التنبيه على حديث ضعيف

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه0 أما بعد : فقد سألني غير واحد من الإخوة الحريصين على الخير عن حديث سمعوه من بعض الإخوة طلبة العلم ، كان بعض هؤلاء الإخوة إذا صلى بالناس يُسمعه للمصلين قبل تكبيرة الإحرام ! وهو حديث ( صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك ) أخرجه أحمد وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها 0 وهو حديث ضعيف منكر ، أسانيده كلها معلولة كما قال الحافظ ابن حجر في: التلخيص (1/111-112)بل قال الإمام الحافظ الناقد يحيي بن معين : لا يصح له إسناد، وهو باطل. اهـ0 كما نقله عنه الحافظ في المصدر السابق , وضعفه ـ كذلك ـ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في عدد من كتبه، منها " ضعيف الجامع " و " التعليق على المشكاة " و " ضعيف الترغيب والترهيب " و " الضعيفة " برقم (1503) وضعفه ـ أيضًا ـ المعلقون على مسند الإمام أحمد ( طبعة الرسالة (ج 43ص361) . الشيخ شعيب الأرنؤوط ومساعدوه 0 وقال النووي : ضعيف رواه البيهقي من طرق ، وضعفها كلها وكذا ضعفه غيره ، وذكره الحاكم [في "المستدرك " وقال: هو صحيح على شرط مسلم ، و أنكروا ذلك على الحاكم ، وهو معروف عندهم بالتساهل في التصحيح 0وسَبَبُ ضعفه : أن مداره على محمد بن إسحاق ، وهو مدلس ولم يذكر سماعه ، والمدلس إذا لم يذكر سماعه لا يحتج به بلا خلاف كما هو مقرر عند أهل هذا الفن ، وقوله : على شرط مسلم ، ليس كذلك ؛ فإن محمد بن إسحاق لم يرو له مسلم شيئاً محتجاً به ، وإنما روى له متابعة ، وقد علم من عادة مسلم وغيره من أهل الحديث أنهم يذكرون في المتابعات من لا يحتج به ، للتقوية لا للاحتجاج ، ويكون اعتمادهم على الإسناد الأول، وذلك مشهور عنهم 0والبيهقي أتقن في هذا الفن من شيخه الحاكم وقد ضعفه والله أعلم 0 اهـ ( شرح المهذب 1/ 268) هذا , ولا يفوتني أن الحافظ المنذري ذكر للحديث شاهدين في كتابه " الترغيب والترهيب " الأول من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقال عنه : إسناده جيد 0 والثاني من حديث جابر رضي الله عنه وقال عنه : إسناده حسن , وقد خالفه الشيخ الألباني رحمه الله حيث ضعف هذين الشاهدين في كتابه : "ضعيف الترغيب و الترهيب رقم (149) ورقم (150) " وقال في التعليق على تقوية المنذري لهما : كذا قال 0 وخالفه الحافظ في " التلخيص " فقال : " أسانيده كلها معلولة " 0والحافظ أقعد بهذا العلم ، و أعرف بعلله من المؤلف (يعنى : المنذري ) رحمهما الله تعالى ، فالقول قوله عند التعارض عندي ، حين لا يتيسر لنا الوقوف على الأسانيد المختلف فيها ، كما هو الشأن هنا 0اهـ0 قلت : ولا سيما وقد وافق الحافظ ابن حجرفي حكمه المذكور ، إمام متقدم من كبار الأئمة الحفاظ هو الإمام الحجة النقاد يحيى بن معين حيث قال ـ وقد سبق ـ عن هذا الحديث: لا يصح له إسناد ، وهو باطل . والمقصود من هذا هوالتنبيه ـ أولاً ـ على ضعف هذا الحديث كما هو حكم حذاق أهل الحديث 0 وثانياً : النصيحة لإخواني طلبة العلم بأن يتثبتوا في الأحاديث قبل إشاعتها عند العامة0 فإن نسبة حديث ضعيف إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليس بالأمر الهين ، ولإن كان أحدنا لا يجيز لنفسه أن ينسب لشخص كلاماً لم تصح نسبته إليه ، فكيف يجوز ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهو الذي يقول ـ بأبي هو وأمي-في الحديث المتفق على صحته : ( إن كذباً على ليس ككذب على أحد) وكذلك ، أود أن أنصح الإخوة من طلبة العلم ألا يتبعوا الأقوال الضعيفة أو الأحكام الشاذة ، فقد يحتج بعض طلاب العلم بأن هذا الحديث صحَّحه فلان أو فلان 0 ومعلوم أن تصحيح مثل هذا الحديث لا يكون إلا قولاً شاذّاً و رأياً ضعيفاً مخالفاً لما عليه الأئمة الحفاظ من أمثال يحيى بن معين ، وابن خزيمة ، وابن عدي ، والبيهقي ، و النووي و ابن حجر العسقلاني، و الشيخ الألباني ، رحمة الله على الجميع وهم قد أثبتوا ضعف الحديث بالحجة والبرهان وبينوا خطأ من صححه من المحدثين كالحاكم صاحب " المستدرك" وعدوا ذلك من أغلاطه 0 كما انتقد الحافظ ابن حجر أسانيد الحديث التي قواها الحافظ المنذري، كما سبق . فهل من المسلك القويم أو المنهج السليم عند طالب العلم ، إتباع الرأي الضعيف ، أو الاعتماد على الأقوال الشاذة 0 ومعلوم أن من يفعل ذلك يكون عرضة للانتقاد, ولا أقول بأنه ينتقد من أهل العلم بل ينتقد حتى من العامة 0 والله الهادي إلى سواء السبيل. عبد الحميد بن خليوي الجهني . الأربعاء 2/1/1427هـ منقول من موقع الشيخ

مشكور الله يبارك فيك
يجب التثبت من الأحاديث لأننا في زمن كثر فيه الكذب و عمت البدع و الموضوعات

» التنبيه على امر اصبح متدواليا بين الاخوة
» حديث نبوي
» حديث النزول
» حديث الإثني عشر :
» رسالة إلى شاب حديث الاستقامة