منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
منتدى نور اليقين يرحب بكل الزوار سائلين المولى تعالى النفع والخير للجميع
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
منتدى نور اليقين يرحب بكل الزوار سائلين المولى تعالى النفع والخير للجميع
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور اليقين اسلامي تربوي

منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
اعلم أن القلوب في الثبات على الخيرو الشر والتردد بينهما ثلاثة :القلب الأول :قلب عمربالتقوى وزكي بالرياضة وطهر عن خبائث الأخلاق فتتفرج فيه خواطر الخيرمن خزائن الغيب فيمده الملك بالهدى .القلب الثاني: قلب مخذول مشحون بالهوى مندس بالخبائث ملوث بالأخلاق الذميمة فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه ويضعف فيه سلطان الايمان ويمتلئ القلب بدخان الهوى فيعدم النور ويصير كالعين الممتلئة بالدخان لا يمكنها النظر ولا يؤثرعنده زجر ولا وعظ .والقلب الثالث: قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى فيدعوه الى الشر فيلحقه خاطر الايمان فيدعوه الى الخير . ((منهاج القاصدين))

 

 خلاصة مسائل القضاء و القدر

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور اليقين
مدير
نور اليقين


عدد المساهمات : 2396
تاريخ التسجيل : 19/08/2010

خلاصة مسائل القضاء و القدر  Empty
مُساهمةموضوع: خلاصة مسائل القضاء و القدر    خلاصة مسائل القضاء و القدر  Emptyالخميس فبراير 02, 2012 7:38 pm



خلاصة مسائل القضاء والقدر

الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد : فهذه خلاصة مسائل القضاء والقدر جمعتها من كتب وفتاوى العلماء أسأل الله ن ينفع بها



تعريف القدر

-(القَدَرِ) بالفتحِ والسُّكونِ لغةً: مصدْرُ قَدَرْتُ الشَّيءَ إذا أحطْتُ بمقدارِه، وعرَّفه بعضُهم بقولُه: هُوَ تعلُّقُ عِلمِ اللَّهِ وإرادَتِه أزلاً بالكائناتِ قَبلَ وجودِها، فلا حادِثَ إلاَّ وقد قدَّرَه اللَّهُ أزلاً أي سَبَق بِهِ عِلمُه، وتعلَّقتْ بِهِ إرادَتُه . [1]



والقدر شرعاً: سبق علم الله تعالى بالأشياء على ماهو عليه ـ قبل كونها وكتابته تعالى لذلك العلم ـ وإيجادها في وقتها حسبما سبق به علمه وجرى به قلمه واقتضته حكمته، أو هو ما سبق به العلم، وجرى به القلم، مما هو كائن إلى الأبد، فإن الله تعالى قد قدر مقادير الخلائق فعلم أعيانها ما يكون منها وما لا يكون وأوصافها وكيفيات وقوعها وأزمانها وأنها ستقع على حسب ما قدرها بمشيئته وحكمته وخلقه فأحاط بها ـ تعالى ـ علماً، وكتبها رقماً ـ وشاءها حكماً.



-- الفرق بين القدر والقضاء.

القدر والقضاء إذا اقترفا فذكر أحدهما في نص وذكر الأخر في نص فهما بمعنى فيراد بهما سبق علم الله تعالى بالأشياء على ما هي عليه وكتابته لذلك. ومشيئته لما شاء وجوده منها أن يوجد ووجوده بخلقه تعالى على الكيفية التي أراد.

أما إذا اجتمعا في نص واحد فإنها يفترقان في المعنى :

= 1- فيراد بالقدر: العلم والكتابة السابقين.

2- ويراد بالقضاء المشيئة والخلق اللاحقين. فالقدر هو تقدير الأشياء أزلاً علماً وكتابة والقضاء إيجادها والفراغ منها على نحو ما علم وكتب. [2]





الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان

-الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان : أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه )) [ رواه الإمام مسلم في " صحيحه " ( 1/36، 37، 38 ) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو جزء من الحديث . ] . [3]



وفي القرآن قوله جل وعلا: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] وقوله : {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان:2].فليس هناك شيء بدون تقدير، أو أن هناك أشياء تقع صدفة، أو أن الأمر أُنف؛ إن كل شيء يحدث فإنه مقدر ومكتوب. [4]



من أقوال السلف في الإيمان بالقضاء والقدر :

- قال طاوُسٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أدركتُ ثلاثَمائةٍ مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقولون كُلُّ شيءٍ بقدَرٍ. وقال أيوبُ السِّخْتِيَانيُّ: أدركتُ النَّاسَ وما كلامُهم إلا أنْ قَضى وقَدَّرَ، وفي صحيحِ مسلمٍ عن طاوسٍ: أدركتُ أناسًا من أصحابِ رسولِ اللَّهِ يقولون: كُلُّ شيءٍ بقدَرٍ، وسمعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ عمرَ يقولُ: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزَ وَالْكَيَسَ)). [5]



قال سفيان الثوري لشعيب بن حرب –رحمهما الله - :

*"يا شعيب بن حرب ، لا ينفعك الذي كتبت حتى تؤمن بالقدر : خيره وشره وحلوه ومره ، كل من عند الله عز و جل" .

وقال –أيضا- :

* "يا شعيب بن حرب ، والله ما قالت القدرية ما قال الله ، ولا ما قالت الملائكة ، ولا ماقالت النبيون ، ولا ما قال أهل الجنة ، ولا ماقال أهل النار ، ولا ما قال أخوهم إبليس لعنه الله .
قال الله عز و جل : {أفرأيت من اتخذ إلهة هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون }.

وقال تعالى: { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله }.

وقالت الملائكة: { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم }.

وقال موسى عليه السلام : {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء }.
وقال نوح عليه السلام : {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون } .
وقال شعيب عليه السلام : {وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما}.
وقال أهل الجنة : {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } .
وقال أهل النار : {غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين } .
وقال أخوهم إبليس لعنه الله : {رب بما أغويتني} " .



وقال الإمام أحمد –رحمه الله - :

*" الإيمان بالقدر خيره وشره ، والتصديق بالأحاديث فيه ، والإيمان بها ، لا يُقال: لِـمَ ؟ ولا كيف ؟، إنما هو التصديق بها ، والإيمان بها " .



وقال الحميدي –رحمه الله - :

*" السنة عندنا : أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره .

* وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه .

*وأن ذلك كله قضاء من الله ـ عزوجل ـ "



وفي أصول السنة للرازيين :

*" والقدر خيره وشره من الله عز و جل".





حكم من لم يؤمن بالقضاء والقدر:

-من لم يؤمن بالقدر فليس من أهل السنة والجماعة، وهذا هو مقتضى النصوص كما في حديث جبريل حين سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الإيمان، فقال‏:‏ ‏((‏الإيمان‏:‏ أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره‏)‏) فجعل ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإيمان بالقدر سادس أركان الإيمان فمن أنكره فليس بمؤمن‏.‏ كما لو لم يؤمن بغيره من أركان الإيمان‏.‏[6]





- للإيمان بالقدر لوازم وهي :

التصديق الجازم والاعتقاد التام بما جاءت به النصوص بشأنه ومن لوازم ذلك الإيمان:

1- كل خير وشر ـ واقع ـ فهو بقضاء الله تعالى وقدره.

2- وأنه تعالى الفعال لما يريد.

3- ولا يكون الشيء إلا بإراداته ولا يخرج شيء عن مشيئته، فليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره وله سبحانه الحكمة فيما قدره، ودبره :

قال تعالى : {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}[الأنبياء:23] .

4- لا محيد لأحد عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور.

5- وأنه تعالى الخالق لأفعال العباد من الطاعات والمعاصي.

6- وأنه تعالى أمرهم ونهاهم وجعلهم مختارين لأفعالهم قادرين عليها، فهم غير مجبورين عليها بل هي واقعة بإراداتهم وأختيارهم وهو تعالى خالق إراداتهم وقدرهم.

7- وأنه تعالى يهدي من يشاء برحمته فضلاً ويضل من يشاء بحكمته عدلاً. [7]



- العلاقة بين الإيمان بالقدر والتوحيد :

الإيمان بالقدر نظام التوحيد.

فلا يتم توحيد الربوبية إلا بالإيمان بالقدر فإنه من توحيد الله تعالى في أفعاله وتدبيره لخلقه وعباده.
ولا يؤمن العبد بأسماء الله وصفاته وآثارهما في مخلوقاته حتى يؤمن بسبق علم الله تعالى بكل شيء وكمال قدرته ونفاذ مشيئته، وحسن تدبيره لخلقه بفضله ورحمته، وعدله وحكمته،فكما أن لله بكل شيء عليم، فهو على كل شيء قدير، وبأحوال خلقه بصير وهو الحكيم العليم الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون أدباً مع الله تعالى كما أخبر سبحانه عن الجن أنهم قالوا: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [سورة الجن، الآية: 10].
ولا يتحقق توحيد الإلهية والعبادة إلا بالتسليم لله تعالى في أقداره، والإيمان بقضائه، والصبر على بلائه والشكر له على نعمائه والتوكل عليه والبراءة من الحول والقوة إلا به. [8]




القدر سر الله تعالى

-لن تصل إلى سره، مهما حاولت التفتيش في القضاء والقدر. فلا تكلف نفسك، ولكن آمن بالقضاء والقدر، واعمل الأعمال الصالحة واجتنب الأعمال السيئة، وأما أن تبحث عن أسرار القدر فهذا ليس من اختصاصك، ولا هو من شأنك، وما كلفت به. [9]



-أنت لا تسأل الله ولا تناقشه عن أفعاله وعن قضائه وقدره، تأدب مع الله؛ لأنك عبد، فلا تتدخل في شؤونه جل وعلا، فالله لا يسأل عما يفعل؛ لأن الله لا يفعل شيئاً إلا لحكمة، والحكمة قد تظهر وقد تخفى علينا، فنؤمن بأن الله لا يفعل شيئاً عبثاً؛ إنما يفعله لحكمة، سواءً ظهرت لنا أو لم تظهر.فالإنسان مسؤول عن عمله، ليس مسؤولاً عن أعمال الله عز وجل، فاعتن بما أنت مسؤول عنه يوم القيامة، وهو عملك، فعلى العبد التسليم لله. [10]







درجات الإيمان بالقضاء والقدر

-قال الشيخ الفوزان : والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع درجات، نلخصها فيما يلي:

المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله الشامل المحيط بكل شيء، وأن الله علم الأشياء أزلاً، علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، لا يخفى على علمه شيء سبحانه وتعالى.

وهي الكتابة العامة الشاملة لكل شيء، وفي الحديث: "إن أول ما خلق الله القلم، قال: أكتب، قال : ما أكتب؟ قال: أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة" فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة. أخرجه أبوداود والترمذي

المرتبة الثانية: أن الله جلا وعلا كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق، بعد أن علمها سبحانه .

المرتبة الثالثة: مرتبة المشيئة، لا يكون في هذا الكون شيء إلا بإرادة الله ومشيئته مما هو في اللوح المحفوظ، وفي علمه سبحانه وتعالى، لا يحدث شيء بدون إرادته، ولا يكون في ملكه ما لا يريد سبحانه، {إن الله يفعل ما يريد}[الحج:14]، {كذلك الله يفعل ما يشاء} [آل عمران:40]، فما يحدث في هذا الكون من حياة وموت، وغنىً وفقر، وإيمان وكفر، كل ذلك شاءه الله وأراده، شاء الخير وشاء الشر، وشاء الإيمان وشاء الكفر، فدخل في مشيئته كل شيء، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

المرتبة الرابعة: مرتبة الخلق والإيجاد، فما شاءه وأراده فإنه يوجده ويخلقه {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل} [الزمر:62] {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف:54]، {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} [الحديد: 22]. [11]





أنواع التقدير:

-التقدير نوعان‏:‏ تقدير عام شامل لكل كائن، ... وهو المكتوب في اللوح المحفوظ، وتقدير خاص، وهو تفصيل للقدر العام، وهو ثلاثة أنواع‏:‏ تقدير عمري، وتقدير حولي، وتقدير يومي‏.‏ هذا معنى قول الشيخ‏ -ابن تيمية في الواسطية -.‏ ‏(‏وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة‏)‏ أي‏:‏ تقديرًا عامًا وهو المكتوب في اللوح المحفوظ يعم جميع المخلوقات ‏(‏وتفصيلًا‏)‏ أي‏:‏ تقديرًا خاصًا مفصلًا للتقدير العام وهو‏:‏


1 ـ التقدير العمري، كما في حديث ابن مسعود في شأن ما يكتب على الجنين في بطن أمه من أربع الكلمات‏:‏ رزقه وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته‏.‏


2 ـ تقدير حولي، وهو ما يقدر في ليلة القدر من وقائع العام كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏}‏ الآية ‏(‏4‏)‏ من سورة الدخان‏.‏


3 ـ تقدير يومي وهو ما يقدر من حوادث اليوم من حياة وموت وعزل وذل إلى غير ذلك‏.‏ كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏}‏ الآية ‏(‏29‏)‏ من سورة الرحمن‏.‏ وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏((‏إن الله خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابته نور وعرضه ما بين السماء والأرض، ينظر في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، يحيى ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء‏.‏ فكذلك قوله سبحانه‏:‏ ‏{‏كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏}‏‏)‏) ‏[‏رواه الحاكم ‏(‏2/474‏)‏ و ‏(‏519‏)‏ ـ وصححه‏!‏ ـ وابن جرير الطبري ‏(‏27/135‏)‏ وأبو الشيخ في ‏(‏العظمة‏)‏ ‏(‏2/492‏)‏ والبيهقي في ‏(‏الأسماء والصفات‏)‏ ‏(‏828‏)‏‏]‏‏ .‏ [12]



المنكرون للقدر:

-(‏فهذا القدر‏)‏ أي‏:‏ الذي سبق بيانه بنوعيه العام والخاص ‏(‏قد كان ينكره غلاة القدرية‏)‏ أي‏:‏ المبالغون في نفي القدر فينكرون علم الله بالأشياء قبل وجودها وكتابته لها في اللوح المحفوظ وغيره، ويقولون‏:‏ إن الله أمر ونهى وهو لا يعلم من يطيعه ممن يعصيه فالأمر أنف‏.‏ أي‏:‏ مستأنف لم يسبق في علم الله وتقديره‏.‏ وهؤلاء كفرهم الأئمة لكنهم انقرضوا، ولهذا قال الشيخ‏ -ابن تيمية- :‏ ‏(‏ومنكروه اليوم قليل‏)‏ وبقيت الفرقة التي تقر بالعلم، ولكن تنفي دخول أفعال العباد في القدر وتزعم أنها مخلوقة لهم استقلالًا لم يخلقها الله ولم يردها‏.‏ [13]



الأخذ بالأسباب لاينافي القدر[14]

- الإيمان بالقدر لا ينافي الأسباب فإن الأسباب من قدره الله وربط المسببات بأسبابها هو مقتضى الحكمة التي هي من أعظم وأجل صفاته والتي أثبتها الله تعالى لنفسه في مواضع من كتابه .

الأسباب وأنواعها : ـ

تعريفها: الأسباب : جمع سبب ـ وهي كل حادث رتب الله تعالى عليه أثراً، وهي نوعان:

أحدهما: الأسباب القدرية وهي كل حادث مؤثر بقضاء الله وقدره. ومن أمثلتها قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} [الروم: 48].، فجعل الرياح سبباً لإثارة السحاب الذي يكون به الغيث «وكجعل الماء سبباً للحياة، والنار سبباً للإحراق».



الثاني: أسباب شرعية وهي كل فعل مطلوب من العبد وهو ما رتب الله عليه ثواباً أو عقاباً. فهو سبب شرعي بهذا الاعتبار. وهو سبب قدري باعتبار وقوعه بقضاء الله وقدره.



الناس في القول بتأثير المسببات في أسبابها أقسام

الأول: طائفة أنكروا تأثير الأسباب وجعلوها مجرد علامات يحصل الشيء عندها لا بها فخالفوا الشرع وكابروا الحس وأنكروا حكمة الله تعالى في ربط المسببات بأسبابها ومن هؤلاء طائفة الأشعرية أتباع أبي الحسن الأشعري..

الثاني: طائفة غلوا في إثبات تأثير الأسباب في مسبباتها حتى زعموا أنها مؤثرة فيها بذاتها فأشركوا في ربوبية الله تعالى حيث جعلوها موجدة مع الله تعالى فخالفوا الشرع والحس وإجماع الأمة أنه لا خالق إلا الله ومن المعلوم بالشاهد المحسوس أن الأسباب قد تتخلف عنها مسبباتها بإذن الله تعالى كما تخلف إحراق النار عن إبراهيم.

الثالث: أهل الحق الذين أثبتوا للأسباب تأثيراً في مسبباتها لكن لا بذاتها بل بما أودع الله تعالى فيها من القوى الموجبة وبعد مشيئة الله تعالى وإذنه الكوني = والقدري فهؤلاء وفقوا للصواب وجمعوا بين الشرع والعقل والحس فكانوا أمة وسطاً مهدبين إلى صراط الله المستقيم. اهـ



هل الإنسان مسير أم مخير؟



--الإنسان مسيَّر ومخيَّر، يجتمع فيه الأمران :فهو مسير من حيث جريان أقدار الله وقضائه عليه، وخضوعه لذلك كونًا وقدرًا، وأنه لا يمكنه التخلُّص من قضاء الله وقدره الذي قدَّره عليه؛ فهو من هذه الناحية مسيَّرٌ .أما من ناحية أفعاله هو وحركاته وتصرُّفاته؛ فهو مخيَّرٌ؛ لأنه يأتي ويذرُ من الأعمال بإرادته وقصده واختياره؛ فهو مخيَّرٌ .فالعبد له مشيئة، وله اختيار، ولكنه تابع لمشيئة الله سبحانه وتعالى وقضائه وقدره، ولذلك يُثاب على الطَّاعة ويعاقب على المعصية التي يفعلها باختياره وإرادته، أما الإنسان الذي ليس له اختيار ولا إرادة - كالمكره والناسي والعاجز عن فعل الطاعة -؛ فهذا لا يعاقب؛ لأنه مسلوب الإرادة والاختيار : إما بالعجز، أو بفقدان العقل؛ كالمجنون والمعتوه؛ فهو في هذه الأحوال لا يعاقب على تصرُّفاته؛ لأنه فاقد للاختيار، فاقد للإرادة . [15]



ذكر بعض الأدلة :

-قوله تعالى : { وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاءَ اللَّهُ } [ التكوير : 29 . ] ، وقوله : { وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } [ الكهف : 29 . ] ؛ فهذا يؤيد ما ذكرنا؛ لأن الله أثبت للعبد مشيئة واختيارًا، وأثبت لنفسه سبحانه وتعالى مشيئة، وجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عز وجل، فدلت الآية الكريمة على إثبات المشيئتين : إثبات المشيئة للعبد، وإثبات المشيئة لله، وأنَّ مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عز وجل .

وأما قوله تعالى : { فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } ؛ فهذا ليس معناه التَّخيير، بل هذا معناه الزَّجر والتهديد والتوبيخ؛ قال تعالى : { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } ؛ هذا معناه التهديد والتوبيخ، وأنَّ الإنسان إذا عصى الله سبحانه وتعالى، وكفر بالله؛ فإنَّ الله يعاقبه؛ لأنه فعل الكفر باختياره، وفعل الكفر بإرادته ومشيئته؛ فهو يستحقُّ عقاب الله ودخول النار : { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } ؛ فهو سبحانه أعدَّ لهم هذه النار لظلمهم . [16]





إرادة الله الكونية وشمولها لكل شيء والرد على نفاة القدر :

-لا يكون في ملكه ولا يحصل في خلقه من الحوادث والكائنات إلا ما أراده سبحانه وتعالى بالإرادة الكونية: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} [يس:82]، فكل خير وكل شر فهو بإرادة الله الكونية، فلا يخرج عن إرادته شيء، وهذا فيه رد على القدرية الذين ينفون القدر، ويزعمون أن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه ويوجد فعل نفسه، تعالى الله عما يقولون، وهذا تعجيز لله، وأنه يكون في خلقه ما لا يريده سبحانه وتعالى، فهذا وصف له بالنقص، فجميع ما يكون في الكون من خير وشر فإنه بإرادته، فيخلق الخير لحكمة، ويخلق الشر لحكمة، فهو من جهة خلقه له ليس بشر؛ لأنه لحكمة عظيمة، ولغاية عظيمة، وهي الابتلاء والامتحان، وتمييز الخبيث من الطيب، والجزاء على الأعمال الصالحة، والجزاء على الأعمال السيئة، له الحكمة في ذلك سبحانه وتعالى، لم يخلق ذلك عبثاً. [17]







وهل أراد الله ـ تعالى المعصية من خلقه أم لا ‏؟‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في الفتاوى :

[والجواب على ذلك] : لفظ ‏[‏الإرادة‏]‏ مجمل له معنيان‏:‏ فيقصد به المشيئة لما خلقه، ويقصد به المحبة والرضا لما أمر به‏.‏
فإن كان مقصود السائل‏:‏ أنه أحب المعاصي ورضيها وأمر بها فلم يردها بهذا المعنى، فإن الله لا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يأمر بالفحشاء، بل قال لما نهى عنه‏:‏ ‏{‏كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 38‏]‏‏.‏ وإن أراد أنها من جملة ما شاءه وخلقه، فالله خالق كل شيء وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا يكون في الوجود إلا ما شاء‏.‏
وقد ذكر الله في موضع أنه يريدها، وفي موضع أنه لا يريدها، والمراد بالأول أنه شاءها خلقًا، وبالثاني أنه لا يحبها ولا يرضاها أمرًا، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 125‏]‏، وقال نوح‏:‏ ‏{‏وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 34‏]‏، وقال في الثاني‏:‏ ‏{‏يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ‏.‏ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ‏.‏ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 26-28‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 6‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 33‏]‏‏.





الرد على المحتجين بالقضاء والقدر على فعل المعاصي:

لا حجة للعاصي بالقدر على المعاصي من ترك الواجبات أو فعل المحرمات بل الحجة لله تعالى عليه فإن الله تعالى قد فطر الناس على التوحيد، ووهب العقول، وشرع الشرائع، وأرسل الرسل وتم البلاغ والبيان وأبلغ في الأعذار إذ تقدم بالإنذار فحجة الله تعالى قائمة على خلقه وحجتهم داحضة عند ربهم لوجوه:

الأول: أن الله تعالى رد على المحتجين بمشيئة الله تعالى على الشرك به قائلين { لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} بأنهم كذبوا كما كذب الذين من قبلهم وبأنهم ليس لهم علم فيخرجوه إن يتبعون إلا الظن وإنهم إلا يخرصون. فلو كان لهم حجة ما أذاقهم الله بأسه.

الثاني: أن الحجة زالت بإرسال الرسل قال تعالى: { رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} ولو كان القدر حجة للمخالفة لم تنتفي بإرسال الرسل لأن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدر الله تعالى.

الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالعمل ونهى عن الإتكال والكسل فقال((اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)).

= الرابع: أن الله تعالى أمر العباد ونهاهم وأخبر سبحانه أنه لا يكلف نفساً إلا وسعها ولو كان العبد مجبوراً على الفعل لكان مكلفاً بما لا يستطيع وهذا باطل.

الخامس: أن قدر الله تعالى سر مغيب لا يعلم به إلا بعد وقوع المقدور وإرادة العبد وسعيه للفعل سابقان فهما غير مبنيان على علم منه بقدر الله فكيف يحتج بما لا يعلم . اهـ من الفوائد السنية .





-المذاهب في إثبات القدر ونفيه :


-مذهب أهل السنة والجماعة وسط بين الجبرية والقدرية، فالجبرية يغلون في إثبات القدر حتى يسلبوا العبد عن الاختيار، فيقولون: العبد ليس له اختيار، أفعاله كلها مجبور عليها، فهو آلة يحركه القدر، فصلاته وصيامه وأعماله ليس له فيها اختيار، فهو يحرك كما تحرك الآلة، وهذا مذهب باطل. والقدرية غلوا في إثبات اختيار العبد فنفوا القدر، حتى جعلوا العبد يستقل بأفعاله ويخرجونها من إرادة الله ومشيئته، وأن العبد له إرادة مستقلة، فقالوا: هو الذي يخلق فعل نفسه، وليس لله فيها تصرف، وهذا مذهب المعتزلة.

أما أهل السنة والجماعة فتوسطوا في هذه المسألة، وقالوا: إن العبد له اختيار ومشيئة، يفعل باختياره، ولكنه لا يخرج عن قضاء الله وقدره، فأفعاله خلق الله، وهي فعله وكسبه، فهو الذي يفعل المعاصي ويفعل الطاعات، ولكن الله هو المقدر، فلذلك يعاقب على جرائمه، ويثاب على طاعته، ولو كان يفعل هذا بغير اختياره ما حصل على الثواب ولا العقاب، فالمجنون والصغير لا يؤاخذان، وكذلك المكره الذي ليس له اختيار لا يؤاخذ . [18]





مر القضاء وهل يرضى به المسلم أم لا؟ :

-اعلم أن مر القضاء لنا فيه نظران :

النظر الأول : باعتباره فعلا واقعا من الله .

النظر الثاني : باعتباره مفعولا له .

فباعتبار كونه فعلا من الله يجب أن نرضى به ، وألا نعترض على ربنا به ؛ لأن هذا من تمام الرضى بالله ربا .

وأما باعتباره مفعولا له ؛ فهذا يسن الرضى به ، ويجب الصبر عليه .

السخط حرام ، والصبر – وهو أن يحبس نفسه قلبا ولسانا وجوارح عن التسخط - واجب ، والرضى مستحب ، والفرق بينه وبين الصبر : أن الصابر يتجرع المر ، لكن لا يستطيع أن يتسخط ؛ إلا أن هذا الشئ في نفسه صعب ومر ، لكن الراضي لا يذوق هذا مرا، بل هو مطمئن ، وكأن هذا الشئ الذي أصابه لا شئ .... [19]



وقال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله –في موضع آخر:

-الرضا بالقدر فهو واجب لأنه من تمام الرضا بربوبية الله فيجب على كل مؤمن أن يرضى بقضاء الله ، ولكن المقضي هو الذي فيه التفصيل فالمقضي غير القضاء ، لأن القضاء فعل الله ، والمقضي مفعول الله فالقضاء الذي هو فعل الله يجب أن نرضى به ، ولا يجوز أبداً أن نسخطه بأي حال من الأحوال‏.‏



وأما المقضي فعلى أقسام ‏:‏

القسم الأول‏:‏ ما يجب الرضا به‏.‏

القسم الثاني‏:‏ ما يحرم الرضا به‏.‏

القسم الثالث‏:‏ ما يستحب الرضا به‏.‏

فمثلاً المعاصي من مقضيات الله ويحرم الرضا بالمعاصي ، وإن كانت واقعة بقضاء الله فمن نظر إلى المعاصي من حيث القضاء الذي هو فعل الله يجب أن يرضى ، وأن يقول ‏:‏ إن الله تعالى حكيم، ولولا أن حكمته اقتضت هذا ما وقع ، وأما من حيث المقضي وهو معصية الله فيجب ألا ترضى به والواجب أن تسعى لإزالة هذه المعصية منك أو من غيرك ‏.‏ وقسم من المقضي يجب الرضا به مثل الواجب شرعاً لأن الله حكم به كوناً وحكم به شرعاً فيجب الرضا به من حيث القضاء ومن حيث المقضي ‏.‏

وقسم ثالث يستحب الرضا به ويجب الصبر عليه وهو ما يقع من المصائب ، فما يقع من المصائب يستحب الرضا به عند أكثر أهل العلم ولا يجب، لكن يجب الصبر عليه ، والفرق بين الصبر والرضا أن الصبر يكون الإنسان فيه كارهاً للواقع ، لكنه لا يأتي بما يخالف الشرع وينافي الصبر، والرضا لا يكون كارهاً للواقع فيكون ما وقع وما لم يقع عنده سواء ، فهذا هو الفرق بين الرضا والصبر ولهذا قال الجمهور‏:‏ إن الصبر واجب ، والرضا مستحب‏.‏



هل الدعاء يرد القضاء؟

قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله - :

أما قول السائل ‏:‏ هل الدعاء يرد القضاء‏؟‏

فجوابه ‏:‏ أن الدعاء من الأسباب التي يحصل بها المدعو ، وهو في الواقع يرد القضاء ولا يرد القضاء ، يعني له جهتان فمثلاً هذا المريض قد يدعو الله-تعالى-بالشفاء فيشفى، فهنا لولا هذا الدعاء لبقي مريضاً ، لكن بالدعاء شفي ، إلا أننا نقول ‏:‏ إن الله -سبحانه وتعالى- قد قضي بأن هذا المرض يشفى منه المريض بواسطة الدعاء فهذا هو المكتوب فصار الدعاء يرد القدر ظاهرياً ،حيث إن الإنسان يظن أنه لولا الدعاء لبقي المرض، ولكنه في الحقيقة لا يرد القضاء؛لأن الأصل أن الدعاء مكتوب وأن الشفاء سيكون بهذا الدعاء،هذا هو القدر الأصلي الذي كتب في الأزل ، وهكذا كل شيء مقرون بسبب فإن هذا السبب جعله الله - تعالى - سبباً يحصل به الشيء وقد كتب ذلك في الأزل من قبل أن يحدث‏.‏ [20]



من ثمرات الإيمان بالقدر

1- القيام بعبودية الله تعالى بالشكر على المسار والصبر على المكاره والمضار لعلمه أنها بقدر من الله تعالى فلا يقضي الله تعالى له قضاءاً إلا كان خيراً له، لشكره على ما يسره، وصبره على ما يضره، فيحصل له بذلك كمال الإيمان وعلو الدرجة وجليل المثوبة.

2- تحقيق التوحيد والخلاص من الشرك والتنديد لتسليم المؤمن لله تعالى بالخلق والملك والتدبير بمقتضى علمه وحكمته وأن المقادير بين عدل ربه ورحمته وأن أزمة الأمور بيدي الله تعالى فكلها محكومة بقدره ليس لها ولا للناس من الأمر شيء فهو سبحانه المنفرد بالإعطاء والمنع والوصل والقطع لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وبذلك يتعلق المؤمن بربه ولا يتلفت بقلبه إلى أحد من الخلق فإن التعلق بالخلق من أعظم أسباب الشرك الواقع في الناس خوفاً ورجاء مما يحمل الشخص على مراءاة الناس وإسماعهم طمعاً في
= دنياهم أو تطلعاً إلى محمد تهم والمنزلة في قلوبهم أو حذراً منهم أن ينتقصوه، أو يضروه في دنياه.

3- زيادة الاهتداء فإن المؤمن بالقدر يسير على هدى من ربه فيؤمن بالقدر لعلمه وكمال إيمانه بعلم الله تعالى وحكمته، وعدله ورحمته قال تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} وقال سبحانه:{ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}.

4- تحقيق التوكل ـ الذي هو لب العبادة، فإن المؤمن حقاً بالقدر يتعاطى أسباب تحصيل ما ينفعه ودفع ما يضره ويجد في العمل ويبتعد عن الكسل ويستمد من الله العون ويحسن الظن بالله لعلمه أن مقادير الأمور بيده وأنها منتهية إلى تقديره بكل حال، فإذا توكل العبد على ربه حق التوكل وفوض أمره إليه أمده الله بالقوة والعزيمة والصبر والحيلة وصرف عنه الآفات التي هي نتيجة اختيار العبد لنفسه وذلل له الصعاب وأراه من حسن عواقب اختيار ربه له ما لم يخطر له على بال وأراح قلبه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات وفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي لا تأتي غالباً إلا بالحيرة والحسرات.

5- الخوف من الله عز وجل: فإن المؤمن بالقدر يجتهد في صالح العمل ويلازم التوبة من التقصير والزلل ولا يحوم حول المحرمات خشية الزيغ والمعاجلة العقوبة وسوء الخاتمة لعلمه بعظمة شأن الله تعالى وأنه قد يملى للظالم ولا يهمله بل يستدرجه بالنعم وهو يمكر به مقابلة جرأته ومكره فلا يغتر بأعماله ولا يقنْط من رحمة ربه لعلمه بسبق الكتاب وإنما الأعمال بالخواتيم.

6- قوة الرجاء وحسن الظن ليقينه بأن الله تعالى لا يقضي قضاءً إلا وفيه تمام العدل أو الرحمة والحكمة فلا يتهم ربه فيما يجريه عليه من أقضيته وأقداره فتستوي الحالات عنده ويخشى أن يؤتي من قبل نفسه فيرض ويسلم للقضاء ويقف من المقضي بما يقتضيه الشرع فيصبر عند المكاره ويشكر عند المحاب
= ويتوب من المعائب ويترقب الفرج عند الشدة ويتحرى خفي الألطاف وبذلك تخف المشقة ويحلو الصبر.

7- الصبر وقوة الاحتمال فإن الإيمان بالقدر يثمر عبودية الصبر ـ وهو لابد منه لكل الناس ـ على السراء والضراء والبلاء لحسن عاقبته وأن الجزع لا يرد فائنا قال الحسن البصري رحمه الله «الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عليه».

8- الرضا عن الله تعالى فلا يعترض على حكمه ولا يسخط قضاءه لثقته بعدل ربه وحكمته وطمعه في فضله ورحمته ومتى صح تفويض العبد لربه ورضاه بحكمة اكتنفه في المقدور أمران :أحدهما: عطف الله عليه الذي يقيه ما يحذره.

الثاني: لطف الله به الذي يهون عليه ما يضره ويعقبه بما يسره.

ومن رضي عن الله رضي الله عنه، وارضاه، والرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين قال ابن القيم رحمه الله: من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وأمناً وقناعة وفرغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه.

السلامة من الحسد فإن المؤمن بالله وقدره يسلم الله تعالى في جميع أموره. ولا يعترض على أقدار الله الكونية ولا الشرعية فلا يحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله لإيمانه بأن الله تعالى هو الذي رزقهم وأوصل إليهم ما كتب لهم وأنه يعطي من يشاء ويمنع من يشاء إبتلاءً واضحاً ولحكمة وغاية يعلمها وأنه حين يحسد غيره فإنه إنما يعترض على الله تعالى في قدرة وقسمته. اهـ من الفوائد السنية
_________________________________________________________________________________--------------------------------------------------------------------------

2-[3] المنتقى من الفتاوى ج1 4]3- التعليقات على الطحاوية 4-[5] التنبيهات السنية للرشيد 6]5- شرح الواسطية

7-[7] الفوائد السنية على الواسطية 8-[8] الفوائد السنية ]10- التعليقات على الطحاوية 11- 12] شرح الواسطية وتحقيق محققه . -الفوائد السنية ] المنتقى من الفتاوى ج1 ] التعليقات على الطحاوية
فتاوى ابن عثيمين الجزء الثاني

عن موقع الدعاة




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yakin.alafdal.net
الفقيرة الى الله
مشرف أعانه الله
مشرف أعانه الله
الفقيرة الى الله


عدد المساهمات : 748
تاريخ التسجيل : 05/12/2010

خلاصة مسائل القضاء و القدر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلاصة مسائل القضاء و القدر    خلاصة مسائل القضاء و القدر  Emptyالسبت فبراير 04, 2012 10:57 pm

خيراً نقلت لنا اختنا
جزاك الله خيرا وبارك فيك واسعدك دنيا واخرة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaled
العضو الفعال
العضو الفعال
khaled


عدد المساهمات : 341
تاريخ التسجيل : 21/08/2010
العمر : 32

خلاصة مسائل القضاء و القدر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلاصة مسائل القضاء و القدر    خلاصة مسائل القضاء و القدر  Emptyالأحد فبراير 12, 2012 2:54 pm

خلاصة مسائل القضاء و القدر  6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خلاصة مسائل القضاء و القدر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسائل في قضاء الحاجة
» رؤية الله ومايتعلق بها من مسائل
» صلاة الوتر مسائل هامة فيها
» علامات ليلة القدر
» توصيات هامة لليلة القدر والإفادة منها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي  :: القسم الإسلامي :: نور عقيدتنا-
انتقل الى: