الفصول الأربعة و همسات هادئة
________________________________________
في غابة كثيرة الأشجار
فيها بيوت معدودة
من أعلى جبالها ترى نسيم البحر
لها جو رائع
وفي أحد الليالي بدأ متجول بسؤال هذه الغآبة
ماذا يتغير فيكـ؟
قالت له نم على ظهري وتخيل معي
غاس المتجول في نومه وبدأ يرى حديث الشجرة
بدأت تحكي:
قالت إن الربيع يلوم الخريف قائلا له
أنت تسقط الأوراق وتيبسها
وترسم ملامح الكئابة على غابتنا الجميلة
يرد عليه الخريف
ولكنـ تخدعهم وهم يتجولون ويحلمون بألوانكـ المزيفة
قوس قزح الذي يرى للناس ما هو إلا خيال كاذب
ونسيمكـ البارد الذي يصيب أجساد هؤلاء المغدورين
أم أنكـ تحسب نفسك لست مذنب.
نطق لهما الشتاء حكما لكلامهما
قال أيها الخريف لا تنسى أني أزين بقاياك بعواصفي
وأصنع لكـ المجد بالقضاء على صفرة جوكـ ببياض ثلجي
وأنت أيها الربيع
لا تنسى أني أنا من يرعى زهوركـ الملونة التي يعشقها المتجولون
وأنا الذي أبسط لكـ النسيم البارد لكي لا يشعروا بالحر الدائم
أنصف بينكـ وبينه فقدما لي اعترافكما
انحنيا الخريف والربيع وقبل أن يكملا....!
أمرهم زعيم جديد إلى من...!
هل نسيتم من يترجاه المتجولون بالقدوم
هل تجاهلتم ذلك الإستجمام الذي يتمتع به غيركم في رحمي
أنا الذي أضع لهم بساط السباحة
يرتاحون من أعبائهم في عنايتي
يشتاقون لنظراتي في كل سمر
ماذا بكم...!
قطبوا من حاجبهم ورفضوا الإعتراف به
قال معناه تحدي..؟!
قالوا خذ بيدكـ يا هذا
قال لهم أنا الصيف صاحب الشمس المشرقة
أعطوني أجود ما عندكم من تحدي
أخذ الشتاء المعتركـ ردا عليه
أنا من ينحنى لي وليس لغيري..
ضرب يده في السماء
فهاجت الأعاصير تصفر وتعصف
فارتجف الخريف والربيع وفرحا لقوته
فأطلق له الصيف شيئا من شمسه الهادئة
فقتلت ذلكـ الهول العظيم
رفع يده الثانية فانفجرت عاصفة الثلوج
ضاعف الصيف من شمسه فأذابت ذلكم الثلج
وأصبح ماءا يسقي زهور الربيع
وزاد في قوته فحرق بقايا ورق الخريف
فنظروا إليه نظرة الأسف والليون
يردون منها الإعتذار
فقال..!
لا لا لاتعتذروا
فهناكـ من خلقني لأفعل هذا وليس ما بيدي إلا بما أمرني ربي
وإنما نحن هنا لنري المتجولين قدرة من سيرنا
ووضعنا لنحافظ على اتساق هذه الغابة
لا أحدثكم كذبا
أحدثكم صدقا يبزخ مثل الشمس التي أنير بها عليكم
هل في ذلك مزيد..؟!
قالوا لا..وإنما دعنا نقول..
سبحان الله لا حول ولا قوة إلا بالله
أفاق المتجول من نومه منذهلا..
قالت له الغابة ما بكـ..
رد مستغربا..
الفصول الأربعة إعترفت بمدبر شؤون هذ الكون
هل إعترف كل المتجولين بذلك؟!
ردت عليه قائلة:
أنت واحد منهم إسأل نفسكـ
إذا اعترفت احمل رسالتكـ لبقية أصدقائكـ...
غادر مستغربا في نظرة الغابة المتبسمة!
ماذا فعل في رأيكم
-
-
-
-
-