بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** نعمة السكن **
البيت المسلم
نعمة من نِعَم الله - تعالى - على عباده في هذه الحياة، أنْ هيَّأ لهم البيوت،، وجعلها سكنًا ورحمةً، ولباسًا وموَّدة، يتفيَّأ المسلم خلالها عن الحر, ويستدفئُ بها من البرد، وتسترُه عن الأنظار، وتحصنُه من الأعداء.
قال - سبحانه وتعالى - (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا )
ومن تمامَ نِعَمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت، التي هي سكن لهم، يأوون إليها ويستترون، وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع
لقد جعل الله تعالى - البيوت سكنًا يأوي إليها أهلُها، تطمئنُّ فيها النفوسُ, وتأمنُ فيها الحرماتُ، وتسترُ فيها الأعراض، ويتربَّى في كنفها الأجيال، وهو سبحانه وتعالى - يريد بذلك من البيوت أن تكون قلاعَ خيرٍ ومحبةٍ ووئامٍ، وحصونَ برٍّ وحنانٍ وأمانٍ, وديارَ خيرٍ وفضيلة وإحسانٍ
ويدرك المسلم - قدرَ نعمة السكن والمأوى، حينما يرى أحوال مَن سُلبوا هذه النعمةَ، من المشرَّدين واللاجئين من إخواننا , الذين يعيشون في الملاجئ، أو على أرصفة الشوارع، حينها يعلم يقينًا معنى التشتُّتِ والحرمان، الناجمينِ عن فقد السكن والمأوى.
كما يدرك المسلم هذه النعمةَ عندما يرى إخوانه
من العالم الإسلامي، لا يجدون ملجأً ولا مسكنًا كريمًا، يعيشون بلا راحةٍ ولا هدوءٍ، ولا سعادةٍ ولا اطمئنانٍ،
لقد سعى الإسلام سعيًا حثيثًا لإصلاح الأسر والبيوت، وبدأ ذلك بالأسس التي يتكوَّن منها البيت المسلم، وفي مقدمة ذلك اختيارُ الزوجة ذاتِ الصلاحِ والدينِ؛ لأنها - أهمُّ عوامل الإصلاح للبيت بعد الرجل؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(تنكح المرأة لأربعٍ0 لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربتْ يداك) ، وقال - عليه الصلاة والسلام -(الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة)
أرشدَ الإسلام الأولياءَ إلى اختيار الزوج الصالح، ذي الخُلقِ القويم، والدين المستقيم؛ قال - صلى الله عليه وسلم -(إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ خُلقه ودِينه، فزوِّجوه، إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريضٌ)
وباجتماع الزوج الصالح والزوجة الصالحة، يُبنى البيتُ الصالح بإذن الله تعالى
كما أمر الإسلام بإحياء البيوت بذكر الله تعالى - وإن بيتًا يُنشَّأ على طاعة الله يكون بيتًا إيمانيًّا، يعظُمُ ثوابُ أهله، ويصفو عيشهم
كما بيَّن - صلى الله عليه وسلم - الفرقَ بين البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيتِ الذي لا يُذكر الله فيه، فقال (مَثلُ البيت الذي يُذكر الله فيه، والذي لا يذكر الله مَثلُ الحي والميت)
وكم من بيوت ميتة؛ بل هي في الحقيقة مأوى للجن والشياطين، بعيدةٌ عن ذكر الله، مليئةٌ بالفساد والمنكرات، لا يُسمعُ فيها إلا مزاميرُ الشياطين، وأصواتُ المطربين والمطربات
قال صلى الله عليه وسلم -(ليكوننَّ من أمتي أقوام يستحلُّون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف)إياكم والغناءَ؛ فإنه يَنقص الحياءَ، ويزيد الشهوة، ويهدم المروءة، واالاستماع إلى الأغاني فسق
والمرأة التي تخرج للعمل وتترك الأولاد، لتربيهم الخادمات، ويرعاهم السائقون ويقومون عليهم، فالخادمات مصدر خطر على الأطفال، فبعضهم تَعلَّم صلاةَ النصارى من الخادمة، ومهما بلغ حرص الخادمة على تربية الأولاد، فلا يمكن أن يبلغ حرص الأم، خادمةٌ في أحد البيوت تتعاطى السحر والشعوذة، وتضر بأهله، أخرى تعذب الأطفال, وثالثة تسمم الطعام، ناهيكم عن جرائم القتل، وهتك الأعراض كما أن الذهاب مع السائق بدون مَحرَم - خلوة محرَّمة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -(لا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثَهما)
البيت المسلم متميز في إسلامه، يوالي ويحب في الله، ويعادي ويبغض في الله، ولا يتشبه بأعداء الله، ولا يقلِّدهم,
اعلموا أن بيوتكم أمانة في أعناقكم، استرعاكم الله على مَن فيها مِن الزوجات والأولاد، والله سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعى- فيا خيبةَ مَن ضيع الأمانة، وأساء التربيه ..
منقول للفائدة