السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكسل في العبادة
قال سبحانه: { واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى } النساء 142.
فإذا رأيت الانسان يتكاسل عن الصلاة, او عن الصف الاول, او عن الذكر, او الدعوه, او عن العلم, او عن مجالس الخير, فاعلم ان في نفسه وسوسة, وان الشيطان يريد ان يفرّخ وان يبيض في قلبه, فليتنبه لذلك !
وليس معنى هذا ان من صلى برئ من النفاق .
فالمنافقون كانوا يصلون مع الرسول صلى الله عليه وسلم, لكن علامة صلاتهم انهم كسالى. يقومون بكسل وببرود, لايعرفون القوة ولايعرفون الحياة, والله يقول: { يايحيى خذ الكتاب بقوة } مريم 12.
اما هؤلاء فيجر احدهم اقدامه كأنما يسلسل ويجر بالسلاسل الى المسجد. فتراه يقف في طرف الصف او في اخر المسجد ولايدري ماذا قرأ الامام, ولايتدبر ولايعي, وصدق فيه الشاعر:
فقل للعيون الرُّمد للشمس اعين
تراها بحق في مغيب ومطلع
وسامح عيوناً اطفأ الله نورها
بأبصارها لاتستفيق ولاتعي
جاء في صحيح مسلم من حديث الاسود بن يزيد العراقي العابد قال: قلت لعائشه : متى كان صلى الله عليه وسلم يستيقظ لصلاة الليل؟ -يعني قيام الليل- فقالت عائشه : كان يستيقظ اذا سمع الصارخ. والصارخ هو الديك .
وقالت : وكان صلى الله عليه وسلم يثب وثباً . وما قالت يقوم قياماً, انما يثب وثباً. وهذا يدل على الشجاعه, وعلى الحيوية, والنشاط, وحرارة الايمان, وعلى قوة الارادة, يأتي الى العباده بقوة وبطاعة .
ولذلك تجد الصالح دائماً ينظر الى عقارب ساعته متى يؤذن؟ هل حانت الصلاة؟ هل اقبل الوقت؟ ثم يقوم مبادراً.
قال الامام احمد في كتاب الزهد في ترجمة عدي بن حاتم: " والله ماقربت الصلاة الا كنت لها باالاشواق " .
وقالوا عن سعيد بن المسيب في سيرته : " مااذن المؤذن من اربعين سنة الا وهو في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم " .
واذا رأيت الرجل في الروضه, وفي الصف الاول؛ فاشهد له بالايمان. فعند الترمذي بسند في
مقال, فيه درّاج بن ابي المسح عن ابي الهيثم وفيه ضعف. قال صلى الله عليه وسلم : " من رأيتموه يعتاد المسجد فاشهدوا له بالايمان " .
لكن معناه صحيح عند اهل العلم, فإن من اتى المسجد وداوم على ذلك برئ ان شاء الله من النفاق الاعتقادي, وعليه ان يبرئ نفسه من النفاق العملي .
فالكسل -اخوتي في الله- علامة من علامات النفاق, تظهر تلك العلامة في الصلاة او في الصيام, في الذكر, في العباده, في الاقبال على الدروس, الى العلم النافع, الى الدعوة. فلينتبه العبد وليحذر على نفسه الكسل, فإنه والله داء خطير وصف الله به المنافقين , والعياذ بالله