الحمد لله رب العالمين , وبه استعين
واصلي واسلم على حبيبي وقدوتي محمد بن عبد الله وىله اجمعين
ولي فيك يا حبيبي اسوة حسنة
فلا مداهن انت ولا مشاحن
ولا مختال ولا حسود ولا حقود ولا سفيه ولا جاف ولا فظ ولا غليظ
ولا طعان ولا لعان ولا مغتاب ولا سباب
كيف وانت من قال فيك رب الكون عزوجل
{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }
يا صاحب الخلق العظيم
بشهادة زكية من الحق جل في علاه
{ وإنك لعلى خلق عظيم }
أمرتنا على طاعة الاله
ونهيتنا عما يغضبه ويكرهه
وعلمتنا قول الله عزوجل
{ يوم لا ينفع مال ولا بنون , إلا من أتى الله بقلب سليم }
اللهم إني اسألك قلبا سليما خاشعا خاليا من الاحقاد والكبر وحب الدنيا والرئاسه
اللهم اني اسالك قلبا سليما من اي آفة تبعدني عنك
ومن اي شهوة تعارض امرك ومن كل ارادة تزاحم مرادك ومن كل قاطع يقطعني منك
اللهم آمين
اخواني في الله
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولنا فيه اسوة حسنة ) يحمل في صدره الا الحب والرحمة والشفقة على الناس من حوله
ولم يكن للحسد والغل في قلبه حظ ولا نصيب
فهو المعصوم من الاخطاء والذنوب
ومع ذلك كان الله تعالى يامره بالعفو والصفح والتجاوز
( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية في الرفق والشفقه على الكون كله حتى الكفرة والعصاة فقد كان يدعوا لهم بالهداية ويتمناها لهم .
وكان يقابل اساءة الجهلاء والعصاة بقوله
( اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون )
الله .. الله
" إغفر لقومي "
يضربونه وتسيل دماءه
( بأبي هو وامي وكل ما املك )
يعفوا عنهم ويستغفر لهم ويعتذر عنهم يا اخواني بانهم لا يعلمون
ويستعطف لهم كونهم من قومه
وهم مشركين .. كفار .
ونحن ؟!!!
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
جزاء السيئة السيئه
والله لم يكن هكذا رسول الله
فقد قالت ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها انه :
" لم يكن رسول الله يجزي بالسيئة السيئة , ولكن يعفوا ويصفح "
لما ازداد تعذيب المشركين له قال له الصحابة ( رضوان الله عليهم اجمعين ) ادعوا عليهم يا رسول الله
فقال عليه الصلاة والسلام
" إني لم أبعث لعانا , وإنما بعثت رحمة "
الم يبعث الله اليه بملك الجبال ليأمر بما شاء فيهم ؟؟
يا محمد : إن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين
ماذا كان رد الحبيب عليه صلوات الله وسلامه ؟؟
انظروا الى رحمة قلبه وسعة عفوه
" بل أرجوا من الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا "
ولنا في صحبه الكرام اسوة حسنة
( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم إنه عزيز حكيم )
كانوا كالجسد الواحد يفرح احدهم لفرح الاخر ويحزن لحزنه ويرحم بعضهم بعضا ويتعاطفون فيما بينهم
{ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }
كانت حياتهم مليئة بالرفق والرحمة والتسامح
ولم يعرف الغل والحسد طريقا الى قلوبهم الطاهرة النقية
كان افضلهم عندهم أسلمهم صدورا وأقلهم غيبة
كانوا يعملون يسيرا وياجرون كثيرا
لسلامة صدورهم
عندما سئل ابو دجانه لماذا وجهك يتهلل ؟ فقال :
" كنت لا اتكلم فيما لا يعنيني وكان قلبي للمسلمين سليما "
نعم انهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت صدورهم فقال فيهم الله تعالى
{ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين }
انهم كانوا يتصدقون على المسلمين بكل مظلمة اصابتهم فيها مال او جسد او عرض
لماذا لا نقتدي بهم اخواني ؟؟
لماذا سلمنا قلوبنا للشياطين واعوانهم
واتخذناهم قدوة لنا في سلوكنا ومخاطبتنا وحياتنا
يالله والله لا انسى علي رضي الله عنه عندما طعن
ماذا كانت وصيته لاولاده بعد ان علم قاتله
" أحسنوا نزله , واكرموا مثواه فان اعش فأنا اولى بدمه قصاصا او عفوا , وان مت فالحقوه بي اخاصمه عند رب العالمين ولا تقتلوا بي سواه ان الله لا يحب المعتدين "
الله عليك يا خليفة المسلمين
رضي الله عنك وارضاك
والله انهم تعلموا العفو عند المقدرة من صاحب الخلق الرفيع
عليه افضل الصلاة والسلام
وليس الصحابة وحسب
بل والذين جاءوا من بعدهم وساروا على هديهم وعاشوا على اثارهم
{والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )
فقد صاروا على سنة الحبيب واتبعوه في قوله صلى الله عليه وسلم
" لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله اخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث "
فسلامة الصدر يا اخواني راحة في الدنيا وغنيمة في الاخرة
ووالله انها لألذ نعمه
يا الله قلوب باردة وصدور سالمه
انها افضل طريق الى الجنة
لان اهل الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض فقلوبهم على قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا
فالاحساس بالغل ينزع من صدورهم ولا تكون الا الاخوة الصافية
فوالله يا اخواني من كانت هذه الخصلة فيه في الدنيا فإنها من المبشرات له بأن يكون من اهل الجنة يوم القيامة
الم يقل صلى الله عليه وسلم
" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ... افشوا السلام فيما بينكم "
والله يا اخواني ان الدنيا كلها لا تساوي في ميزان الله جناح بعوضه وان الدنيا لا يحسد عليها لذاتها وانما لمن استعملها في طاعة الله سبحانه وتعالى
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
فلماذا نتباغض ونتشاحن ان نكنا نعبد ربا واحدا ؟؟
ونجتمع على طاعة واحدة
ونفترق على نفس المعاصي
هداني الله واياكم اخواني
انه الشيطان الذي اكبر همه تفريق صفوف المسلمين بغرس الحقد والكراهية بين افراده
فيدعوهم الى البغضة والنميمة وسوء الظن والغضب من اي كلمة والحسد والنفاق والجدال والمراء والطمع وعدم القناعه
والتعصب لغير الحق ...
فالله واحد والنبي واحد والدين واحد
والواجب على المسلمين ان ينقادوا الى كلمة سواء بينهم وان لا يطيعوا الا الله ورسوله
ولا يتخذ بعضهم بعضا اربابا من دون الله
{ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات }
{ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم }
اخواني في الله لقد اطلت الموضوع لأنه والله مهم واختصرت منه الكثير حتى لا تملوا
لذلك اقول لكم كلماتي الاخيرة هنا( يعني بهذا الموضوع مش في المنتدى )
سلامة صدورنا مطلب شرعي يتمناه كل مؤمن يؤمن بالله واليوم الاخر
وهذا بتوحيد الله عزوجل , والاخلاص بالعمل , وافشاء السلام , وقرآة القرآن
بالبسمة ( فتبسمك بوجه اخيك صدقة ) , الهدية ( تهادوا تحابوا )
الدعاء( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا )
بحسن الظن بالناس والتماس العذر
واخيرا بالصدقات فهي تطهر القلوب وتزكي النفوس
والصيام الذي يذهب غل الصدور
اسأل الله عزوجل ان يصلح فساد قلوبنا وان يؤلف بيننا وان يرزقنا صحبة النبي واصحابه في الجنة
انه ولي ذلك والقادر عليه
استغفر الله العلي العظيم واتوب اليه
واصلي واسلم على الحبيب محمد وآله وصحبه اجمعين
اختكم في الله
دعواتكم