فائدة من سورة المطففين

بسم الله الرحمان الرحيم

( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) سورة المطففين 29/34

قرأت سورة المطففين و عندما وصلت الى هذه الآيات الكريمات .. تذكرت جماعة من العوام - هداهم الله - اعرفها جيدا تضحك و تستهزأ من الاخوة و الاخوات الملتزمين في المجتمع .. فسبحان الله ..إذا مر عليهم شاب بلباس غريب و بقصة شعر عجيبة أعجبوا بزيه - اقصد اللوك او الستيل - و سارعوا الى تقليده و اذا مرت عليهم فتاة كاسية عارية فحدث و لا حرج .. لكن سرعان ما يختلف الامر اذا تعلق الامر بأخت أو اخ ملتزم ... هنا تبدا التعليقات و النكت .. الله المستعان .. و اذا حذرتُهم او تحدثُ اليهم - اقصد الجماعة - راحوا يصفونني بالمتشددة و بالملتزمة حديثا .. و بأن امري لن يطول و سرعان ما امل و اتعب من الالتزام و اعود سريعا الى حياة الجهل و الغفلة التي يتمتعون بها - و العياذ بالله - .. أقول .. و انا اقرا سورة المطففين توقفت عند هذه الآيات التي فهمتها و من دون شرح او تفسير و اقسمت انها تقصد هؤلاء العوام الذين يستهزئون و يسخرون من الملتزمين الذين باعوا لهو الدنيا و فتنها بطاعة الله و التقرب اليه و بكل الوسائل ..

و لا باس لو دعمت اجابتي بتفسير العلامة الشيخ عبد الرحمان بن ناصر السعدي رحمه الله الذي قال في تفسيره لهذه الآياات في كتابه الطيب الرائع " تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان " ص 852/ 853 :

... أخبر الله تعالى جزاء المجرمين و جزاء المحسنين و ذكر ما بينهما من التفاوت العظيم أخبر ان المجرمين كانوا في الدنيا يسخرون م بالمؤمنين و يستهزئون بهم و يضحكون منهم ، فيتغامزون بهم عند مرورهم عليهم احتقارا لهم و ازدراء . و مع هذا تراهم مطمئنين لا يخطر الخوف على بالهم .
( وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ ) أي : مسرورين مغتبطين ، و هذا اشد مايكون من الاغترار انهم جمعوا بين غاية الاساءة مع الامن في الدنيا حتى كأنهم قد جاءهم كتاب و عهد من الله أنهم من اهل السعادة و قد حكموا لانفسهم انهم اهل هدى و ان المؤمنين ضالون افتراء على الله . و تجرؤا على القول عليه بلا علم ، قال تعالى : ( وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ) أي : و ما ارسلوا وكلاء على المؤمنين ملزمين بحفظ اعمالهم حتى يحرصوا على رميهم بالضلال . و ما هذا منهم الا تعنت و عناد و تلاعب ليس له مستند ولا برهان ..

أستغفر الله و اتوب اليه .. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك .و اغفرذنوبنا و لا تعذبنا بما فعل السفهاء منا ..

جزاك الله خيرا حبيبتي الفقيرة الى الله

» الفاتحة وما تضمنته لابن قيم الجوزية فائدة جليلة في معاني سورة الفاتحة
» ثلاثون فائدة نحوية
» موقع ذو فائدة لايفوتكم
» فائدة للقلب من فوائد كتاب التوحيد
» فضل سورة الكهف