهل السنة الأشاعرة يقولون أنهم أهل السنة والمعتزلة يقولون أنهم أهل السنة هم الرافضة فقط الذين لا يعبرون بكلمة السنة وأهل السنة أما بقية الطوائف كلها تزعم أنها من أهل السنة والخلاصة أن هذه الألفاظ ألفاظ تؤدي معنىً واحداً وتؤدي بيان منهجٍ واحد هم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلا إفراط ولا تفريط وبلا غلوٍ ولا تقصير في القول والعمل والاعتقاد وليس المقصود هو تقديس الأشخاص وليست قضية السلفية هي تقديس الأشخاص في حد ذاتهم فإن الرجال هم الذين يعرفون بالحق وليس الحق هو الذي يعرف بالرجال والله الهادي إلى سواء السبيل.

] الأسئلة [

السؤال الأول: يا شيخ يقول إذا اعتقدنا أن الفرق التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست كلها خالدة في نار جهنم وقـلنا أن الأشاعرة والمعتزلة فرق من الفرق التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم هل هناك محظور؟

الجواب: المعروف أن الفرق التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم الاثـنتين والسبعين والتي أخبر أنها في النار ليست فرقاً كافرة وهذا بإجماع المسلمين وليست فرقاً مارقة من الدين بالكلية لذلك لا تدخل فيها بعض الفرق كالباطنية والإسماعيلية والقرامطة والدروز والنصيرية والرافضة هؤولاء لا يدخلون في هذا المسمى فلذلك من وصف الفرق المخالفة لأهل السنة وهم معدودون في جملة المسلمين لأنهم من الفرق المبتدعة أو الضالة أو من الفرق التي ينطبق عليها الحديث لا تجوز تخطئته ولا يجوز أن يقال إنه حكم على أحد بغير علم الحكم على منهج وليس على أشخاص ليس معنى أن من قال أن الأشاعرة أو المعتزلة من الفرق المبتدعة أو من الفرق التي خرجت عن المنهج الصحيح الذي هو منهج أهل السنة والجماعة مع أنهم من المسلمين لا يلزم من هذا أنا نحكم على الأفراد أنهم يدخلون النار وإنما الفرق التي تخالف المنهج الصحيح تدخل النار بغض النظر عن الأفراد والخطأ ناشئ من التعصب الأعمى للأشخاص فإذا قلنا إن هذه الفرقة مبتدعة لا يعني هذا أنني أحكم على كل فرد من أفرادها وإنما أنا أحكم على الفرقة بحد ذاتها أنها فرقة ضالة فرقة مبتدعة فرقة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة فلا يُخطأ من حكم عليهم بذلك ولا يقال إنه حكم على الناس بغير دليل بل الدليل قائم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أخبر أن الفرقة الناجية هي ( الجماعة ) وفي رواية الترمذي وإن كان فيها يعني لكن مؤيد بنصوص أخرى ( من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) من خرج عن هذا المنهج فهو من الفرق الضالة من الفرق المبتدعة من الفرق التي لا تعد في الفرقة الناجية وأعود وأكرر أنني لا أتكلم على أشخاص الأشخاص أمرهم له حكم آخر لا يجوز القطع لأحد منهم بجنة أو نار ما عدا من قطع له النبي صلى الله عليه وسلم أو بيّن الله عز وجل حكمه أو أمره في كتابه أو جاء بيانه بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أيةِ حال هذه الفرق هي فرق مبتدعة وهذه الفرق معدودة من الاثـنتين والسبعين ونحن لسنا متعبدين بحصر الإثـنتين والسبعين لذلك من الصعب من صعوبة بمكان الحصر لأنها قد يرجع بعضها إلى البعض الآخر والمهم أن من خالف منهج السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة والتابعون فهم من هذه الفرق المبتدعة.
فإن كانوا ممن مرق بالكلية كالرافضة والباطنية فليسوا من الفرق الاثـنتين والسبعين هؤولاء كفرة ملحدون وإن كانوا دون ذلك كالأشعرية والمعتزلة والماتريدية وبعض فرق الصوفية التي لم تصل درجة الغلو ورفع التكاليف فهذه تدخل في هذا العموم.

السؤال الثاني: شيخ أحسن الله إليك هل هناك فرق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية؟

الجواب: هذا التفريق لم نسمعه قبل هذا العصر وإنما تردد على ألسنة بعض الحزبيين ولا أرى فرقاً بين هاتين الطائفتين أو بين هذه المسميات تسمية الطائفتين لا ينبغي بين هذه المسميات الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أهل السنة أهل الحق الجماعة اتباع السلف السلفيون كلمة سلفيون ترادف أهل السنة ترادف أتباع السلف هذه هي الفرقة الناجية وهي الطائفة المنصورة ومن فرّق فقد فرّق بين المتماثـلين بغير دليل.

السؤال الثالث: شيخ أحسن الله إليك هل يطلق على كل صاحب بدعة مبتدع ؟

الجواب: من ارتكب بدعة فهو مبتدع لأنه فعل تلك البدعة ويطلق عليه أنه مبتدع .
بقي أن يقال هل من الحكمة أحياناً في باب الدعوة أن يذكر وصفه هذا إذا قصدت دعوته وإفهامه الحق لئلا تأخذه العزة بالإثم ؟ هذا باب آخر مسألة الدعوة وأساليب الدعوة لأن هناك خلطاً بين أن تحكم على شخص ويسمى مبتدع وبين ما نوجّه إليه من استعمال الحكمة في الدعوة ليست الحكمة التي تعني الميوعة والتنازل عن الحق وإنما الحكمة التي خلاصتها أن لكل مقامٍ مقالاً ولكل أمر ما يناسبه فدعوة المعاند غير دعوة الجاهل ودعوة المتعلم المثـقف غير دعوة الجاهل الأمي ودعوة المكابر غير دعوة صاحب الشبهة التي انطلت عليه، فالخلاصة أنه يسمى مبتدع بقي أن نقول إذا جاء المقام أو إذا كنا في مجال الدعوة فيمكن أن تستخدم الأساليب التي تتفق مع منهج النبوة من اللين والحكمة والموعظة الحسنة ولا تصل إلى حد التميع أو التنازل عن المبادئ تحت ستار الحكمة.

السؤال الرابع: شيخ هل المبتدع لا يقبل عمله ألبته ؟

الجواب: المبتدع شأنه شأن العاصي المبتدع كالعاصي فإن كانت بدعته غير مكفرة فعمله مقبول-إن شاء الله - الذي خرج عن هذه البدعة العمل الذي لم تخالطه البدعة المعينة التي يفعلها فحكمه حكم أصحاب المعاصي بل إن هناك من أهل العلم ومنهم الشاطبي وغيره من قسم البدعة إلى صغيرة وكبيرة كما تقسم المعصية إلى صغيرة وكبيرة نعم إن البدعة أخطر من المعصية لكون البدعة صاحبها في الغالب يندر أن يتوب وعلى هذا يوجه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله احتجر التوبة عن صاحب كل بدعة حتى يدع بدعته ) وقد بحث شيخ الإسلام ابن تيميه وغيره وكذلك الاعتصام للشاطبي مسألة قبول توبة المبتدع والقول الراجح إنها تقبل إذا تاب إلى الله توبة نصوحا لإن الله يقبل التوبة من جميع الذنوب بما فيها الشرك بالله سبحانه وتعالى وإنما الذي جرى في الغالب أن صاحب البدعة لا يتوب من بدعته إلا ما ندر لإنها تجري في دمه وفي قلبه كما تسري النار في الهشيم وكجريان الدم في العروق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم إنه عندما تستحكم فيه وتصير جزءاً من حياته ليس له إلا ما اُشرِب من هواه شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالمصاب بداء الكَـلَب تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ( الكلب داء يصيب من جراء عضة سبع أو كلب أو نحوه ) فيصيبه مرضٌ يستعصي علاجه يسمى السعار وقد يأخذ به هذا المرض حتى يموت في الغالب وكذلك صاحب البدعة قلّ أن يتوب ولذلك يقول سفيان ابن عيينه رحمه الله ( البدعة أحب إلى إبليس من المعاصي لأن المعاصي يتاب منها والبدعة لا يتاب منها ) وهذا في الغالب الذي نص عليه أهل العلم أن هذا هو ما جرت عليه سنة الله الكونية في الغالب أن أهل البدع يتمسكون ببدعهم لأن العاصي يفعل الذنب وهو يعترف أنه عاصي هذا إذا لم يستحل إذا استحل فهو كافر لكن العاصي الذي يعترف بذنبه يفعل الذنب ويعترف بمعصيته وأمّا المبتدع فهو يفعل هذه البدعة وهو يعتقد أنها دين يتقرب به إلى الله ولذلك قل أن يتركه كيف يترك شيء يعتقد أنه دين؟ العاصي يعترف الآن الذي يزني وهو من المسلمين يعترف أن الزنا حرام ويشرب الخمر ويعترف بأنها حرام ويحلق لحيته ويعترف بأن حلقها حرام يأكل الربا يقع فيه طبعاً هذا لا يعني التهوين من شأن المعاصي كما قد يفهمه البعض بعض من القاصرة عقولهم عن إدراك الحق أو عن ما يقوله السلف أبداً المعاصي خطيرة وهي تجر صاحبها ربما إلى الإستحلال قد تبلغ به درجة الإستحلال ولكن أقول العاصي المعترف بذنبه أقل خطراً من المبتدع الذي انهمك في بدعته لأنه يعتقد أنها دين، الخلاصة أن قبول عمله إذا لم تصل بدعته إلى حد الكفر والشرك فالقبول أمرًٌ وارد وشأنه شأن صاحب المعصية الذي فعلها مع إعترافه بمعصيته.

السؤال الخامس: شيخ هل التحذير من الداعية الذي عنده بدعة أو مخالف منهج أهل السنة والجماعة من العلماء فقط أم من طلاب العلم كذلك ؟

الجواب:هو الأولى أن يرجع جميع الناس إلى العلماء وهم أهل الحل والعقد ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعملوه الذين يستـنبطونه منهم ) والمقصود بأولي الأمر هنا هم العلماء فينبغي رد كل الأمور لا سيما المتنازع فيها إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يتحقق إلا بالرجوع إلى أهل العلم وطلاب العلم المتفقهين في دين الله الذين يقولون بالحق وبه يعدلون وهم العدول الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يحمل هذا الأمر من كل خلف عدوله ينفون عنه إنتحال الغالين وتحريف المبتدعين وإنتحال المبطلين ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإذا يرجع إلى أهل العلم وهذا لا يعني أن طالب العلم الذي لم يبلغ درجة الاجتهاد يسكت عن إنكار البدع الصادرة من أي شخص حتى ولو كان من الأشخاص المحسوبين على الدعوة وإنما الذي ينبغي أولاً وقبل كل شيء أن يتصدى العلماء الربانيون لمقاومة هذا التيار ببيان الحق بدليله وتـقيـيم الأشخاص الذي يريدون أن يتصدوا إلى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من خلال تمسكهم بالكتاب والسنة
أقول لا يمنع أن يكون طالب العلم الصغير أنه يبين خطأ من أخطأ بعد أن يتـثبت وبعد أن يتفقه وبعد أن يعلم الحق بدليله وبعد أن يرجع إلى أهل العلم ويستـشيرهم بذلك لا سيما إذا احتاج الأمر إليه أما إن وجد من أهل العلم -الذين هم أكبر منه- من يقوم بالأمر فقيامهم أولى درءاً للفتنة وأيضاً لأن كلمة العلماء كلمة مسموعة ومقبولة عند الجميع ولذلك ينبغي للعلماء أن يـبينوا للناس ما اختلفوا فيه لا سيما في مناهج الدعوة في هذا العصر وينبغي أن يصدعوا بالحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويـبينون لكل شخص ولو كان داعية من الدعاة ما عنده من أخطاء وإن ما يحصل من بلبله وما يحصل من مشاكل وما يحصل من أمور في هذه الأيام إنما هو راجعٌ إلى أن هؤولاء الذين قد يقعون في شيء من الخطأ المنهجي في الدعوة لم يُصارحوا بأخطائهم من قبل كثير من العلماء لا أقول كل العلماء كثير من أهل العلم بيّـنوا ووضّحوا ووضعوا النقاط على الحروف لكن نريد من بقية أهل العلم أيضاً مصارحة الدعاة الذين تأثروا ببعض المناهج بأخطائهم بهذا الطريق لا يحصل ما يعاني منه الدعاة في هذا العصر أو في هذه الأيام بالذات من اختلاف في المشارب والمناهج، باختصار أقول أن الأولى ببيان هذه الأمور هم العلماء هم الذين ينبغي أن يتصدوا لها ويرجع إليهم وأيضا هذا لا يمنع أن يبين طلاب العلم الآخرون ما اتضح لهم من الحق بعد أن يرجعوا إلى أهل العلم ويسألوهم عنه وأما تصدي بعض من لا يحسن الرد أو البيان الذي ربما يضعف في حالة وجوب القوة أو يشتط في حال وجوب استعمال الحكمة والهدوء أرى أن مثل هؤولاء لا يتصدون لتـقييم أعمال الناس لأن هذا الأمر في الحقيقة يحتاج إلى وقفه وإلى فهم وادراك ووعي
أعود وأقول وأكرر لا يعني هذا أن طالب العلم الصغير لا يبين ما اتضح له وإنما عليه أن يبين الحق بدليله ولا تأخذه في الله لومة لائم لكن أقول بعد أن يرجع إلى أهل العلم وأن يقاوم كل تيار يخالف منهج السلف غضب الناس أم رضوا لكن بالحكمة والموعظة الحسنة إن استدع الأمر التصريح صرح وإن تطلب الأمر التلميح لمح إن تطلب الأمر التعريض عرض على قاعدة النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بال أقوام ) ويتخذ لكل موقف ما يناسبه.

السؤال السادس: يا شيخ هل كل من أردنا أن نحذر الناس منه لأنه يخالف السنة لابد أن نذكر حسناته قبل ذلك ؟

الجواب: ذكر الحسنات ليس وارداً في مسألة بيان الأخطاء ومن قيد ذلك بذكر الحسنات فإنه يحتاج إلى دليل. الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ينكر أمراً وقع فيه الناس سواءًً ما أنكره بالتصريح أو بالتلميح لم يقل أنت يا فلان الذي فعلت وفعلت و فعلت من الخيرات كذا وكذا وكذا وأنت عندك كذا وعندك كذا من الخيرات لكن فقط ما عندك إلا كذا أعتقد أن هذا المنهج غير وارد وليس من منهج النبوة بل بيان الأخطاء التي تمس المنهج الصحيح سواءٌ كان في العقيدة أو في السلوك هذا أمرٌ متعين ولا يعني هذا أننا نهدر ما عند الشخص من حسنات لكن هل المقام إذا بينت مثلاً ما في كتاب من أخطاء معينه هل يلزمني أن أذهب وأترك كل حسنات الكتاب هذا لا يلزم أبداً لا يلزم فإذا قلت أن في كتاب الظلال لسيد قطب رحمه الله كذا وكذا وفيه كذا وكذا من الأشعريات وفيه كذا وكذا من الصوفيات وفيه كذا وكذا من المخالفات وإذا قلت أنه ليس كتاب تفسير وإنما هو كتاب أدب فإذا قلنا مثل هذا القول جاء من يقول إن هذا القول لا يصح أو إنه كلامٌ مردود أو إنه من أحسن كتب التفسير كما جاء في بعض الكتب التي ترد على من بيّن الأخطاء الموجودة في هذا الكتاب يعني في الحقيقية إن مسألة بيان الأخطاء الواردة في الكتب لا سيما الكتب المعاصرة التي يخدع فيها كثير من الناس هذه واجبه ( من ألف فقد استهدَف ) وإذا وُصِف من يردّ على تلك الشبهة وعلى تلك الأخطاء بإنه متحامل وبإنه غير منصف أو نحوِ ذلك فهذا دليل على جهل قائله بالحقيقة يعني مسألة ذكر الأخطاء ما علمنا أحداً من السلف يعترض على ذكر الأخطاء الواردة في الكتب أو الواردة في كلام الأشخاص بل كانوا إذا نُـبّه أحدهم إلى خطأ كان يقبل وكان يرحب وكان يدعو لأخيه الذي نبهه لكن التعصب للأشخاص هو إذاً أوصل الناس إلى هذه الدرجة أما وصف مثل السيد قطب أو الشيخ حسن البنا أو الهضيبي أو غيرهم بأنهم شهداء أو أنهم زعماء الدعوة أو نحوِ ذلك والله أنا لا أرى هذا نعم أقول لهم جهود على ما عندهم من إنحرافات في المنهج أقول لهم جهود نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيبهم عليها وأن يغفر لنا ولهم لكن المبالغة في الوصف بالشهادة والحكم بالشهادة وما إلى ذلك هذه أرى أنها ينبغي على الأقل التوقف فيها أو التحقق لا سيما وأن عندهم من الأخطاء حتى في باب العقيدة ما لا يكاد يحصر فما أدري عن وصف مثل هؤولاء المودودي أو سيد قطب أو حسن البنا وقد وجد في كتبهم ما وجد من مدح وثناء على الرافضة ومن تقريب للصوفية وبعضهم صوفي مباشرةً وما أدري يعني الحقيقة أن وصف هؤولاء الأشخاص والترديد على المنابر. السلف كانوا يتحفظون من إطلاق كلمة شهيد على الأشخاص الذين قتلوا في المعارك الفاصلة بين الكفار والمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف الآن نأتي نطلقها على الأشخاص عندهم مثل هذه الشّـبه يعني نحن نقول إن لهم جهوداً نسأل الله أن يثيبهم عليها وأن يعفو عنا وعنهم لكن لابد من بيان ما عندهم ولا يجوز القطع بالشهادة لأحد إلا من قطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيّن.

السؤال السابع: يا شيخ بعض الناس يحذرون من كتب العقيدة وخاصةًً العقيدة الطحاوية فما نصيحتك لهؤولاء ؟

الجواب: هو التحذير من كتب العقيدة نبع من دعوى أن العقيدة تفرق الأمة وهذه كلمة يرددها الحزبيون منذ الثمانينات الهجرية على حد علمي ولعلها منطلقة من كلمة حسن البنّا المعروفة ( نتفق فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) وهذا طبقوا عليه حتى الإختلاف في العقائد يعني دع القبوري في قبوريته ودع الرافضي في رافضيته ودع الصوفي في صوفيته ودع المنحرف على انحرافه في باب العقيدة واجمع الجميع في سبيل جمع الكلمة وأقول إن هذا كالذي يريد أن يجمع بين النوى والحصى والتراب والذهب والفضة هذه لا تجتمع أبداً لا يمكن أن تكون في ميزان واحد وأذكُر كلمة لشيخنا الشيخ محمد أمان وفقه الله في محاضرةٍ له بعنوان ( الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره ) وكانت رداً على رجل كان ينادي في شريط له وينتقد من يقول أن لله يداً أو من يؤمن بصفات الله عز وجل حتى إنه يقول من الذي قال إن لله يداً ؟! وهو رجلٌ موجود الآن فرد عليه الشيخ ولأن الشيخ ذكر الشريط وذكر الشخص الذي ذكر هذه المقالة غضب من غضب وتأثـر من تأثـر لكن الشيخ وفقه الله في آخر المحاضرة قال عندما أستعرض المنهج قال ( إني أشبه الذين يريدون التجميع والذي يدعوا إلى التصفية والتربية بأحد شخصيين أحدهما قال: أيها الناس هلمّوا هلمّوا فقد بنيت لكم مسجداً وعلى الجميع أن يدخله المتوضئ وغير المتوضئ والحائض والنفساء والجنب والصغير والكبير والنجس والطاهر. والآخر قال: أيها الناس هلمّوا لقد بنيت لكم مسجداً لكن علينا أن ندخله بعد الطهارة الكاملة من الحدث الأكبر والأصغر ) فهذا ينطبق على دعاة الجمع مع اختلاف العقيدة والمنهج ومن يدعوا إلى تصحيح العقيدة والبدء بها أولاً وتصحيحها أولاً كما هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) وفي رواية ( إلى أن يوحدوا الله فإن هم أطاعوك لذلك ) انظروا إلى كلمة ( فإن هم أطاعوك لذلك ) عندما بعث معاذاً إلى اليمن، ما معنى ( فإن هم أطاعوك لذلك ) ؟ يعني أن لم يستجيبوا أصلاً لا يكمل معهم المشوار لا يدعوهم إلى بقية شرائع الإسلام طالما أنه لم يقيموا هذا الأصل فالبدء بكتب العقيدة بعد كتاب الله عز وجل الذي هو أساس كتب العقيدة وأساس كل شيء بعد العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجتهاد بحفظ القرآن من الصغر بعد ذلك يبدأ بكتب العقيدة.
نعم أقول إن المبتدئين ينبغي أن يعنوا بكتب معينه في العقيدة والمتوسطين كذلك وطلاب العلم المتفقهين لهم كتب معينه إن كان القائل يعني هذا الأمر قد نتفق معه فيبدأ مثلاً مع كل الناس بكتاب الأصول الثلاثة مثلاً بكتاب شيخنا الشيخ ابن عثيمين عقيدة أهل السنة والجماعة بكتاب ( تجريد التوحيد للمقريزي ) وإن كان هذا فيه ألفاظ أو جمل تحتاج إلى توضيح بكتاب التوحيد مجـرّب لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بغيره من الكتب أما كتب الطحاوية مثلاً و التدمرية والحموية وإن كان الشيخ جزاه الله خير الشيخ محمد ابن عثيمين بسّط بعض هذه الكتب خصوصاً الحموية والتدمرية لكن أقول الكتب هذه طالب العلم المبتدأ يبدأ بغيرها لأنها هي رد على أشخاص معينين قد يكون فيها شيء من العبارات المنطقيّة التي دعت إليها الضرورة من أجل الرد على من لا يفهمون إلا هذه اللغة وقد سُـئل شيخ الإسلام في أكثر من مناسبة لم يضطر أو يلجأ أحياناً إلى المنطق بينما له كتب أخرى تخلو من المنطق تماماً فقال: إني تكلمت مع أنه يُحرّم المنطق ولا يرى التبحر فيه وكتابه معروف (نقد المنطق) لكن علّـل وبين أنه كان يرد على أشخاص لا يفهمون إلا ذلك الأسلوب ولا يقتنعون إلا بذلك الأسلوب، الخلاصة أن البدء بالعقيدة هو الأمر المتعين لكن ينظر إلى الأشخاص الذين سيدرسون فإن كانوا مبتدئين تختار لهم كتب تليق بهم ويفهمونها وإن كانوا متفقهين تختار لهم كتب تليق بمقامهم ويفهمونها.

السؤال الثامن: يا شيخ وردت أحاديث منها ( لا عدوى ولا طيرة ) وحديث (فـر من المجزوم كفرارك من الأسد ) كيف الجمع بينهما ؟ وهل هناك عدوى ؟

الجواب: الجمع بين هذين أو بين هذه النصوص هو أن يقال أنه لا عدوى تـنتـقل بنفسها بدون قدرة الله سبحانه وتعالى فذلك نفياً لما كانوا يعتقدونه في الجاهلية من أن الأسباب أمورًٌ قائمة بذاتها لم تقدّر من الله عز وجل ويعتقدون أن هذه الأسباب تـنتـقـل بنفسها وتأثر بنفسها في المُسبّب لذلك جاء النهي ( لا عدوى ولا طيرة ) أي لا عدوى تنتقل بنفسها وأما الطيرة فهي منفية ألبتّـة وهي التشاؤم فهو محرم وإن وصل إلى درجة اعتقاد النفع أو الضر في المتطير به فهي شركًٌ بالله سبحانه وتعالى.
الخلاصة أن العدوى المنفية هي ما كان يتصوره أهل الجاهلية من أن العدوى تـنتـقـل بنفسها، وأما أن يقال إن الله سبحانه وتعالى وهو خالق الأسباب والمسببات أنه جعل لكل شيء سبباُ سبحانه وتعالى وأنّ جرت سنة الله في أن الإختلاط بين المرضى والمُصحّين أن ذلك قد يؤدي بإذن الله إلى انتقال المرض لأسباب محسوسة وغير محسوسة يعني منها ما يرى ويشاهد ومنها ما لا يعلمه إلا الله والكل لا يخرج عن علم الله هذا مقصود هذا الأمر حقيقة وهي المقصود منه بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( فرّ من المجزوم فرارك من الأسد ) وأمره لمن حلّ الطاعون ببلدهم ألا يبرحوها وأن لا يدخلها أحد فعلى هذا يحمل أو تحمل مثل هذه الأحاديث وأما حقيقة انتقال المرض من شخص إلى شخص فهذا أمرٌ وارد بإذن الله وهو من الأسباب التي جعلها الله سبحانه وتعالى فقد جعل الميكروب المعين سبباً لانتـقال المرض المعين وكل ذلك يجري بقضائه وقدره سبحانه وتعالى.

السؤال التاسع: يا شيخ هل التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من أمور العقيدة أم من أمور الفروع ؟

الجواب: التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم بدعة حدثت بعد قرون وأوّلت لها الآيات والأحاديث حتى لقد تعسّـفوا في وصف التوسل بالدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود به هو التوسل بالجاه أو الحق أو الحرمة كما حَمَـلوا الوسيلة بالقرآن على المقصود بها أن تجعل واسطة بينك وبين الله تـتوسل به إلى الله وقول أنه لا يدخل في باب العقيدة قول ليس بصحيح أمور العقيدة كثيرة منها حتى أمور لا تبلغ المبالغة فيها درجة الشرك أو درجة الكفر مثل التوسل بالجاه لا نقول إن من توسل بجاه النبي يكفر لكنه مبتدع والبدعة تخل بالعقيدة وتأويل النصوص مخلٌ بالعقيدة ولذلك نصّ السلف على أن بعض الأعمال تنافي التوحيد بالكلية وبعض الأعمال تنافي كماله فمثـل هذه لا شك أنها من أمور العقيدة لأنها تتعلق بإحداث حكم شرعي وهو التوسل بالجاه لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالتكلف والتمحّـل والتعسّف في فهم النصوص فلا شك أنها حتى لو فتحنا هذا الباب لجاءنا قائـل يقول ما دمتم لا تكفرون بعض المؤولة في الصفات إذاً مسألة الصفات ليست من العقيدة قد يأتينا من يقول هذا الكلام أليس كذلك وأيضاً قد يأتينا من يقول إن إحداث أعياد ليست من أعياد المسلمين وهي بدع أنها لا تعتبر من العقيدة ولا تخل بالعقيدة بناءً على هذا الفهم وقد يأتينا أيضاً شخص ويحدث أموراً كثيرة ويستحسنها بعقله ويقول هذه لا تخل بالعقيدة، إذاً الخلاصة أن التوسل بالجاه سواءً كان بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه غيره من الصالحين هو داخلٌ في موضوع العقيدة والخلاف فيه هو خلافٌ في مسألة عقدية فينبغي أن نقتصر على أنواع التوسل المعروفة وهي التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته والتوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة والتوسل إلى الله بدعاء المسلم الصالح.

السؤال العاشر: شيخ هل تفسير قول الله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ) بشدة الهول لا مُسَوّغ باللغة ؟

الجواب: تفسير هذه الآية بشدة الهول لا أعلم له مُسَوّغاً من اللغة ولا سيما أنه جاءت أحاديث تفسر وتبيـن أن الله تبارك وتعالى يكشف لهم فيريهم هذه العلامة التي يعرفونه بها وهي الكشف عن الساق وهذا نظير كثيرٍ من ما وصف الله به نفسه من الصفات الذاتية كاليد والوجه والعين و القدم والرِجل والأصابع وما إلى ذلك مما وصفه الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نعم إذا كان المقصود مقصود القائل بعد أن يثبت هذه الصفة لله أن الأمر فيه هول وفيه موقف عظيم وما إلى ذلك فهذا وارد أما إذا كان يقصد تأويل الساق بإن المقصود مجرد شدة الهول فهذا تفسير خاطئ ولا تأيّده اللغة.

السؤال الحادي عشر: يا شيخ ورد في السنة أن كلتا يدي الله يمين ورواية شمال فكيف الجمع ؟

الجواب: الجمع بين ما ورد في السنة من أن كلتا يديه يمين وما ورد فيها من أحاديث أخرى من ذكر الشمال لا تعارض بينهما أو لا تعارض بين هذه الأحاديث إذا أخذنا بالإعتبار أن الله سبحانه وتعالى لا يقاس بخلقه لا قياس شمولي ولا تمثيلي ولا إلحاقي ولا غير ذلك حتى في اللغة عند الناس الآن ( ولله المثل الأعلى ) عندما يتفاهمون بينهم يقول قائلهم شمالك يمين لفهمهم أن اليمين صفة مدح وأن الله عز وجل هو الذي وصف نفسه بإن كلتا يديه يمين وهو الذي وصف نفسه بإن له يميناً وشمالا فنحمل كلاً على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى مع الوقوف حيث وقف السلف من إثبات ذلك كله بلا تأويل ولا تشبيه ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا يتعارض ذلك من تسمية الشمال باليمين لإن ذلك أدعى وأقوى في باب التنزيه وما وصف الله به نفسه نثبته على الوجه اللائق به مع الأخذ في الإعتبار أن ذات الله عز وجل لا تشبه صفات المخلوقين.

السؤال الثاني عشر: شيخ السؤال الأخير يقول ورد أن لله قدم كذلك ورواية رِجل وأحد طلبة العلم يقول أن الرجل أعم والقدم أخص كيف الجمع ؟

الجواب: هو التعبير بالعموم والقصور هنا أرى أنه لا لزوم له ونثبت ما جاء في الأحاديث الصحيحة من أن لله قدماً وأن لله رِجلاً ولا تعارض بينها مثـلما ذِكر اليد و ذِكرالأصابع فهل ذكر اليد تعارض مع ذكر الأصابع لا يتعارض مع ذكر الأصابع فكذلك ذكر القدم لا يتعارض مع ذكر الرِجل فنؤمن أن لله رِجلاً تليق بجلاله وعظمته ونؤمن أن له قدماً تليق بجلاله وعظمته ولا نضرب النصوص بعضها ببعض بل نثبتها كما جاءت وأما القول بإن هذه أعم وتلك أخص حتى وإن عزي لبعض طلاب العلم فالذي يظهر لي والله أعلم أن هذا تفصيلٌ يحتاج إلى شيء من الدليل والدقة.

يا شيخ ما نصيحتك لشباب الصحوة هذه الأيام ؟

نصيحتي إلى شباب الصحوة في هذه الأيام:

أولاً: تقوى الله عز وجل في السر والعلن.

ثانياً: الإجتهاد في البدأ في حفظ كتاب الله عز وجل منذ الصغر لأن ذلك يصقل أذهانهم وينمّي ملكتهم ويكسبهم قدرة على الإستدلال والفهم والإدراك ثم ما تيسّر من حفظ أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم مع العناية بفقه السلف ومؤلفاتهم في الفقه والعقيدة.

أيضاً أنصحهم برد الأمر إلى أهله وهو الأخذ عن العلماء الذين يقولون بالحق وبه يعدلون الأخذ عن أهل العلم الذين ينهجون منهج السلف الصالح على وفق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يتواضعوا في ذلك لأن كثيراً من الشباب أصلحهم الله وهدانا وإياهم قد يصيبهم شيء من الغرور أو الحماس الزائد فيحرمهم من أن يتتلمذوا على العلماء فيبعُـدون عنهم فيضيعون ( لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا ) ومن هنا تحصل الفرقة والإختلاف والتمزق والتشرذم إذا لم تكن هناك قاعدة يرتكزون عليها ويرجعون إليها عند الإختلاف تضيع أمورهم إذا لم يتواضعوا للعلم وأهله فإنهم يضيعون بين الإفراط والتفريط ولا يقرّ لهم قرار بل ربما ينتكس منهم من ينتكس قد جاءتنا عشرات الأسئلة أن شخصاً استقام فترة ثم انتكس وهذا راجعٌ إلى أن إستقامته على غير علم على غير هدى استقام وبقي يتجول يمين وشمالاً ولم يجلس يوماً من الأيام يأخذ العلم عن أهله والعلم يتـلقى عن العلماء لا يكون من الكتب فقط ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما العلم بالتّعلم، وإنما الحلم بالتّحلم ) فالواجب على الشباب عامة وشباب المسلمين خاصة شباب الصحوة خاصة أن يشكروا الله ويحمدوه على أن أنقذهم من أدران المعاصي والبدع والشهوات وعليهم أن يحصّـنوا أنفسهم حتى يستمروا على ذلك بالجد والإجتهاد في طلب العلم النافع ومن ثم التطبيق العملي للعلم الذي تعلموه.

وأوصيهم بالهدوء والطمأنينة وعدم التسرع في نقل الأخبار ( وما آفة الأخبار إلا رواتها ) فإن كثيراً من الشباب قد ينقلون أخباراً على وجه السرعة فتصل إلى زيد من الناس ويتناقـلها ذاك وثاني وثالث وتكـبّر وتحدث شقاقاً بين أهل العلم أو تحدث أموراً هم في غـنىً عنها لابد من التثبت مما تـقول ومما تسمع ( وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) أن لا ينظروا إلى الشائعات الكثيرة التي عمّت وطمّت.

أيضاً نصيحتي لهم عدم الإفراط في الحماس الذي يفقدهم منهج النبوة في الدعوة أو الكسل الذي يقعدهم عن الدعوة لابد من الوسطية.

وأيضاً مما أنصح به الشباب نقطة هامة جداً عدم التهويل فالتهويل من سمات المبتدعة يأتيك مثلاً بعض المبتدعة يقول لك والله جرت القصة الفلانية والقصة الفلانية أتدرون ماذا حدث في المكان الفلاني فلان ذهب وحصل له كذا وكذا وفلان ذهب فلان خرج وما أدري ما الذي حصل لأهله بعده فلان خرج وامرأته في حالة وضع ثم جاءها فلان وألقى إليه النقود يعني كلام فارغ يرددونه يعني الإعتماد على القصص والأخبار وأخبار الصحف والمجلات وما إلى ذلك عدم التهويل التهويل هو الذي أضرّ بالشباب في هذا العصر.


فرغه أبو مازن السلفي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yakin.alafdal.net
azza1984
مشرف أعانه الله
مشرف أعانه الله
azza1984


عدد المساهمات : 536
تاريخ التسجيل : 23/08/2010
العمر : 40
الموقع : http://www.dd-sunnah.net/

السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي    السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي  Emptyالسبت مارس 05, 2011 5:42 am

( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين تبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوعبد البارئ
عضو جديد
عضو جديد
أبوعبد البارئ


عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
العمر : 44

السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي  Empty
مُساهمةموضوع: التعليق الوافي على بعض قواعد وأصول المنهج السلفي   السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي  Emptyالخميس مارس 17, 2011 8:54 pm

[size=24]
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذبالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد لهولياً مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولهصلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْاتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}آل عمران :102 .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍوَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراًوَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَكَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء :1 .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَوَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}الأحزاب :70/71.
وأكرر هذه الآية { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُواقَوْلاً سَدِيداً } القول السديد هو :الصدق مع الصواب { وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}نتيجته { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنيُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } .

فإنأصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله - وشر الأمورمحدثاتها، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار - أعاذني الله وإياكممن محدثات الأمور ..
أما بعد: أحييكم تحية طيبة مباركة ، تحية أهل الإسلام ، فالسلام عليكم ورحمة الله ، وأقول مرحباً بكم أبنائي وأحبائي ، ولعل من أهم ما ينبغي أننستهل به الحديث في جلستنا هذه بتاريخ 08/03/1432هـ الموافق 11/02/2011مـ بمدينةسور الغزلان ، ولاية البويرة ،شرق العاصمة الجزائرية ، هذه المدينة الطيبة التي استضافتنا فإنّا نقدم شكرناالخالص لمن كان سبباً في هذا الاجتماع المبارك ، الأخ أبو عبد المصور مصطفى بن عياش ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه وجميع الحضور من أهل هذه المنطقة لما يجبه ويرضاه ، وأن يجعل لقاءنا هذا لوجهه خالصاً لا رياء فيه ولا سمعة ، كما نسأله سبحانه أن ينفعنا وإياكم بما نقول ونسمع ، وأن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
وكلمتي إليكم -أحبتنا -التي أردتُ أن أشنِّف بها أسامعكم هي في قواعد وأصول المنهج السلفي ، أو بعضأصول المنهج السلفي ، الذي نتشرف بالانتساب إليه علماً وعملاً وليس ادِّعاءًا فقط ؛ فمَن تَشرَّف بالانتساب إلى هذا المنهج ينبغي عليه أن يخضع وأن يُسلِّم وأن ينقادلضوابطه وأصوله حتى يكون عاملاً به ظاهرا وباطنا ، فتظهر ثمرته عليه .

أولاً: نُعرِّف بكلمة السلف: إن لفظ السلف يطلق ويراد به معانٍ كثيرة :[1].
المعنى الأول : التسوية ( السلفأي التسوية ) وعند العرب التسوية أي الأرض المستوية سميت بالمِسْفَلة - بكسر الميم - وهي الآلة التي تسوَّى بها الأرض ، يقال: سلف الأرض إذا سوّاها بالمِسلفة (الآلةالتي سوَّتها) .
المعنى الثاني : من معانيه أيضاً السَّلَم ، والسلم هذا هو نوع من أنواعالبيوع يُعَجَّل فيه الثمن وتُضْبَطُ فيه السلعة بالوصف إلى أجل ( السلف نوع منأنواع البيوع توصف فيه السلعة بوصف معيَّن إلى آجل ويعجَّل فيه الثمن) .
المعنى الثالث : من معاني السلف : الأمر المتقدم من العمل أو القول أوالشخص أو الآباء يعني أي شيء تَقدَّمَك فهو يُعتبر سلفُك ، منه قوله تعالى : { قُللِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْيَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ }الأنفال :38.
وقوله: { يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْسَلَفَ } أي ما تقدم من أعمالهم وأقوالهم واعتقاداتهم فالسلف هو ما تقدمك من قولأو عمل أو اعتقاد أي ما أسلفت في غابر زمنك وعمرك فهذا هو معنى السلف النهاية في غريب الحديث لابن الأثير [2/389-390] .
--------------
1- ومن معانيه أيضا: القرض، فلان قرض فلان إي أسلفه، ومن منها:العنق، يقال لها السالفة .
المعنى الرابع:السلف المتقدم من نَسَبك من آبائك وأجدادك وذويقرابتك،قال الله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ}الزخرف:56] المفردات في غريب القرآن [244].
وقالالنبي - صلى الله عليه وسلم - :<< إن الله تعالى إذا أراد رحمة أمة من عباده قبضنبيها قبلها فجعله فرَطاً وسلفاً بين يديها >>[1] الحديث رواه مسلم [2288].
قال الراغب الأصبهاني في كتابه المفردات في غريب القرآن [244]: يقال لفلان سلف كريمأي آباء متقدمون .
وقال الفيروزبادي في كتابه القاموس المحيط [3/158]: والسلف كل من تقدمك منآبائك وقرابتك .
وقال ابن منظور في لسان العرب [3/2069] : من تقدمك من آبائك وذوي قرابتكالذين هم فوقك في السن والفضل ، ولهذا سمي الصدر الأول من الصحابة والتابعين السلف الصالح . انتهى كلامه .
دل على هذا قوله- صلى الله عليه وسلم - لريحانته فاطمة رضي الله عنهاوأرضاها: << ولا أراني إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهلي لحوقاً بي ونعم السلف أنا لكِ>>هذا قاله النبي- صلى الله عليه وسلم - لابنته فاطمة . الحديث رواه أحمد [6/282] ومسلم فيصحيحه [2450] .
والسلف في اللغة العربية كم من معنى ذكرنا له ؟ ها مَن يجيب ولهجائزة ؟
أحد الحضور : أربعة...
الشيخ : أربعة ، طيب اذكرلي معنى من المعاني حتىترسخ هذه المعاني جيدا، هات
؟ المعنى الأول ؟
أحد الحضور : بيع من البيوع... السلم ..
الشيخ : بيع من البيوع طيب ، جيد ، وأنا أضيف المعنى الثاني : تسوية الأرض ، طيب من يضيف المعنى الثالث ؟
أحد الحضور : ما تقدم منالآباء..
الشيخ : جيد ، من تقدم من آبائك وأجدادك ممن فوقك في الفضل والنسب . طيب الرابع ؟ ماتقدمك من قولك وعملك أي ما أسلفت أنت وقدّمت ، هل هذه المعاني مفهومة ؟ وهل حفظناها ؟ الجواب عندكم .
والسلف فيالاصطلاح العلمي : إذا أُطلق السلف فلا يراد بهم إلا الصحابة رضوان الله عليهموالتابعون وتابعي التابعين ، ثلاثة أجيال ..لقوله صلى الله عليه وسلم :<< خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم >> أحمد [1/378/442] والبخاري [4/118] .
مَنْ هم السلف ؟ إذا أُطلق لفظ السلف ،أطلق ولم يقيَّد ، ما عنده قيد ما عنده رباط قلنا السلف لا يُفهم منه إلاالصحابة والتابعين وتابعي التابعين ، هؤلاء هم السلف لكن هنا يَرِد قيد ،هذا القيدهو أنه لا بد أن نقيد السلف ( لفظ السلف ) بالصالح لماذا ؟ لأنه ظهر في عصرهم رؤوسالبدع ، ظهر في عصر الصحابة رؤوس البدع كالخوارج ، والقدرية ، والرافضة ، فلو أطلقنا لفظ السلف فأولئك ممن سلف ، وهم فيعهدهم فيدخل فيهم الصالح والطالح فلِنُميِّز منهجنا فنقول : منهجنا الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
قلنا أن السلف في الاصطلاح العلمي :هم الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون وتابعي التابعين ويلحق بهم من كان على منهجهم وفهمهم علماً وعملاً ، حالا واقتداء ، وقولنا : علماً نقصد بالعلم علم الاعتقاد ؛ التوحيدوالمنهج ، العلم بالله وبدينه وبرسوله ..
العلم بكتاب الله تعالى وبسنة نبيه والعملأي بهما؛ العمل بالكتاب والسنة ويقيد السلف بالصالح لأنه ظهرت في عصرهم الفرقالمنحرفة عن سبيلهم حتى نُخرجها من التعريف ،فقيدوه بالسلف الصالح لأنه إذا لمنقيده دخل فيه من كان في عهدهم من الفرق ممن جاء ببدعة لأنهم ممن تقدم .
وكان علماء السلف يطلقونلفظ السلف ، هذا اللفظ كان معروفا ، ولكن كثير من الناس اليوم يستنكرون إطلاق لفظ السلف ، والسلفية ، ويقولون : أنتم جئتم بشيء جديد وحزبية جديدة ، وهذا المصطلح " السلف" لم يكن معروفاً عند الأقدمين ممن تقدم ... ونقول هذا خطأ فإن علماء أهل السنة والجماعة كانوا يطلقونه ، بل حتى الخلف يطلقونه ويريدون به الصحابة والتابعين ، وأنا سأشيرإشارات خفيفة إلى العلماء ممن تقدم ممن كان يذكر لفظ السلف أو مصطلح السلف .
أولا : النبي - صلىالله عليه وسلم - تكلم بلفظ السلف في حديثين ، الحديث الأول الذي ذكرته لكم << إذاأراد الله سبحانه وتعالى رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها وجعله سلفا لها >> هذاحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلم باسم السلف .
ثانياً : قوله لابنته :<< .. أنا خيرسلف لكِ >> . وقد مر تخريجهما .
وأيضاً بوَّب البخاري في صحيحه باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة منالخيل وقال : راشد بن سعد وهو من التابعين : كان السلف يستحبون الفحولة ، كان السلفي ستحبونها لأنها أجرى وأجسر.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح [6/51]: قوله :"كان السلف " أي منالصحابة فمن بعدهم من التابعين .
وبوّب البخاري أيضاً كتاب الأطعمة [3/440]باب:" ما كانالسلف يدَّخرون في بيوتهم وأسفارهم، من الطعام واللحم وغيره ".
وقال الإمام الآجريرحمه الله في كتابه الشريعة : علامة مَن أراد الله عز وجل به خيراً : سلوك هذاالطريق : كتاب الله عز وجل وسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنن أصحابهرضوان الله عنهم ومن تبعهم بإحسانٍ رحمة الله عليهم ، وما كان عليه أئمة المسلمينفي كل بلد إلى آخر ما كان من العلماء ، مثل الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنسوالشافعي وأحمد بن حنبل والقاسم بن سلاّم ومن كان على طريقهم من السلف[2].
وبيّنذلك ابن رجب الحنبلي في رسالته اللطيفة ( فضل علم السلف على علم الخلف ) حيث قال : وفي زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدىبهم إلى زمن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد: وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهمفإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة .
وقالالقاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم في شرح مسلم[8/553] : بين السلف اختلاف كبير فيكتابات العلم من الصحابة والتابعين .
فحدّ رحمه الله السلف ( أي القاضي عياض ) يعني عرّف السلفبأنهم الصحابة والتابعين.
قالالنوويرحمهاللهفيالأذكار( ص 296 ): " – بابجوازتكنية الرجل بأبي فلانةوأبي فلان والمرأةبأم فلان وأم فلانة – اعلم أنهذاكله لاحجرفيه،وقدتكنى جماعات منأفاضل سلف الأمة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم بـ" أبي فلانة " ،فمنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه له ثلاث كنى : أبوعمرو،وأبوعبدالله،وأبوليلى،ومنهم أبوالدرداء،ومنهم أبوليلى والدعبدالرحمن بنأبيليلى،ومنهم أبوأمامة،ومنهم أبوريحانة،وأبورقية تميم الداري،وجماعات من الصحابةغيرهؤلاء ...ومنالتابعينأبوعائشةمسروقالأجدع،وخلائقلايحصون.
وقال في الأذكار:[ص 539] ومن أحسن ما جاء عن السلف من الدعاء ، ما حكى الأوزاعي رحمه الله تعالى :قال : خرج الناس يستسقون فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ،ثم قال : يا معشر من حضر ؛ألستم مقرين بالإساءة ؟قالوا :بلى ، فقال: اللهم إنا سمعناك تقول : { مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (91) سورة التوبة .
وقد أقررنا بالإساءة فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا؟ اللهم اغفر لنا وارحمنا،واسقنا فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا.وبلال بن سعد تابعي .
والحاصل مما تقدم أن لفظ السلف كان معروفا وكان الانتساب إلى السلف معروفاويتشرف المسلم بالانتساب إلى منهج السلف لماذا ؟ لأنه هو الحق ، ومنهجهم هو المنهج الحق وغيرهمن المناهج كلها مناهج باطلة كما سيأتي- إن شاء الله - في أصول منهج السلف الصالح، والحاصل مما تقدم أن السلف إذا أُطلق أريد به الصحابة والتابعين وتابعيهم وهم القرون الثلاثة المفضلة بقوله - صلى الله عليه وسلم - :<< خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " رواه البخاري وأحمد والترمذي . فذكر فيه ثلاثة قرون << خير الناسقرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم >> ، وبقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً فيالحديث الثاني :<< خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم >>قال عمران بنحصين : فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا ، يعني لا أدري هل ذكر قرنين فقط أوثلاثة يعني قرنين بعد قرنه أو ثلاثة قرون بعد قرنه؛ لكن الحديث الأول يبين أنه ذكرقرنين بعد قرنه ، فقال: " خير الناس قرني: قرن الصحابة ثم الذين يلونهم : التابعين ، ثمالذين يلوهم : أتباع التابعين؛ فهؤلاء هم السلف الصالح ، وبقوله - صلى الله عليهوسلم - :<<.. أنا ومن معي ثم الذين على الأثر ثم الذين على الأثر >> أيضاً هذا يبين أنهذكر قرنين بعد قرنه فقط ، قرنين بعد قرنه.
هذا الحديث يبين ذلك أيضا قال :<< أنا ومن معي ثم الذينعلى الأثر ثم الذين على الأثر >> والحديث رواه أحمد [2/297]وأبو نعيم في الحلية [2/78]بسند حسن؛ويشهد له ما قبله مما ذكرنا.
تعريف السلفي: والسلفي هو من ينتسب إلى منهجهم علماً وعملا ؛ وقد انتسبإليه جماعة من المتأخرين للدلالة على استقامتهم والتزامهم بمنهج السلف .
قال السمعانيرحمه الله : والسلفي - بفتح السين واللام وفي آخرها فاء -هذه نسبة إلى السلف الصالحوانتحال مذهبهم على ما سمعت . ذكره في كتابه الأنساب [3/273].
وقال الذهبي -رحمه الله -وهو شمس الدينالذهبي؛ ذهبي عصره : السلفي بفتحتين هو من كان على مذهب السلف ؛ ومنهم أبو بكر عبدالرحمن السرخسي .السير [6/21].
وقال :-رحمه الله - في الدارقطني ) : لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال ولا خاض في ذلك بل كان سلفيا .السير [16/457].
وكذلكقال ( أي الذهبي ) في ترجمة ابن أبي زيد القيرواني كما في السير [17/10] قال: الإمام العلامة القدوة الفقيه عالم أهل المغرب ..إلى أن قال : وكان –رحمه الله –على طريقة السلف في الأصول لا يدري الكلام ولا يتأول .
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – إن السلف هم أهل القرون المفضلة فمن اقتفى أثرهم وسار على منهجهم فهو السلفي ، ومن خالفهم في ذلك فهو من الخلف . انظر هامش الفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق الدكتور أحمد بن عبد المحسن التويجري [ص203].
تعريفالسلفية :السلفية
هي المنهج القويم،والصراطالمستقيم،هي الدينالذي كان عليه النبي صلىالله عليه وسلم وصحابته،السلفية ليست فرقة متحزبة،ولاطائفةلهاتنظيم حزبي يقوم عليهالولاءوالبراء ، والحب والبغض ،فالسلفيةهي المنهج القويم والصراط المستقيم الجامع لخيريالدنياوالآخرةالذياعتمدهالصحابةوالتابعون وسارعليه عامةالسلف الصالح في تلقي الدين ؛وفهمه علىمرادالله ومرادرسوله؛والعمل به في اعتقادهم ومعاملتهم وأحكامهم؛وتربيتهم وتزكيةنفوسهم،وقدأمرالله بذلك فقوله تعالى:{ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (15) سورة لقمان .
قالابنالقيمرحمهاللهفيبيانوجهالاستدلالبالآية : وكلٌّمنالصحابةمنيبإلىالله؛فيجبإتباعسبيلهموأقوالهمواعتقاداتهم .
استطراد للفائدة :السلفية ليست هي " السلفية للدعوة للقتال" ، هؤلاء مجرمون ؛ خوارج ؛كلاب النار.. لم تبق لأحد منهم حجة بعد كلام العلماء الكبار الشيخ الألباني ، وابن باز ، والشيخ بن عثيمين .. وغيرهم .. الذين أبطلوا تأويلاتهم ، وبينوا أن لا جهاد في الجزائر ، بل هي ثورة خوارج ،وبعد نداءات الدولة لهم ؛وفتحها لأبواب المصالحة والوئام ،والمنهج السلفي بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، وما يتسمون به وينتسبون إلى السلف إلا ظلماً وزوراً ،وإنما يفعلونه ليغرروا بذلك عوام الناس والشباب على وجه الخصوص ، فهم يباينون السلف ويخالفونهم في معتقدهم ومنهجهم .
إذاً الله سبحانه وتعالى قال: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَإِلَيَّ } قال ابن القيم رحمه الله : وكل من الصحابة منيب إلى الله ، ونحن نعتقد أن الصحابةرضوان الله عليهم عدّلهم الله سبحانه وتعالى وزكاهم ورضي عنهم وأرضاهم؛ فلا يجوزالتعرض لهم بسوء ولا التنقيص من قدرهم وحقهم ، فمهما عملنا ومهما عمل العاملون فإنهم لن ولميصلوا إلى مرتبة الصحابة وإلى فضيلتهم؛ ويكفي في فضلهم صحبتهم للنبي - صلى الله عليهوسلم – هذه مزية لا يمكن لحد أن يدركها إلا من تحققت له الصحبة منهم ، والتعرض لأحدهم تعرض لجميعهم فمن تعرض لأحدهم بتنقيص أو طعن فهذا فيه تشيعوزندقة لذلكم نترضى عنهم كما ترضى الله عنهم ، فكلهم منيب إلى الله سبحانه وتعالى ؛ لذلكم يجب إتباع سبيلهموأقوالهم واعتقاداتهم ؛ ويؤكد هذا قوله تعالى:{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115) سورة النساء.
وقول الله سبحانهوتعالى: { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ } هم الصحابة ، فمَنْ المؤمنين الذين عناهمالله سبحانه في الآية غير الصحابة ؟ لم يكن هناك في عصر نزول الوحي غير الصحابة مع النبي - صلى اللهعليه وسلم – ولم تأت آيات تنسخ ذلك الحكم ، وتبين أن المقصود غيرهم إذاً فالمقصود بهم الصحابة ؛ فمن اتبع غيرسبيل الصحابة فهو مشاق
للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمشاقة للرسول مشاقة للهسبحانه وتعالى ومن يشاق الله ورسوله فله يوله الله ما تولى ويصله جهنم وساءت مصيرا ؛ والعياذ بالله .
قال شيخنا محمد بنصالح العثيمين -رحمه الله-: السلفية هي اتباع منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لأنهم من سلفنا الذين تقدموا علينا فاتباعهم اتباع للسلفية منقول من لقاءالباب المفتوح، السؤال[ 1322].
وقال شيخنا الألباني رحمه الله كما في كتاب :[ الحاوي في الفتاوى الشيخ الألباني [ص266] هذا كتابجُمع فيه بعض الفتاوى للشيخ رحمه الله يقول : حينما نقول السلف إنما نقصد بهم خيرطائفة وجدت على وجه الأرض بعد الرسل والأنبياء ، إذا قلنا السلف الصالح إنما نقصدبهم ( إذا قلنا السلف وأطلقنا ) إنما نقصد بهم خير طائفة وجدت على وجه الأرض بعدالرسل والأنبياء رضوان الله عليهم وهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا في القرن الأول ثم التابعين الذين جاءوا في القرن الثاني ثم أتباعالتابعين الذين جاءوا في القرن الثالث أهل القرون الثلاثة هم الذين يطلق عليهمالسلف وهم خير أمة كما جاء في الحديث وذكرنا لكم الحديث . انتهى كلامه رحمه الله .وأشار إلى معنى قريب من هذا بل وضح جيدا في محاضرة بعنوان أصول الدعوة السلفية فلتراجع .
وقال جوابا على سؤال لماذا التسمي بالسلفية ؟كما في شريط أصول الدعوة السلفية قال:... لماذا لا نكتفي بالانتساب إلى الكتاب والسنة ؟ السبب يعود إلى أمرين اثنين : أحدهما يتعلق بالنصوص الشرعية ، والآخر بواقع الطوائف الإسلامية .
وقال شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله كما في كتاب الفتاوى له :[ج1/165-167]جوابا على سؤال : هل السلفية حزب من الأحزاب ؟
فأجاب حفظه الله :أنا قد أجبت على مثل هذا السؤال في مقال طويل نشر في جريدة المسلمون ، السلفيون هم أهل الحق ،والانتماء إلى المنهج السلفي شرف ، والأخذ به والعض عليه بالنواجذ واجب الأمة ؛أوجبه الله – تبارك وتعالى – وحتمه عز وجل :{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) سورة الأنعام.
وقال تعالى : {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115) سورة النساء.
فما المنهج السلفي إلا السير على سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين والسلف الصالح ، والأدلة ما قلت لكم من المصادر القديمة والحديثة ، ثم هم ليسوا حزبا ، ولكن الأحزاب الضالة تريد أن تشوه المنهج السلفي وتصد الناس عنه ، يقولون نحن أحزاب وهم أحزاب مثلنا ، ثم هم أشد على أهل تامنهج السلفي يوجهون لهم التهم والطعون الظالمة ، ابتليت الأمة بهذه الأحزاب ، وحزبيتهم يا إخوة نكبت بها ، فالسلفيون حزب الله إذا كان لابد ، فهم حزب الله كما قال الله عن رسوله – صلى الله عليه وسلم - وأصحابه : {.. أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (22) سورة المجادلة ، وفي سورة المائدة {..وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (56) .
فيجب على من دان بالسلفية أن يقف إلى جانب أخيه ينصره ، ولو سماهم هؤلاء الخونة حزبا ؛ لا يضرهم أنهم حزب الله ...انتهى المقصود منه باختصار وتصرف يسير .

نشأة المذهب السلفي وضرورة الانتساب إليه ظاهرا وباطنا:
لقد بدت الحاجة ملحة للإنتساب إلى منهج السلف الصالح حتى نتميز عنغيرنا ، حين تفرقت الأمة إلى طوائف وتعددت المناهج كل طائفة انتسبت أو نسبت إلى رئيسها أو إلى بلدها أو إلى أوصافها ؛وما تعتقده، فوجبعلينا أن ننتسب شرفاً ومجدا إلى من نقتدي بهم ونتأسى بهم ؛ وندين الله تعالى بحبهم ،وهم السلف الصالح ، فلقد بدتالحاجة ملحة للإنتساب إلى منهج السلف الصالح حين حصلت الفتن وافترقت الأمة شذر ومدر ، وظهرت الفرق المبتدعة فكان لابد من التميز بالانتساب إلى الفرقة الناجية والطائفة المنصورة التي وردت في فضلها النصوص والتي يمثلها منهج السلف الصالح ، فلم يكونوا يسألون عنالإسناد حتى وقعت الفتنة فقالوا : سموا لنا رجالكم فننظر إلى أهل السنة فنأخذ عنهم؛وننظر إلى أهل البدع فلا نأخذ عنهم ؛ فلما تفرقت الأمة واختلفت- أيدي سبأ-وتعددت المناهج التي تحملها كل فرقة مصداقاً لقوله - صلى الله عليه وسلم - :<<.. وستفترق أمتي على ثلاثوسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة >> صحيح الجامع [1082].
وفيه أنه أخبر عنها أنها كلها في النار إلاواحدة ، فكان لزاماً على العاقل الناصح لنفسه أن يبحث عن منهجها ويتعلم حدود ومعالمسبيلها لينجو بنجاتها فهي الفرقة الوحيدة الناجية والطائفة الوحيدة المرضية ، فكانلزاماً على العاقل أن يبحث عن سبيلها ؛ ويتعلم حدود ومعالم سبيلها لينجو بنجاتهاانتساباً علماً وعملاً ، فإن السنة سفينة نوح ؛ وفهم السلف الصالح
ربانها فمن ركب فيهاولم يتأخر عنها قاده الربان بأمان إلى شاطئ النجاة وبر الأمان نعم السنة سفينة ، وهل يمكن أن تبحرالسفينة في البحر دون قبطان ودون ربان ؟ لا ، هذا لا يمكن ، إذا فالسنة هي سفينة نوح أبحرت في موج الفتن التي تموج موج البحر ولها ربانيقودها ، الربان الذي يقودها أتدرون من هو؟ هو فهم السلف الصالح ؛ فمن ركب وسلّم الأمر لفهم السلفالصالح قاده إلى شاطئ النجاة وبر الأمان، ومحيط الفرقة الناجية.
إذاً فالانتساب للسلف هو شرف ؛ الانتساب إلى المنهج السلفي الذي كان عليهأجدادنا ممن مضى في القرون الخيرية من الصحابة والتابعين وأتباعهم إيماناًواعتقاداً ، فقهاً وفهماً ، عبادة وسلوكاً ، تربية وتزكية، شرف كبير ، تشبه بالكرام إن لم تكن منهم ، فإن التشبه بالكرام فلاح ... فلا عيب في ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لا عيب على من أظهر مذهب السلف ، وانتسب إليه ، واعتزى إليه ،بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا . مجموع الفتاوى [4/149].
وقال شيخنا العلامة ربيع - حفظه الله – جوابا على هذا السؤال :هل التسمية بالسلفية يوالى ويعادى عليها ؟
الجواب : الموالاة والمعاداة على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم – كثير من الناس يسمون أنفسهم سلفيين وليسوا بسلفيين ، بل هم خصوم السلفية ، فالعبرة ليست بالألفاظ ، العبرة بالحقائق والمعاني .
لفظ السلفية لفظ شريف ولفظ نظيف ،وإذا صدق المسلم في الانتماء إليه قلبا وقالبا ، باطنا وظاهرا ، واعتقد ما كان عليه السلف من عقائد وسار في طريقهم في عبادتهم ومعاملتهم وأخلاقهم ودعوتهم ، فنعم اللقب هذا، ونعم الوصف ، ولو خالف المتلبس به فيقال للمحالف :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (3) سورة الصف . لكن أنا أقصد أو أعرف أن كثيرا من الناس تغيظهم هذه التسمية لا من أجل اللفظ ، وإنما من أجل الجوهر والمعنى الذب ينطوي عليه هذا اللفظ ، ولكن أولئك لهم أساليب ولهم حيل للتنفير لا عن اللفظ وإنما عن حقيقته وجوهره ومعناه ، فنسأل الله أن يعافيهم من هذا البلاء .
وذكرنا قريبا عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال لا عيب على من انتسب إلى منهج السلف وذكرنا عن جماعة من العلماء أنهم يطلقون لفظ السلف وينسبون إليه طوائف من العلماء رحم الله الموات منهم وحفظ لنا الحياء .
والآن نأتي إلى الأصول التي يبنىعليها المنهج السلفي أو السلفية.

الأصل الأول : أن الدين مبني على أصلينعظيمين ، الإخلاص والمتابعة ، وكل منهما مبني على ركنين ، فالإخلاص أو التوحيد مبني علىركنين، والمتابعة مبنية على ركنين .
ونبدأ بالإخلاص أو بالتوحيد : فهو مبني علىركنين هما : النفي والإثبات لا يتحقق توحيدك بالإثبات أو لا يتحق توحيدك بالنفي فلابد من الإثبات مع النفي ،لمّا أقول : لا إله إيش هذا ؟ نفي أو إثبات ؟ نفي . إلاالله : هذا إثبات ، أين نجد هذا ؟ موجود في قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ } (36) سورة النحل. ففي الآية إثبات ونفي ، وفي قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء فالآية فيها نفي في قوله: [لا إله ]: نفي ، وقوله : [ إلا أنا فاعبدون ] إثبات ، إذاً ففيه إثبات ونفي .
فلا بد من توحيد العبادة وإخلاصها لله رب العالمين لا شريك له كما قال سبحانه : {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} (11) الزمر. وقال عز وجل : {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (125) النساء :125. والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وحديث حذيفة ابناليمان رضي الله عنه في هذا :" كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني .." وهو في الصحيحين .
ففي الحديث أيضاً النفي والإثبات ؛وهو أنككما تتعلم التوحيد أي إثبات التوحيد ، ينبغي أن تتعلم الشرك ،أي نفي الشرك ،ولا يتحقق لك أحدهما دون الآخر، ولا يمكن أن تكون موحداً مخلصاً إلا بهما معا فكماتتعلم إثبات التوحيد ينبغي أن تتعلم نفي الشرك .كما قال الشاغر :
عرفت الشر لا للشر إنما لتوقيه *** من لا يعرف الشر من الخير يقع فيه .
وحديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى >> البخاري ومسلم .
وكذلكم المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - مبنية على ركنين ؛ ما هما ؟ النفيوالإثبات.
إثبات تجريد الإتباع له وحده - صلى الله عليه وسلم - ونفي المتابعةلغيره. إثبات تجريد : أي توحيده في المتابعة ونفي المتابعة لغيره . وأدلة ذلك كثيرة قال تعالى : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران.
يمكن لأحدكم أن يقول لي:طيب وفهم السلف الصالح أين ؟ كنا نقول قبل قليل فهم السلف من الصحابة، فما موقعه من هذين الركنين ؟ وأين فهمالسلف الصالح من متابعته - صلى الله عليه وسلم - ؟؟
والجواب عليه عن هذا السؤال الوجيه أن يقال : فهم السلف الصالح من متابعته صلى الله عليه وسلم ، لأنالله أمرنا أن نتبع هذا الفهم كما ذكرنا آنفا الآية { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَإِلَيَّ } وفي قوله : { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىوَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ } قلنا أنهم كلهم منيب إلى الله ، وأنّ اتباع غير سبيلهم مشاقة للرسول ، ومشاقته مشاقة لله تعالى ، وفي السنة قال النبي - صلى الله عليهوسلم - :<< النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنةلأصحابي فإذا ذهبتُ أنا أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتىأمتي ما توعد >> 3 والحديث في صحيح مسلم .
إذاً فلا بد أن فهم الصحابة هو من متابعةالنبي - صلى الله عليه وسلم - فهم السلف هو من متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم– ولا بد من تجريد توحيد المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولا بد من نفيالإتباع لغيره فالحجة في كتاب الله ؛ وسنة رسوله لا قول لأحد مهما كان في كل زمانومكان ، مهما علا مهما كان جاهه فإن الحجة في كتاب الله وسنة رسوله قال تعالى:{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (7) سورة الحشر .
وقال عز وجل: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران.
والسلف كانوا على هذا، فالطرق كلها مسدودة إلىالله سبحانه وتعالى إلا طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - بفهم السلف الصالح ،إذاً فالحجة في كتاب الله ؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما : " يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقولونقال أبو بكر وعمر " ؟!! أخرج الإمام أحمد [1/337] نحوه .مَن أبو بكر وعمر في جنب النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أنأبا بكر وعمر كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول فيهما : << اقتدوا بالذين من بعدي ؛ أبوبكر وعمر >> صحيح الجامع [1153]والصحيحة [1233].وقال فيهما أيضا :<<.. عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ >> الصحيحة [937] .
ابن عباس يقول هذا مبالغة في الانقياد ، والتسليم لله ورسوله ، ولا يعني هذا إنكار ما كان عليه أبو بكر وعمر ، فيما اجتهدا فيه أو أحياه من سنن سيد المرسلين ، وإنما يرد على من يتقدم بين يدي الله ورسوله ، إذ أننا نعتقد يقينا أن أبا بكر وعمر ولا يتعمدا مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيرهم من الصحابة ، ولا غيرهم من الأئمة المرضين كالأئمة الأربعة ، كما أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابة رفع الملام عن الأئمة العلام ، وهي رسالة قيمة ، أنصح بقراءتها .
فإذا علم هذا فلا حجة لأحد إذ الحجة في كتاب اللهوسنة رسوله بفهم السلف الصالح إذاً نعود فنقول : لا بد من النفيوالإثبات في تحقيق المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - كما أنك تتعلم السنة ينبغيأيضاً أن تتعلم البدعة وأن تَحْذَرها حتى لا تقع فيها فكما تتعلم السنن ينبغي أنتعرف البدع ، كما تتعلم النفي ينبغي أن تتعلم الإثبات إثبات السنن ونفي ما يضادهامن البدع ؛لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :<< من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد >>أخرجه الشيخان ؛وهذا لفظ مسلم .هذا الأصل الأول بإيجاز .
الأصل الثاني : أن مصدر التشريع في التلقي، والتعبد لله تعالى فيما ذكرناه في الأصل الأول إخلاص التوحيد والإتباع للرسول - صلى الله عليهوسلم - والدعوة إلى الدين إنما هو القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعدم تقديم العقلعلى النقل .
وهذا الأصل يتكون من ثلاث فقرات ..
الفقرة الأولى : أن الأصل الثاني من أصول أهل السنة والجماعة ، أن مصدر التشريع في التلقي والتعبد لله هو الوحي كتابا وسنة .قال الله تعالى : {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (55) سورة الزمر .
وقال سبحانه :{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} (3) سورة الأعراف . وقال تعالى لنبيه : {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (43) الزخرف .
وقال تعالى : {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (132) آل عمران .
ومن قوله صلى الله عليه وسلم :<< تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما :كتاب الله وسنتي >> أخرجه مالك في الموطأ بلاغا [1395]والحاكم في المستدرك [1/172]، وحسنه شيخنا الألباني في السلسلة الصحيحة برقم [1761]وانظر مشكاة المصابيح [41].وقوله:<<.. فمن رغب سنتي فليس مني >> رواه البخاري [5063]ومسلم [1401].وأحمد في المسند من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .
فالعبادة كلها إنما تُتلقى من الوحي ، إذ الأصل فيها الحظر والمنع ، وهذا معنى قول العلماء أنها توقيفية ، أي لا تكون إلا عن توقيف من الشارع ، فأي تشريع أو عبادة لا تكون وفق الوحي المنزل فهي باطلة مردودة على صاحبها كائنا من كان في كل زمان وكان .
والفقرة الثانية : هو أن الدعوةإلى الله يجب أن تكون قائمة على الكتاب والسنة الثابتة الصحيحة ،بفهم سلف الأمة ، فتكون بالحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ، قال تعالى : {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل. وتكون بالعلم والبصيرة في الدين ، على سبيل الرسول ومن اتبعه في ذلك كما قال تعالى : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف .
ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام : << يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا.. >> البخاري [6124] وفي رواية له :<< يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا>> [6125] بالجمع ، وقوله : << فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن إله إلا الله >> أخرجاه .
إذا لا ندعو إلى قبلية، أو طائفية، أو حزبية، أو وطنية، أو وثنية، أو وحدة الوجود أو وحدة الأديان، أو التقارب بين الشيعة والسنة ،أو تكون دعوتنا بالشدة والغلظة ، أو المداهنة والمجاملة ، إنما الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ، فأهل السنة ينشرون الحق ويرحمون الخلق ،وفق ما أمر الله عز وجل ،ومنهج رسوله بالوسائل المتاحة التي لا تخالف منهج النبي وصحابته رضوان الله عليهم جميعا .
والفقرة الثالثة : عدم تقديم العقل علىالنقل ، وهذه الفقرة لعلي أمد فيها النفس وأقف عندها أكثر من سابقتها قال الله سبحانه وتعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (44) سورة النحل .
الله سبحانه وتعالى أنزل لنا هذا الدين وأنزل لنا هذا الذكر ، وأنزللنا هذا الكتاب وهذا الكتاب هو ذكر لنا فيه كل ما تعبَّدَنا به ، لم يتركنا هملاً ، ولميخاطبنا بالألغاز، بل أنزل إلينا كتاباً بلساننا نعرف معنى ما أراد منا وخاطبنا بجميع ما كلفنابه وبيّنه لنا، ولم يترك لنا شيئاً غامضاً أو مبهماً مما تعبَّدنا به ، وقائل هذا يتهم ربه سبحانه أنه تعبدنا بما لا نفهم وكلفنا مالا نستطيعه ...
قال اللهسبحانه وتعالى : {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَإِلَيْهِمْ } أي تبين لهم مما تعبدتهم به ، وقال سبحانه: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (89) سورة النحل . أي مما تعبدنا به ؛وقالسبحانه: { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } (38) سورة الأنعام . أي مما تعبدنا به، وقال سبحانه: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (7) سورة الحشر .
وقال نبينا -عليه الصلاةوالسلام - :<< ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فمهما يكن من خير فلن ادخره عنكم >> أو كما قال. أخرجه البخاري [1417] ومسلم [1337] ،أنظر صحيح الجامع [3424]والصحيحة [848]. وقال صلى الله عليه وسلم :<< أنه لميكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم ...>> وهو حديث طويل أخرجه أحمد ومسلم والنسائي والبيهقي ،انظر صحيح الجامع [2399].
نبينا دلنا على خير ما يعلمه، وبلغنا ما أُمر بتبليغه ونهانا عن شر ما يعلمه شرا لنا وأمرنا باجتنابه ، فنبينا - صلى الله عليه وسلم – ما ترك شيئا من الدين وما شرع اللهسبحانه وتعالى لنا ، إلا جاء به نبينا - صلى الله عليه وسلم – وبينه غاية البيان ،وبلغه كاملا تاما غير منقوص ، فلا مجال للعقل إذا ، فإذا ثبت الأثربطُل النظر ، وإذا جرى نهر الله بطل نهر معقل ، كما يقولون ، فما علينا إلا التسليم والانقياد.
قال الله تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء .
لا بد من الانقياد، ظاهرا وباطنا، لا تُعمل عقلك في النص؛ لا تعمل عقلك في الدليل ، لا تقولربما كذا.. ربما كذا.. لا تقول لم ؟ وكيف..؟ ولو أن الأمر كذا.. لكن كذا .. لا تقل أرأيت ..وإنما عليك بالتسليم والطاعة والانقياد ، والرجوع إلى الأصل إلىفهم السلف ، لأنهم أحسن من فهم هذا الوحي ؛ أحسن من فهم الكتاب والسنة والعصمة عندهمفي فهمهم؛ وليست العصمة في عقلك أو في قول فلان وعلان من الناس مهما كان ، إنما العصمة في كتاب الله وسنة رسولهوفيما فهم السلف الصالح، فهم أقرب إلى العصمة فالعصمة في المنهج الذي كانوا عليه ، واجتماعهم عصمة لذلك ينبغي علينا أننرجع إليهم لأن الأخذ بفهمهم نجاة ومرضاة لله سبحانه وتعالى؛ فلذلكم قلنا أن أصل التشريع هوالكتاب والسنة ، ولا نقدم عقل على النقل ؛ لا ينبغي لمن رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا أن يفعل ذلك ؛كما تفعله المعتزلة وأفراخهم فيهذا العصر الذين يقدمون العقل على النقل ، ويردون نصوص الوحي من الكتاب والسنةويقولون هذه النصوص لا تصلح لأنها تخالف العقل ، وهذه لا تصلح في هذا العصر ، والعقل يردها ، والنفوس تمجها ، وتستهجنها ،ويريدون إسلاماً يوافق العصر بما فيه يريدون أن يمرنوا الدين حتى ربما يصلون به إلى طريقة أهل الكنيسة الذين أصبحوا الآن يجعلون يوم الأحد يوم عبادتهم واجتماعهم في الكنيسة في التلفاز ، لا يحضرون إلا المعبد ، بل
يصلي كل احد منهم في بيته عن طريق التلفاز التابع له ، وهؤلاء يريدون أن يمشوا وراءهم ،في كل شيء ، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : << لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرابشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا اليهود والنصارى ؟ قال فمن غير القوم >> رواه البخاري ومسلم .
فها فنحن نتتبعهم في كل شيء؛ وهذا الواقع يشهد على ذلك فلا بد من الرجوع إلى الكتاب والسنة وأن التشريع فيالتلقي والتعبد لله سبحانه وتعالى هو في كتاب الله وسنة رسوله بفهم السلف الصالحقال الله سبحانه وتعالى:{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (80) سورة النساء.
وقالسبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء. وقول الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أطيعوا الله } أي طاعة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ،لا طاعة لأحد فيما خالف ما أمر الله به { وَأَطِيعُواْ
الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } وطاعة الرسول فيما أمر وما عنه نهى وزجر، وأولوا الأمر منا هم العلماء والأمراء ،والأمراء تبع للعلماء، فالأمراء يتبعون العلماء ولا يصدرون إلا عنهم ، لأن المرجع إليهم ،في إقرار الفتوى ، واستنباط الحكام في النوازل والمستجدات ، وقدمت العلماء لأن العلماء أولى بالطاعة من الأمراء فإن العلماء الربانيين يمنعهم علمهم من الظلم والجور ، وإذا اجتهدوا وأبدلوا وسعهم ثم أخطئوا فلم أجر واحد كما جاء في الحديث ، ولأن الأمراء تبعٌ للعلماء ، والخروج على العلماء أشد خطراً منالخروج على ولاة الأمور فإن الخروج على العلماء فيه مفسدة للدين والدنيا ، والخروجعلى الأمراء فيه مفسدة للدنيا والدين ، أنظر وأيهما أشد مفسدة ؟ مفسدة الدين والدنيا، أم مفسدةالدنيا تتبعها مفسدة الدين ؟ لا شك أن مفسدة الدين أشد. إذاً الخروج على العلماء مفسدة للدين وهي أعظم من مفسدةالدنيا ، أما الخروج على الأمراء وإن كان هو مفسدة للدنيا والدين معاً لكنه أخف خطراًمن الخروج على العلماء لأنه يعتبر صد للناس عن الأخذ عنهم وتوقيرهم خاصة إذا أجمعوا على أمر ثم يخرج عليهم فيه، ومن هنا أنبه إلى مسألة مهمة وهي : ما يقع الآن منالمظاهرات والمسيرات إلخ..
فقد أجمع علماء العصر من المعتبرين أهل الحل والعقد منهم الشيخالألباني والشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ محمد آمان الجامي ، والشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ صالح اللحيدان ، والشيخ زيد بن هادي المدخلي ... واللجنة الدائمة ، وهيئة كبار العلماء ..والشيخ عبيد الجابري ، والشيخ محمد بن هادي المدخلي..وغيرهم من علماء العصر من أهل السنة .. لا يوجد لهم مخالف من العلماء السلفيين المعتبرين ، لقدأجمعوا على تحريم المظاهراتوالمسيرات والاعتصامات ؛ والمشاركة فيها ، فالخروج عليهم خروج على طاعة الله سبحانهوتعالى ورسوله ، وهذا فيه مفسدة عظيمة للضروريات الخمس ، وخرق للإجماع ،وذكرنا قبل قليل أن الخروج على العلماءمفسدة للدين والدنيا لذلكم ينبغي على الإنسان أن يبتعد عن مثل هذه الفتن وأن لايشارك فيها لا من بعيد ولا من قريب، لا بفعل ولا بقول ، ولا إشارة بل عليه السمع والطاعة المطلقة ؛ والانقياد والاستجابة الفورية لما أجمعوا عليه ، فهي تعتبر استجابة لله سبحانه ورسوله قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) سورة الأنفال.
هذا الذي ينبغي أن نكون عليه ، فإذا اختلفنا في شيء فلمن يكون الرد ؟ للعقل ؟ لمن ؟لملك من ملوك الأرض ، للبيت الأبيض ؛والبيت الأسود في الأمم المتحدة على عداء الإسلام وأهله ، وغير ذلك ... لأنّنا نرى أن المسلمين كلما اختلفوا في شيء يهرعون إلى أولئك يطلبون الحلول ، لا ، لا ،فالحل موجود عندهم ، فإذا اختلفنا وتنازعنا ينبغي أن يكون الرد لله ورسوله ، الرد إلى الله رد إلى كتابه والرد إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ردإليه في حياته ؛ وقد مات ؛ فالرد حينئذ يكون إلى سنته بعد موته .
طيب يا إخوة اختلفنا فيشيء ورددناه إلى كتاب الله ، اختلفنا في بدعة المولد لنبوي هل هو مشروع أم أبدعة ؟ اختلفنا فيها فما الحل ؟ نرد ذلك إلى كتاب الله كما قال شيخنا ابن باز رحمه الله : رددنا هذه المسألة إلى كتاب اللهفلم نجد آية في كتاب الله تأمر بالاحتفال بالمولد النبوي ، أمر الله أن نرد إلى سنةالرسول - صلى الله عليه وسلم -رددنا المسألة إلى سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم نجد في سنة النبي- صلى الله عليه وسلم – أنه احتفل بمولده لم نجد ذلك في أي حديث ضعيف فضلاً عن حديث صحيح ، رددنا ذلك إلى الصحابة فلم نجدهم احتفلوا ، إلى التابعين فلم نجدهم احتفلوا ،إذاً هذه ليست من الدين ولم يكن عليها عمل المسلمين ، والخير كل الخير في اتباع من سلف، والشر كل الشر في اتباع من خلف ، رددنا إلىكتاب الله وسنة رسوله وفهم السلف الصالح لم نجده إذاً فكل ما خالف ذلك فهو ليس من الدين ، وهو شر محض ، فالنتيجة إذاً أن هذاغير مشروع ، فهو من البدع الأصلية التي لم نجدها لا في كتاب ولا في سنة ولا في فهمالسلف الصالح وهكذا ..
معشر الأحبة ؛ أعود فأقول : الآن هذه المظاهرات وهذهالاعتصامات تنازع الناس فيها وأجمع أحل الحل والعقد في حكمها ، وهذا الخروج على أولياء الأمور وعلى العلماء وهذه الثورات الشعبيةالتي تجدّر فيها الفكر الثوري الخارجي نعم لقد تجدر في الشعوب ، وهذا خطر كبير أي شعب لم يعجبهم حاكم دولتهم خرجوا عليه وثاروا وجاءت الفتن ، وهكذا كلما جاء حاكم ولم يكن في مستوى مطالب جماعة ما أو حزب إلا خرجوا عليه ، أنظروا الآن شعوب تخرج وتثور ،وتفور ، وتنادي بالديمق


عدل سابقا من قبل أبوعبد البارئ في الجمعة مارس 18, 2011 7:05 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور اليقين
مدير
نور اليقين


عدد المساهمات : 2396
تاريخ التسجيل : 19/08/2010

السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي    السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي  Emptyالخميس مارس 17, 2011 9:24 pm

بارك الله فيك ونفع بك تفسير مسهب في شرح لفظ السلف فجزاك الله خيرا على الفائدة وجعلها في ميزان حسناتك

والخير كل الخير في اتباع من سلف، والشر كل الشر في اتباع من خلف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yakin.alafdal.net
 
السلفية ليست بدعة للشيخ السحيمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم التعلق بأصحاب القبور للشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله
» بدعة امتحان الناس بالأشخاص
» كلمات ليست عادية
» الديمقراطية ليست من الإسلام في شيء
» {طه} و{يس} ليست من أسماء خاتم المرسلين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي  :: القسم الإسلامي :: نور عقيدتنا-
انتقل الى: