ما أجمل أن تكون الأعمال خالصة لوجه الله تعالى وما أجمل أن ننقل الخير للغير من القصص التي تمر علينا في حياتنا لكي يستفيد منها الناس وتنقل الأفكار ليعم الخير للجميع .
بدايةَ" أقسم بالله العظيم إنني ترددت في طرح هذه القصص ولكن قلت عسى الله أن ينتفع بهذه القصص كل من قرأها أو نقلها للفائدة ..
القصة الأولى: أذكر إنني أتيت سوبر ماركت في الحي الذي أسكن فيه يبيع الدخان وهي تعد من أكبر التموينات بهذا الحي فنصحت المحاسب وقال لي : عمي يريد ذلك .
فقلت له : لو تكرمت أريد رقم مدير السوبر لأتواصل معه .
فأعطاني رقمه ثم اتصلت به وسلمت عليه ونصحته , فقال : أبشر إن شاء الله .
وبعد فتره أتيت إلى السوبر ومازالوا يبيعون الدخان فنصحت المحاسب , فقال : يا أحمد إذا ما عندك شي الليلة نذهب سوياً للمستودع الذي فيه مدير السوبر فرحبت بذلك وكان ذلك يوم الأربعاء , فذهبنا بعد المغرب وصلينا العشاء بالقرب من المستودع ثم دخلت على المدير بعد الإذن منه بمكتبه الخاص وسلمت عليه وعرفته بنفسي ثم دار الحديث بيننا فنصحته في شأن بيع الدخان .
فقال لي : أبشر لكن أريدك أن تتناول وجبة العشاء عندي الليلة بالمنزل .
فقلت له : والله إني مرتبط مع الأهل لكن اعتبرني تعشيت عندك إذا قبلت طلبي في ترك بيع الدخان .
فقال لي : أوعدك بذلك وخذ كلمة رجل من يوم السبت لا تجده بالسوبر.
وبالفعل بحمد ربي تركوا بيع الدخان وكتبوا لوحه كبيره خلف المحاسب (فضلاً نحن لا نبيع الدخان) .
القصة الثانية: في أحد الأيام طبعت مقال من موقع ياله من دين-وفقهم الله- بعنوان(رسالة إلى صاحب التسجيلات الفنية) 10 نسخ وذهبت أنا واثنين من الزملاء إلى 10 محلات تسجيلات أغاني عندنا بمدينة جدة وكل محل نعطيه هذا المقال بظرف شكله جميل وشريط إسلامي بداخله وندعو الله لهم بالهداية , الشاهد أقسم بالله العظيم بفضل الله أحد المحلات استجاب وأغلق محله وكتب عليه المحل للتقبيل .
القصة الثالثة: دخلت بقاله تبيع دخان ثم نصحت العامل وطلبت منه رقم صاحب المحل فأعطاني رقمه ثم اتصلت به وسلمت عليه ونصحته بأسلوب حسن فقال أبشر إن شاء الله، بعد تقريباً شهرين اتصلت به وسلمت عليه وقلت له عرفتني ؟
فقال : نعم .
فقلت : بشر إن شاء الله تركتم بيع الدخان .
قال : والله إني وقفته من ذاك اليوم وأبشرك إني قبلته وفتح الله علي و اشتريت محل أكبر سوبر ماركت ووالله العظيم إن اتصالك كان له تأثير كبير لي ومحلي الجديد لا أبيع فيه دخان من فضل الله ثم اتصالك .
القصة الرابعة: كنت في زيارة لأحد الأقارب بالمستشفى وأنا داخل وجدت رجل كبير يشرب الدخان فابتسمت له وسلمت عليه وقلت له تسمح لي بسؤال يا والد ؟
قال : تفضل .
قلت له : هل الله يستأهل أن نعصيه ؟
قال : لا والله ما يستأهل يا ولدي.
قلت : يا والد والله إني احبك في الله وما نصحتك في شرب الدخان إلا أريد لك الخير .
قال : أدري والله , ثم قال أعاهد الله في هذا اليوم أن لا يدخل الدخان في فمي ثم كسر بكت الدخان أمامي ووضعه تحته , وقال عسى الله أن يتوب علي ثم سلمت عليه ووادعته.
القصة الخامسة: ذهبت مع أحد الزملاء لكي نلقي كلمات ونوزع أشرطه للشباب الذين يجلسون في المخططات على الأرصفة فجلسنا مع أحد الشباب وكان معه عود ويغني ثم بعد ما رآنا وضعه في السيارة خجلاً منا , فستأذناه بالجلوس معه فرحب بنا ثم ذكرنا له فضل التوبة والرجوع إلى الله والسعادة الحقيقية فقال لنا : والله العظيم إن حضوركم فيه خير تصدق إني قبل أسبوع طلبت من أحد الشباب يشتري لي عود جديد والآن أعلنها توبة و أوعدكم إني سأكسر العود هذه الليلة وسوف أتصل بصديقي وأخبره أن لا يشتري لي العود وإني تركت هذا الحرام لأجل رضا ربي علي وأن يرحمني برحمته ويدخلني في جنته .
القصة السادسة: أحد الشباب قابلته في أحد المخططات وهو رافع صوت الأغاني فدعونا الله عز وجل له بالهداية ثم في طريقي أنا وزميلي إلى البيت لحقنا هذا الشاب بسيارته وأوقفنا وأخذ رقم جوالي وبعد شهر تقريباً أرسل لي رسالة على الجوال بعد صلاة الفجر يقول فيها : والله أني أفكر في الانتحار أرجو أن تقف معي أو تشوف حل في وضعي , ثم اتصلت به قال : أنا في ضيق ما يعلم به غير الله كل مايدور في راسك جربته من دخان من مخدرات من بنات من معاكسات من سفريات والله ما شعرت بالسعادة بل يزداد الضيق والطفش في قلبي وكل شي متوفر لدي.
فقلت له : دعنا نتقابل فتواعدنا وقابلته ومعي أحد الزملاء فجلسنا معه في المسجد وذكرناه بفضل التوبة وطريق السعادة بالرجوع إلى الله فماذا جرى بحاله في هذه الليلة ؟
ذهب إلى مكة وأخذ عمره من تلك الليلة يقول أقسمت بالله في الحرم أمام الكعبة أن لا أعود لهذه الأمور وأن أفتح صفحه جديدة في حياتي وكأني مولود جديد وأنا تائب إلى الله عز وجل .
وأبشركم وهو الآن يدعو إلى الله في ذالك المخطط الذي قابلته فيه ويوزع أشرطه و مطويات وتغير حاله وأعفى لحيته وقصر ثوبه وسبحان من يغير الحال من حال إلى حال .
الفوائد من هذه القصص :
1- الناس فيها خير ولكن تحتاج من يذكرهم ويعينهم على طريق الخير.
2- التواصل مع أصحاب المحلات التي فيها منكر والاتصال بهم بالأسلوب الحسن والكلام الطيب.
3- الدعاء لمن وجت لديه منكر أن يهديه الله إلى الإقلاع عن ذلك المنكر.
4- أحمد الله دوماً وأبداً على نعم الله عليك وتذكر أن الله تواب رحيم وغفور شكور .
5- اجعل لك بصمة في هذه الحياة وتذكر فضل الدعوة إلى الله وأنها سنة الأنبياء والصالحين