منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
منتدى نور اليقين يرحب بكل الزوار سائلين المولى تعالى النفع والخير للجميع
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
منتدى نور اليقين يرحب بكل الزوار سائلين المولى تعالى النفع والخير للجميع
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور اليقين اسلامي تربوي

منتدى نور اليقين اسلامي تربوي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
اعلم أن القلوب في الثبات على الخيرو الشر والتردد بينهما ثلاثة :القلب الأول :قلب عمربالتقوى وزكي بالرياضة وطهر عن خبائث الأخلاق فتتفرج فيه خواطر الخيرمن خزائن الغيب فيمده الملك بالهدى .القلب الثاني: قلب مخذول مشحون بالهوى مندس بالخبائث ملوث بالأخلاق الذميمة فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه ويضعف فيه سلطان الايمان ويمتلئ القلب بدخان الهوى فيعدم النور ويصير كالعين الممتلئة بالدخان لا يمكنها النظر ولا يؤثرعنده زجر ولا وعظ .والقلب الثالث: قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى فيدعوه الى الشر فيلحقه خاطر الايمان فيدعوه الى الخير . ((منهاج القاصدين))

 

 الأركان التي تحقق الأمن للأمة، وتجعل المصالحة الوطنية في الجزائر الأبية، التي دعا إليها ولي أمرنا على أسس متينة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوزيد
العضو الفعال
العضو الفعال
أبوزيد


عدد المساهمات : 422
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 42

الأركان التي تحقق الأمن للأمة، وتجعل المصالحة الوطنية في الجزائر الأبية، التي دعا إليها ولي أمرنا على أسس متينة Empty
مُساهمةموضوع: الأركان التي تحقق الأمن للأمة، وتجعل المصالحة الوطنية في الجزائر الأبية، التي دعا إليها ولي أمرنا على أسس متينة   الأركان التي تحقق الأمن للأمة، وتجعل المصالحة الوطنية في الجزائر الأبية، التي دعا إليها ولي أمرنا على أسس متينة Emptyالأربعاء أكتوبر 13, 2010 2:07 pm


(مناصرة)
الأركان التي تحقق الأمن للأمة، وتجعل المصالحة الوطنية في الجزائر الأبية، التي دعا إليها ولي أمرنا على أسس متينة
الشيخ أبو عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وعلى آله وصحبه أولي الصفا
أما بعد/
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا))صححه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة.
إنّ من أعظم نِعم الله على عباده أن يصبح الإنسان آمنا على نفسه مطمئنا على عرضه وماله، لا يخاف ظلم ظالم، ولا جور جائر، ولا صولة صائل، وقد أشار رسول صلى الله عليه وسلم إلى أنّ من اجتمع له الأمنُ في وطنه والصحة في بدنه، مع وجود قوت يومه فقد جُمعت له الدنيا، ولم يفته منها شيء، وأي فرد من أبناء الأمة اجتمعت لديه أسباب النعيم العاجل بضوابطه الشرعية، ولم يفته من مسرات الحياة شيء، عاش في سعادة ووفاء، بلا نغص ولا قلق ولا اكتئاب.
والأمن في البلاد مع الصحة في الأبدان نعمةٌ يجب أن تشكر وتذكر، فإنّ من فاتته هذه النعمة لم يسعد من الحياة بشيء، ولذلك جاء في الحكم: ((نعمتان مجحودتان الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان)).
وقد امتن الله تبارك وتعالى على أهل مكة في مواضع كثيرة في كتابه بنعمة الأمن ليلفت الناس إلى شكرها وينبههم إلى الخطر الذي يصيب الأمة حين فقدها، وجعل ذلك آية من آياته وبرهانا من براهين عظمته وقدرته وألوهيته وربوبيته حيث يقول: ))((لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ))(قريش )وكما قال عز وجل: ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُون))(العنكبوت:67 )وكما قال عز وجل: ((وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ))(القصص:57 )وقد أشار الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم إلى أسباب الأمن، أمر وحَثَّ على الأخذ بها، وتحقيقها حتى تسعد البشرية في كنف كلمة التوحيد والأنس بها.
1- تحقيقُ توحيدِ الله في الأرض سببٌ عظيمٌ لانتشار الأمن في ربوع الأمة الإسلامية:

إنّ أساسَ الأمنِ والاستقرار الإيمانُ بالله، وتحقيق التوحيد له تعالى في أسمائه، وصفاته، وأفعاله، وعدم الوقوع في الشرك الذي هو ظلم عظيم يكون سببا للهلاك والردى، وحبس القطر من السماء، وإراقة الدماء، ولذلك قال الله تعالى في قصة إبراهيم صلى الله عليه وسلم حينما هدده قومه بأن أصنامهم ستسلبه الأمن: ((وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ))(الأنعام:81 )ثم بيَّن أصول الأمن وأعظم أسبابه فقال: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ))(الأنعام:82 )، فإن العبد إذا آمن بالله عز وجل، ووحّده تعالى، والتجأ إليه، وعصم نفسه من الوقوع في الشرك بكل صوره؛ كان حريا بوقاية الله من شرور أنفاسه وحبائل أعدائه على حد قول الشاعر:
وقايةُ الله أغنت عن مضاعفة* من الدروع وعن عال من الأطم
وكما قال الشاعر:
وإذا العناية لاحظتك عيونها ** نم فالمخاوف كلهن آمان
وأخرج الإمام أحمد في مسنده من طريق موسى بن عُليّ، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن عاص يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(( تدرون منِ المؤمن؟) قالوا الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم))((1).(((1))المسند((2/206)، وإسناده صحيح.)
إنّ الإيمان بالله تعالى على الصُّورة التي كان عليها السلف الصالح كما قال تعالى: ((فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّم هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))(البقرة:137 )، ينشر الأمن في ربوع الأمة، ويرفع عنها الشقاق والتباغض، ولهذا وجب على مَن ولاه الله على المسلمين الاعتناء بهذا الباب، ونشر المراجع التي تثبت الإيمان في قلوب الناس، وتزكيهم وتطهرهم من براثين الشرك، والأفكار الوافدة على منهج السلف، إذا رغب في انتشار الأمن في محيط ولايته، ومن ولاه الله عليهم.
إنّ توحيدَ الله تعالى على فهم السلف حقُه جلّ وعز على العبيد، وأعلا طبقة تدرك حقه سبحانه وتعالى من الخلق بعد الأنبياء والصحابة هم العلماء الربانيون، لقول تعالى: ((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))(آل عمران:18 )، ولهذا يجب على أبناء الأمة بكل أطيافهم أن ينزّلوا العلماء منزلتهم التي ارتضاها الله لهم، وأن يجلسوا بين أيديهم في حلق العلم حتى يدركوا حق بارئهم ومولاهم، فلا يخلطوا بين حق الخالق والمخلوق فيقعون في الظلم الذي يجلب للأمة الغم والهم والحزن، قال تعالى مخبرا عن لقمان:((وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ))(لقمان:13 )، فهذه موعظة عظيمة من لقمان لابنه، لعلمه أن التوحيد نجاة من الهلاك، فما دفعت شدائد الدّنيا بمثل التوحيد، ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد؛ كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات وربّ الأرض ورب العرش الكريم)، والتوحيد دعوة ذي النون وهو في بطن الحوت((لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )) (الأنبياء:87 )، دعوة ما دعا بها مكروب إلاّ فرج الله كربه، فلا يلقي في الكرب العظام، والفتن والمحن إلا الشرك، ولا ينجي منها إلا التوحيد؛ فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغِياثها، وبالله التوفيق.
ولا ريب ولا شك أن أفضل العلوم علم التوحيد لأن شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الذي من أجله أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وخلقت الخلائق، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال:((إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ((3/256)): ((وفضائل هذه الكلمة وحقائقها، وموقعها من الدين فوق ما يصفه الواصفون ويعرفه العارفون، وهي حقيقة الأمر كله كما قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))(الأنبياء:25 ).
قال ابن قيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة((1/291) عند شرحه لحديث أبي سعيد في خروج معاوية إلى المسجد ووجد قوما يذكرون الله فقال:((ما يجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله عزوجل، قال: آللهِ ما أجلسكم إلا ذلك؟! قالوا: ما أجلسنا إلا ذلك...إلى آخر الحديث وهو في صحيح مسلم، ما يلي: ((فهؤلاء كانوا قد جلسوا يحمدون الله بذكر أوصافه وآلائه، ويُثنون عليه بذلك، ويذكرون حسن الإسلام، ويعترفون لله بالفضل إذ هداهم له ومنّ عليهم برسوله، وهذا أشرف العلوم على الإطلاق، ولا يُعنى به إلا الراسخون في العلم، فإنه يتضمن معرفة الله وصفاته وأفعاله، ودينه، ورسوله، ومحبة ذلك، وتعظيمه، والفرح به، وأحرى بأصحاب هذا العلم أن يباهي الله بهم الملائكة)).
وقال كذلك رحمه الله في مفتاح دار السعادة ((1/311)): ((وهو أن شرف العلم تابع لشرف معلومه، ولوثوق النفس بأدلة وجوده وبراهينه، ولشدة الحاجة إلى معرفته، وعظم النفع بها، ولا ريب أنّ أجل معلوم وأعظمه وأكبره فهو الله الذي لا إله إلا هو ربّ العالمين، وقيوم السماوات والأرضين، الملك الحقّ المبين، الموصوف بالكمال كله، المنزّه عن كل عيب ونقص، وعن كل تمثيل وتشبيه في كماله، ولا ريب أنّ العلم به وبأسمائه وصفاته وأفعاله أجل العلوم وأفضلها، ونسبته إلى سائر العلوم كنسبة معلومه إلى سائر المعلومات، وكما أن العلم به أجلّ العلوم وأشرفها فهو أصلها كلها، كما أنّ كل موجود فهو مستندٌ في وجوده إلى الملك الحق المبين، ومفتقر إليه في تحقيق ذاته وأينيّته، وكل علم فهو تابع للعلم به مفتقر في تحقيق ذاته إليه، فالعلم به أصل كل علم، كما أنه سبحانه ربّ كل شيء ومليكه وموجده)).
2- من ركائز الأمن انتشار العمل الصالح في أوساط المسلمين.
لقد وعد الله تبارك وتعالى أهل الإيمان والعمل الصالح؛ أن يمكن لهم في الأرض؛ حُكما، واقتصادا، وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمنا، يملئون الأرض نورا وسِلما ورُقيّا؛ وفي ذلك يقول عز وجل: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ))(النور:56 ).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير آية سورة النور السابقة: ((هذا وعدٌ من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد، وليبدلنهم من بعد خوفهم من الناس أمنا وحكما فيهم، وقد فعل تبارك وتعالى ذلك وله الحمد والمنة..())1).(((1))تفسير ابن كثير((10/263 ط: مكتبة أولاد الشيخ).)فإذا انتشر العمل الخيري في الأمة من كفالة اليتيم، وإنشاء المعاهد والمراكز لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم العلوم الشرعية على أيدي أهل الصنعة، وإعطاء الرخص للجمعيات الخيرية للإحسان إلى الناس كما هو الحال في دول الخليج، فإن الخير سيعم الجميع، والشر سيرفع من بين أفراد المجتمع، وتقع الألفة والتعارف بين الناس، ويزول التحاسد والتباغض، وتذوب الأستقراطية التي جعلت صنفا من الناس في غاية الاكتئاب والقلق لقلة علمهم بقضاء الله وقدره.
وقد وعد اللهُ تبارك وتعالى كلّ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن بالحياة الطيبة والكريمة، والتي يكون الأمن من أبرز مظاهرها حيث يقول تعالى: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))(النحل:97 ).
إنّ الأعمال الصالحة القائمة بالقلب والجوارح سبب الهداية، فيقوم بالقلب والجوارح أعمال تقتضي الهُدى اقتضاء السبب لمسبَّبِه والمؤثر لأثره، وذلك أنّ الله تعالى يحب أعمال البرّ فيجازي عليها بالهدى والفلاح والأمن والصلاح، وأيضا فإنه تعالى البَرُّ الرحيمُ، ويحب أهلَ البِرِّ، فيقرّب قلوبهم منه بحسب ما قاموا به من البِرّ والصلاح، ويعصمهم جلّ جلاله من لهيب الفتن وأوارها، ويجعل بينهم وبين الأمم الظالمة حجابا مستورا، قال تعالى((((وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ))(الإسراء:45 )، وقال تعالى((((يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ))(الأنفال:29 )، فبالتقوى يعطيهم الله نورا يفرقون به بين الحق والباطل، ونصرا وعزة يتمكنون بها من إقامة الحق والعدل، وكسر شوكة الباطل.
3- ومن ركائز بقاء الأمن إكرام العلماء وتقديمه:
إنّ حاجة الأمة إلى العلماء أكثر من حاجتها إلى الأطباء، فهم زينة الحياة الدنيا، وقد رفع الله جلّ وعلا منزلتهم في القرآن، وجعلهم من أهل الشهادة على وحدانيته، فينبغي على الأمة حُكّاما ومحكومين أن تظهر حاجتها إلى العلماء، ورغبتها الشديدة في الاستفادة من علومهم، فإن ذلك أولا: يبعث على تنشيط العالم على البحث والتحقيق، وثانيا يحفز أبناء الأمة إلى السعي في تحصيل المنافع والعلوم مادامت الأمة بهذه الخاصية من توقير للعلماء والرفع من شأنهم، وهذا نبيّ الله موسى صلى الله عليه وسلم وهو من أولي العزم من الرسل يقول لنبي الله الخضر((هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ))(الكهف:66 )، قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: ((إظهار حاجته إلى المعلم وأنه يتعلم منه مشتاق إلى ما عنده، بخلاف حال أهل الكبر والجفاء؛ الذين لا يظهرون حاجتهم إلى علم المعلم، فلا أنفع للمتعلم من إظهار الحاجة إلى علم المعلم وشكره على تعليمه).
لقد قيل العلم رحم بين أهله، فإذا قوي اعتناء الأمة بالعلماء والاستفادة منهم، ورأى العلماء ذلك ظاهرا على الأمة قويت الصلة بينهما وازدادت وتوثقت أكثر.
وروى عبد الرزاق في مصنفه بسنده إلى طاووس أنه قال: ((من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد).
إن العلماء مرجع الأمة في الأحكام الشرعية، كما قال تعالى: ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ))(الأنبياء:7 )، وقد أمر الله بالرجوع إليهم في الأمور المهمة والعويصة، وما يتعلق بمصالح الأمة في معاشها ودنياها، وما يستجد من النوازل الجديدة، وما يحصل لها من فتن وشرور، تهز أمنها وتضعف كيانها؛ كما قال تعالى: ((وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ))(النساء:83 ).
فإذا حلّ بالأمة فتن وقلاقل فأول ما تفعله بعد لجوئها إلى الله أن تسأل أهل الذكر عن الحلول الشرعية في معالجة الأزمة، وعن طبيعتها وخطورتها، ونواتجها على أمن الأمة واقتصادها، وهل لها مثيلات في التاريخ الإسلامي، وكيف تمّ علاجها، وهكذا؛ وهذا الطريق السديد وللأسف الشديد قلّ من يتنبه له ممن بأيديهم زمام الأمر، بل يلجؤون إلى حلول مستوردة وهجينة، لا تلائم مهية المعضلة، ولا تتماشى وأعراف البلاد، بل في بعض الأحايين يهمش العلماء وطلبة العلم قصدا؛ هذا إذا لم ينكل بهم، ويذيقوهم أشد العذاب.
إنّ الحكم الصحيح على القضايا لا يتأتى إلا بمعرفة الواقع على ما هو عليه، وهذا الواجب قد تحمله العلماء، فهم مع درايتهم بالفقه في كليات الأحكام، فهم كذلك لهم قدم السبق في معرفة أحكام الحوادث الكلية والوقائع وأحوال الناس.
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره((ص198)): ((فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية، والعلم بصورة القضية المحكوم بها، وكيفية إدخالها في الأحكام الشرعية الكلية، فالجاهل بواحدة من هذه الأمور لا يحل له الإقدام على الحكم بين الناس)).
صدق رحمه الله، فكم من مُتحدث عن فاقعة الإرهاب عبر القنوات المرئية أو المسموعة وهو في حقيقة أمره جاهل بكلياتها، غريب عن تحديد مظاهرها، فتراه يشرق حينا ويغرب أخرى والله المستعان، وإذا انتُقد بشدة وأنه زاد القضية تعقيدا وعفنا، نطق متبسما وجهل يصحبه في كل حين: المهم المشاركة!!.
إن الذي يحق له إسقاط الأحكام على النوازل هم العلماء، ولهذا كان أهل العلم يشيدون بالعالم العارف لواقعه، فقد مدح القاضي عياض خلفَ المعلم ورفع من شأنه وقال عنه: ((كان عالما بنوازل الأحكام))، كما في ترتيب المدارك ((2/489)).
وقال الحافظ ابن حجر كما في المجمع المؤسس((3/74) ممتدحا شيخه شهاب الدين أبا هاشم الظاهر المعروف بابن برهان: ((وكان كثير الإنذار لكثير مما وقع من الفتن والشرور، لما جبل عليه من الإطلاع على أحوال الناس)).
ومما يحضرني في هذا المقام أن علامة الشام محمد ناصر الدين الألباني رحمه لما بلغه اغتيال محمد بو ضياف، بكى وقال: قد فُتح على أهل الجزائر شرٌّ عريض.
إن العلماء خلاصة الأمة ولبها، وهم المؤهلون للمراتب العالية، فإذا قدمتهم الأمة استقر أمنها، وذاع الخير في ربوعها، وعاش الكل في أمن وسلام.
والحمد لله رب العالمين.
((يتبع إن شاء الله.......))
وكتبه: أبو عبد الباري حميد أحمد العربي الجزائري، مناصرة لحاكم البلاد في مشروعه المصالحة الوطنية

المصدر موقع عروس افريقيا
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأركان التي تحقق الأمن للأمة، وتجعل المصالحة الوطنية في الجزائر الأبية، التي دعا إليها ولي أمرنا على أسس متينة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسة المحاضرات التي ألقاها فضيلة الشيخ أبو عمر أسامة العتيبي حفظه الله في الجزائر
» كتاب أسباب النصر و التمكين وسبيل النهوض للأمة الإسلامية
» ماذا يعني الأمن من مكر الله ؟
»  أمرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بإخراج النساء في العيدين : العواتق والحيض وذوات الخدور
»  حلقات تحفيظ القُرْآنِ وأثرها فِي استتباب الأمن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور اليقين اسلامي تربوي  :: القسم العام :: مواضيع عامة-
انتقل الى: