بسم الله الرحمن الرحيــيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الخطيب البغدادي -رحمه الله تعالى- كما في الصفحة الثامنة عشرة من طبعة مكتبة المعارف التي هي من تحقيق العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى-, قال: " فإني أوصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في طلبه, وإجهاد النفس على العمل بموجَبه, فالعلم شجرة والعمل ثمرة, وليس يعد عالما من لم يكن بعلمه عاملا, وقيل: العلم والد والعمل مولود, والعلم مع العمل, والرواية مع الدراية, لا تأنس بالعمل مادمت مستوحشا من العلم, ولا تأنس بالعلم مادمت مقصرا في العمل, ولا تجمع بينهما وإن قل نصيبك منهما, وما شيء أضعف من عالم ترك الناس علمه لفساد طريقته, وجاهل أخذ الناس بجهله لنظرهم لعبادته والقليل من هذا مع القليل من هذا أنجى في العاقبة - والقليل من هذا مع القليل من هذا أنجى في العاقبة، يعني القليل من علم مع القليل من العمل أنجى, إما أن يوجد علم كثير بلا عمل فإنه يكون حجة على صحابه، وأن يوجد عمل كثير بلا علم فإنه يكون وبال على صاحبه, لأنه يكون عملا على جهل, فيقع غالبا في البدع وفي المحدثات, لأنه عمل على غير علم, فعلم كثير بلا عمل وبال, وعمل كثير بلا علم وبال كذلك عل صاحبه- , إذا تفضل الله بالرحمة وتمم على عبده النعمة, فأما المدافعة والإهمال وحب الهوينى والإسترسال, وإيثار الخفض والدعة, والميل مع الراحة مع السعة, فإن خواتم هذه الخصال ذميمة, وعقباها وخيمة, والعلم يراد للعمل, كما العمل يراد للنجاة, إذا كان العمل قاصرا عن العلم كان العلم كَلاً على العالم".
آداب و أخلاق طالب العلم للشيخ أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري حفظه الله ( المجلس العاشر)