جحيــم الأم

جحيــم الأم


تمخض الجبل فولد فأراً ، هكذا أنتجت الليبرالية والعلمانية والعصرانية والماسونية واليهودية وغيرها من الديانات الشهوانية والمحرفة !!؟ هكذا أنتجوا لنا من زبالة أفكارهم عيداً ، أسموه زوراً وبهتاناً عيد الأم ، الذي هو بمثابة جحيم لهذه الأم المسكينة المكلومة ، عندما يأتيها هذا العاق أو هذه العاقة ساعة من نهار ، ليحرق قلبها بوردة ذبلت قبل أن تقطف ، لتتذكر هذه الأم المحروقة ، عقوق سنة كاملة ، بل سنوات بأكملها ، فتذرف الدمع دماً ، ويعتصر قلبها حسرة وألماً ، على عقوق أبنائها الذين لا يتذكرونها في العام الكامل إلا ساعة من نهار ، بوردة باهتة يضعونها في يدها أو يقذفونها إليها ، أو برسالة ملؤها العقوق ، ونكران الجميل ، امتلأت بكلمات جامدة باهتة ، بائسة تنطق بكل وضوح وتقول : أيتها الأم ، هذا الشخص الغريب البعيد كان في يوم من الأيام ابناً لك ، رسالة لا تعرف معنى الحب ، ولا تتذوق طعم البر ، بل تحمل في طياتها كل أنواع العقوق ، ونكران الجميل .


فهذا العيد المزعوم لا يمثل لها أي نوع من أنواع الفرح ، بل يحمل في طياته العقوق ، والبؤس ، وقسوة القلب ، وانتكاس الفطرة ، وظلم الحياة المادية ، التي أفرزتها الثقافة الليبرالية .


إن الأم وجودها عيد ، ورؤيتها عيد ، والجلوس معها عيد ، وكل لحظة تراها فيه فهي عيد ، وهل هناك أجمل من ابتسامة الأم وهي تضحك أمام ناظريك ، هل هناك عبادة أعظم من بر الأم ، وهي محتاجة إليك .


إن الذي لم يتذوق طعم بر الوالدين ، لم يتذوق الحياة ، والذي لم يخفض جناحه لوالديه يوماً من الأيام ، لم يتعرف على التواضع ، والذي لم يسمع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " ففيهما فجاهد " لم يعرف معنى الرحمة ، والذي لم يستمتع بابتسامة والديه ، لا يعرف معنى الابتسامة ، هكذا علمنا الإسلام ، وارتقى بتعاملنا ، واحترامنا ، وتقديرنا ، وبرنا بوالدينا ، أما الليبرالية المادية فقد علمت أتباعها بأنها لا مانع أن يقتطع الصعلوك من وقته دقائق معدودة في العام الواحد ليقول لأمه في عيد الأم : ( تذكرتك يا ماما !!! ) ، لا بارك الله فيهم ، ولا في ثقافتهم المشؤومة .


أسأل الله أن يحفظ الأمة من شرور المفسدين الليبراليين ، وأسأله تعالى أن يرحم أبائنا وأمهاتنا كما ربونا صغاراً ، والله غالب على أمره ، ولكن المنافقين لا يفقهون .


كتبـــه

د. خــــالــــد بـــن سليمـــــان الـــدايـــــل