الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد:
فهذه أجوبة أثرية في نقض شبهات تمييعية انتشرت وراجت تولى الإجابة عنها العلامة حامل لواء الجرح والتعديل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى وقد أجاب عنها قبل سنة أو سنة ونصف تقريبا لكن لظروف خاصة طرأت على من سجَّل الأسئلة تأخر نشرها وبإذن الله سنضع المادة الصوتية لاحقا.
وما بين الأقواس إما توضيح لكلام الشيخ أو زيادة كلمة حتى يستقيم المعنى وبالله التوفيق
السؤال الأول : ما حكم الدخول في جماعة من الجماعات الدعوية المعاصرة لأجل إصلاحهم ؟ وهل صحيح أن الشيخ ربيعا كان قد دخل في حزب الإخوان المسلمين لإصلاحهم كما يزعمون؟
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه , أما بعد :
فالدخول في الجماعات البدعية الضالة أنا عندي قناعة أنه لا يجوز الدخول فيها وليس هذا هو منهج السلف , السلف رضوان الله عليهم ماكانوا يدخلون في الجهمية والمعتزلة والخوارج لأجل إصلاحهم إنما يبينون ماعندهم من الضلال ويحذرون منهم ويدعونهم إلى الله بالحكمة - بارك الله فيكم -.
- أنا – جاءنا ( جاءني ) ناس أعرف أنهم سلفيون وكانوا من أشد الناس غيرة على السلفية , ظهر لهم أنه لايمكن أن يستفيد الإخوان المسلمين إلا إن دخلنا فيهم , فدخلوا فيهم ثم طلبوا مني أن أكون معهم فرفضت ... رفضت ... رفضت ... ( ثم ) قبلت بعد مدة بشروط : أن يغير الإخوان المسلمين مناهجهم ويربّون شبابهم على المنهج السلفي وأن يُخرجوا من صفوفهم أهل البدع ولا سيما المعاندين فقبلوا هذا الشرط - بارك الله فيكم - , ولمّا وافقوا على تربية أتباعهم على المنهج السلفي قلنا لهم : اختاروا كتبا سلفية - بارك الله فيكم - حطوها ( ضعوها ) في المنهج , فاختاروا بعض الكتب السلفية ولم يذكروا كتاب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولا غيره في توحيد العبادة , فقلت لهم :
فين ( أين ) كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب ؟
قالوا : والله تعرف .. تعرف كذا ... كذا كثير من هؤلاء يعني إذا نظروا للشيخ محمد بن عبدالوهاب...
قلنا : حطوا ( ضعوا مكانه ) كتاب الصنعاني تطهير الاعتقاد ,
فقالوا : طيب .
حطوا منهج سلفي ( وضعوا منهجا سلفيا )... وافقونا حطوا منهج سلفي ( وافقونا فوضعوا منهجا سلفيا ) , ثم - بارك الله فيك - انْظُرُ ( إلى ) تنفيذهم فإذا بهم لاينفذون ...
إذا بهم لاينفذون ...
أُتَابعُهم ... أُتَابعُهم - بارك الله فيك - آملا في أن يفوا بالشروط التي أقيمت بيني وبينهم فلما رأيت أنهم يكذبون ولم ينفذوا الشروط التي بيني وبينهم تركتهم - بارك الله فيك -.
وأنصح غيري ألا ينخدع لأنهم كما يقول عليه الصلاة والسلام: " الفاجرُ خبٌ لئيم والمؤمن غِرٌ كريم" وكان ابن عمر يقول : " من خدعنا لله انخدعنا له " لكن هؤلاء تبين وانكشف أمرهم أنهم لا يقبلون الدعوة السلفية لامن أفراد من الخارج ولا................(غير واضح الكلام لكن لعل العبارة : من ناس يكونون معهم).
الشيخ الألباني مشى معهم طويلا وتظاهر كثير منهم بالسلفية ثم كشفت الأيام أنهم لايزالون على إخوانيتهم .
السؤال الثاني :ما حكم الذهاب لمراكز ومساجد المخالفين كالتبليغ والإخوان لإلقاء المحاضرات عندهم بحجة دعوتهم وإصلاحهم وماهي الضوابط للمحاضرة في مراكز وجمعيات المخالفين للدعوة السلفية؟
الجواب : أنني أخاف على من يذهب إلى هذه الجماعات في مساجدهم , أخاف أن يكون مجاملا مداهنا , والذي نعتقده في الإخوان والتبليغ أنهم لايسمحون لأي سلفي أن يبين المنهج السلفي لا في مساجدهم ولا في مدارسهم ولا في أي مكان من الأمكنة , لا يسمحون له أن يتكلم بالمنهج السلفي.
وقد يضحكون على بعض السلفيين فيمشون معهم فلايخطون معهم خطوات إلا وانقلب عليهم هؤلاء وقالوا لهم : اخرجوا من عندنا لانريد .....( كلمة غير واضحة )
طلبوا من بعض المشايخ أن يخرج معهم فخرج معهم بشروط : أن يُبين ويبنتقد الأخطاء , قالوا : أهلا وسهلا نستفيد.
فلما خرج معهم وبدءوا يتخبطون في الضلالات أمامه , قام يعلق على هذه الضلالات , فقالوا له : ارجع , فقال : بيني وبينكم أسبوع , قالوا : ارجع!
فضغطوا عليه حتى رجع بارك الله فيكم فهم لا يقبلون .
الشيخ حمّاد والشيخ العبّاد قد جلسوا معهم في بعض الندوات فلم يسمحوا لهم أن يتكلموا .
أما الضوابط في الدعوة إلى الله : هو أن يدعوا الإنسان إلى المنهج السلفي بحذافيره.
يدعوا إلى التوحيد في الدرجة الأولى ويدعوا إلى التمسك بالكتاب والسنة في أي مكان كان بارك الله فيكم .
فلو سلمنا أنه سُمِحَ لبعضهم أن يتكلم في بعض المساجد فلا يُداهِنْ ( وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ).
فيُبَيّنْ الحقَ , ولكن أنا أستبعد استبعادا كبيرا أن يسمحوا لسلفي أن يتكلم في التوحيد والسنة.
السؤال الثالث : هل الاحتياط في عدم الترويج لمن ظهرت منه مواقف وكلمات فيها نظر حتى يتضح أمره , هل يعتبر هذا الفعل صوابا أم لا؟
الجواب : ينبغي أن يكون المسلم على بيّنة من أمره وألا يقول على الله إلا الحق الواضح ولاينسب إلى دين الله كلاما مُشتبها بارك الله فيكم .
لايجوز هذا أبدا.
لا يتكلمُ إلا بما يعلمُ ويستيقن أن هذا حق أما أن يتكلم في أمرٍ مشبوه وأمر فيه اختلافات وأمر فيه كذا وقد يكون الراجح مع المخالف فينشر المذهب المرجوح المخالف.
هذا ضلالٌ ونسأل الله العافية ولايجوز لمسلم أن يفعل هذا.
السؤال الرابع : ما الواجب إذا اختلف أهل العلم في جرح أو تعديل شخص أو جماعة أو جمعية ؟ ومتى يجوز الأخذ بأحد القولين ؟ وهل لصاحب أحد القولين ومن أخذ به إلزامُ أصحاب القول الثاني؟
الجواب : الواجب إذا اختلف أهل العلم في شخص أو جماعة أن نسلك الطريق الصحيح بارك الله فيك.
إذا كان العالم الذي انتقد شخصا من أهل السنة المعروفين بالتمسك بالكتاب والسنة ومن العلماء بالجرح والتعديل : جَرَح شخصا فعارضه آخر وزكّى هذا الشخص الذي جُرحَ من أخيه فإن الطريق الصحيح أن نطلب من الجارح أن يُفسّر جرحه , فإذا فسّر جرحه بما هو جرحٌ فإنه يجبُ قبول جرحه ولو خالفه عشرات العلماء لأن الذي يُزكي إنما يبني على الظاهر والذي يجرح يجرح بعلمٍ والعلمُ يُقدم على الجهل ولاشك , فذاك يجهل حال ذاك المطعون فيه المجروح وهذا علم من حاله بالمخالطة وبالدراسة وبالاستقراء فَقَدَّمَ الجرحَ – بارك الله فيك – بعلمٍ فهذا يُقدم جرحُه على الذي يُزكي ولا يُطعن في المُزكّي إذا كان سلفيا أما إذا كان المعارض من أهل الأهواء فلا عبرة به ولا يُلتفت إليه وقد يُبدّع إذا دافع عن هوى ودعا إليه .
الجماعات مثلا , الآن أهل السنة والجماعة في مشارق الأرض ومغاربها على تضليل الإخوان المسلمين والتبليغ وأنهم أهل بدع وحذروا منهم وعلى رأس هؤلاء العلماء وطلاب العلم في مشارق الأرض ومغاربها العلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين والعلامة الفوزان والعلامة اللحيدان والعلامة الغديان والعلامة صالح آل الشيخ والعلامة التويجري وغيرهم.
ضلّلوا هؤلاء وحذروا منهم وبينوا فساد منهجهم فلا يعارضهم إلا مبتدعٌ ضالٌ صاحب هوى كأبي الحسن الضال المتبع لهواه الذي يمجد جماعة التبليغ والإخوان المسلمين ويدافع عنهم ويحارب أهل السنة من أجلهم ويسمّي جماعة التبليغ والإخوان المسلمين يصفهم بأنهم أهل السنة ومن أهل السنة ويصف القطبيين بأنهم سلفيون ويصف السواد الأعظم بأنهم سلفيون فمثل هذا الضال المضل صاحب الأصول الفاسدة والمعارضات الخطيرة لأهل السنة لا يُلتفت له ولا يُلتفت إلى من يمدحه أو يُزكّيه.
السؤال الخامس : ما الجواب على من يقول : إن كثيرا من المشايخ السلفيين المعاصرين ينهجون في ردودهم على بعض المعاصرين منهج التسرع والإسقاط لا منهج النصح والإرشاد فلا يراعون حال المردود ولا يتلطفون معه لكسبه وكسب اتباعه؟
الجواب : هذا من التشويه الظالم لأهل السنة , أنا أضرب مثالا بنفسي : لقد صبرت على عبدالرحمن عبدالخالق اثنتي عشرة سنة وصبرت على أهل إحياء التراث قرابة عشرين سنة أو عشرين سنة وصبرت على عدنان عرعور سنوات وصبرت على المغراوي سنوات لاأحصيها وصبرت على أبي الحسن سبع سنوات أناصحهم باللطف! وأناصحهم باللطف! وأناصحهم باللطف! وصبرت على علي حسن وسليم وإخوانهما سنوات لاتقل عن عشر سنوات أناصحهم باللطف فيما بيني وبينهم هذا مثال .
ومن هو الذي يتسرع من السلفيين في الطعن في سلفيين ؟!
من الذي يتسرع ؟!
ليُبين هذا الظالم من هم المتسرعون وكيف كان تسرعهم؟
ثم إن السلف لا يشترطون النصيحة , إذا بلغهم عن شخص ضلال يقولون : ضال.
والسلفيون هنا لضعف حال السلفيين يصبرون ويناصحون ويناصحون ويناصحون ويناصحون وأنا واحد منهم بارك الله فيكم.
ومع هذا فلاتجدي النصائح ولاتثمر في هؤلاء لأن لهم أهدافا ولمن ورائهم أهداف – بارك الله فيك – يرمون إليها لا يمكن أن يتراجعوا عن هذه الأهداف حتى يحققوها وهي إسقاط المنهج السلفي وأهله والإعلاء من شأن أهل البدع والضلال.
السؤال السادس : ما تعليقكم على من يقول : لا يمكن جمع الناس على دعوة سلفية صافية مئة بالمئة بل لابد من غض الطرف عن بعض من عنده أخطاء مع بيان الأخطاء وردها حتى تنتشر الدعوة السلفية كما قد وجدت أخطاء عند كثير من العلماء عبر التاريخ فبين أهل العلم أخطائهم ولم يشنعوا عليهم؟
الجواب : الأخطاء قسمان :
- أخطاء اجتهادية في مجالات الاجتهاد فهذه تُغتفر لمن يقع في هذه الأخطاء ويُعتذر لهم ويجب على المسلم أن يُنصفهم فيقول : إن لهم فيما أصابوا فيه أجران وفيما أخطئوا فيه أجر واحد
- أما إذا كانت الأخطاء في بدع وضلالات وأصول فهذه لايجوز أن نسميها أخطاء وإنما هي ضلالات والسلف الصالح بارك الله فيك ما يتميعون هذا التميع الذي يقوله بعض الناس , أحمد بن حنبل يبلغه عن فلان أنه وقع في القول بخلق القرآن فيقول : جهمي , بلغه أنه يتوقف في القرآن هل هو مخلوق أم غير مخلوق فيقول : هذا جهمي ويبدعه ويحذر الناس منه ولم يقابله ولم ينصحه وكم وكم من أشخاص يبلغه عنهم الضلال فيدين لهم بضلالهم, فهذا المنهج الجديد الآن الذي يعارض السلفيين مع صبرهم ونصحهم هذا منهج متميع لايحترم المنهج السلفي وإنما يريد أن يلبس على الناس ويدخل في أهل السنة من ليس من أهلها من أمثال : أبو الحسن والمغراوي وعدنان عرعور وأمثال هؤلاء ومحمد حسان وغيرهم.
فهذا تمييع مخالف لمنهج السلف , يجب أن نسمي الضلال ضلالا كما نسمي الحق حقا ونسمي الأخطاء أخطاء والأخطاء كما ذكرتُ لكم , الاجتهادية هذه نتسامح فيها والسلف يعذر بعضهم بعضا فيها ويعتقدون أن لهذا الشخص الذي وقع في الخطأ أن له صواب وأن له فيما أصاب أجران وفيما أخطأ أجر واحد.
هؤلاء الآن أبو الحسن وعدنان عرعور الذين شقوا صف السلفيين , هؤلاء ليسوا بعلماء وليسوا من أهل الاجتهاد وأخطائهم ليست في مجالات الاجتهاد ؛ أخطائهم في تأصيلات تهدم الأصول السلفية وتحارب أهلها مثل : المنهج الواسع الأفيح الذي يسع أهل السنة والأمة كلها , نصحح ولا نجرح , كل هذه محاماة لأهل البدع , أبو الحسن اخترع عشرين أصلا وعدنان اخترع أصولا وهو السابق لأبي الحسن وأبوالحسن قلّده ثم زاد عليه.
فهذه ليست أخطاء اجتهادية تحتاج إلى الصبر وتحتاج إلى أن نسميها أخطاء وأن أهلها مخطئون ؛ هذه ضلالات مؤصلة وحماية لأهل البدع : يدافع عن سيد قطب وعن الإخوان المسلمين وعن جماعة التبليغ وعن أهل الضلال – بارك الله فيكم – والذي يسلك هذا المسلك يُبدّع ولايُعتبر من أهل السنة أبدا.
وفق الله الجميع.
السؤال السابع : هل شروط التبديع مماثلة لشروط التكفير أم بينهما فرق ؟
الجواب : قد يقول بعض العلماء أنه لا بد من إقامة الحجة على من يقع في مكفر أو يقع في بدعة لكن أنا عندي تفصيل وأخذتُه من منهج السلف .
فمن وقع في بدعة خفية تخفى حتى على بعض العلماء فهذا لا يُبدع وأما من يقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو تعطيل صفات الله أو القول بإنكار رؤية الله أو ماشاكل ذلك من الأمور العقدية التي تواترت أدلتُها وشاعت وانتشرت بين الأمة فإن الذي يقع في واحدة من هذه يُبدع ولاكرامة له , خاصة إذا كان يدعي السلفية ثم يعلن علينا واحدة من هذه الأشياء الواضحة ويقول: إنها حق !! لانتردد في تبديعه ولايُشترط إقامة الحجة عليه.
السؤال الثامن : ما ضوابط نصيحة المخالف لمنهج السلف ؟ وهل للنصيحة مدة محدودة ؟
الجواب : المخالف لمنهج السلف يُدعى بالحكمة والموعظة الحسنة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } ندعوه بهذا الأسلوب ونسوق الأدلة على بطلان ما هو عليه من ضلالة أو ضلالات .
نبين له , فإذا تبين له هذا وعاند فهذا يُبدع ويُحذر منه.
ولاتُشترط مدة محددة للنصيحة , مرة .. مرتين تكفي.
السؤال التاسع: ما شروط قبول توبة أهل البدع؟ وهل تنطبق على الحزبيين والمتلونين في هذا العصر؟
الجواب : الله تبارك وتعالى يقول : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } ويدعو إلى التوبة , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله ليفرح بتوبة التائب كما يفرح أحدكم كان له دابة فأضلها ثم قال تحت شجرة فأفاق فإذا هي عند رأسه فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك " فالله أشدُّ فرحا من هذا بتوبة عبده , ونحن والله نفرح بتوبة التائبين ونتمنى أن يتوب الناس أجمعون ؛ أن يتوب أهل البدع وأهل الضلال وأن يتوب اليهود والنصارى , نحب هذا.
لكن إذا عرفنا من الشخص من خلال كلامه وتصرفاته أن توبته غير صحيحة فهذا يُحْذر منه بارك الله فيكم , وإذا بدا من توبته أنه صادق ناصح فهذا والحمدلله لايحتاج تأجيل , يمشي معنا ولاشك لكن إذا بقي من تصرفاته ومواقفه مايدل على أن توبته غير صحيحة فهذا يُحذر منه.
عمر رضي الله عنه , كان صبيغ يأتي ببعض المتشابهات يسأل عنها وبلغ ذلك عمر فلما جاء قام إليه وضربه ضربا مبرحا ثم سجنه ثم أخرجه مرة ثانية من السجن وضربه ثم أخرجه مرة ثالثة وضربه فقال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد أن يخرج مافي رأسي فقد خرج وأن أردت أن تقتلني فأحسن قتلتي , فأمر بنفيه إلى العراق وأمر بهجرانه سنة فكان لايقربه أحد كالجمل الأجرب ثم لما ظهر حسن توبته –بارك الله فيك- أمر عمر رضي الله عنه الناس أن يختلطوا به.
وقد يختلف حال بعض الناس , قد يظهر من توبته الصادقة من أول يوم فهذا نُخالطه ونعاشره ولانأخذ الحذر منه وإذا كان يظهر منه التلاعب فهذا نبقى على حذر منه حتى إما أن تظهر منه التوبة النصوح وإما أن تظهر عادته وبدعته التي كان عليها حينئذ نتصرف بناء على واحد من هذين الموقفين.
السؤال العاشر : هل من منهج السلف السكوت على دعاة أهل البدع مراعاة لبعض المصالح ؟ وكذلك السكوت عن تبديع المبتدع والتحذير منه مراعاة للمصلحة؟
الجواب : لايجوز السكوت , لابد من بيان الباطل يحكي شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على وجوب الإنكار على أهل البدع والضلال , لايختلف السلف في ذلك لكن البيان يكون بالأدلة والبراهين وأما السكوت لمصلحة !! فهذه مفسدة أرجح ! ما المصلحة التي تتحقق من السكوت ؟ لايتحقق إلا انتشار الفساد والضلال , ............. فالمفسدة من انتشار بدع هؤلاء الذين تسكت عنهم لاسيما ولهم جماعات ولهم وسائل لنشر بدعهم , ينشرونها في الأشرطة وفي الكتب وفي المواقع وفي كذا وكذا وأنت تسكت وتتظاهر بالحكمة ! هذا تلاعب بارك الله فيك.
فالواجب أن نبين هذا الباطل – بارك الله فيك – كما قال صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " اللهم إلا إنسان غريب في أمّة ضالة ولايستطيع أن يواجههم فهذا يُعذر وله أن يأخذ بالسكوت أما والمجال مفسوح للكلام والمتكلمين فلايجوز لهم السكوت – بارك الله فيكم – وإلا يكون هذا من تقرير المنكرات وتقرير البدع والضلالات والله يقول : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} فلنكن من خير أمّة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر , وأنكرُ المنكرات : الشرك والبدع فلابد من إنكارها – بارك الله فيك – إلا إنسان غريب ضعيف في مكان لايستطيع أن يتكلم فهذا قد يُعذر , إذا تكلم قتلوه أو سجنوه أو صادروا ماله فهذا يُعذر وأما والمجال مفسوح للكلام لاسيما والوسائل كثيرة – الآن - للبيان فعلى المتمسكين بالكتاب والسنة أن يبينوا ضلال الضالين وانحرافات المنحرفين ..
انتهت الأسئلة والحمدلله