العبادة و أنواعها
إن الحمدلله نحمده و نستعين به و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبدالله و رسوله . أما بعد ...
يقول الله سبحانه و تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
ويقول عز وجل ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )
ويقول سبحانه و تعالى ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )
والآيات المحكمات في ذكر العبادة ووجوب إفراد الله بها كثيرة و ليس هذا محل حصرها .
و من السنة :-
1-عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟)) فقال معاذ: قلت الله ورسوله أعلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا)) رواه البخاي و مسلم
2-عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار)) رواه البخاري
3-عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار)) رواه مسلم
و الأحاديث في ذكر العبادة ووجوب إفراد الله بها كثيرة و ليس هذا محل حصرها .
بقي الآن معرفة معنى العبادة و أنواعها
تعريف العبادة :- هو أسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة .
و أنواعها :-
تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي :-
1- عبادة اللسان :- كقراءة القرآن والأذكار و إلقاء الدروس و الخطب المفيدة ...... و غيرها
2- العبادة الظاهرة :- الصلاة و الحج و الذبح و الزكاة ........و غيرها كثير و معنى ظاهرة هي أن الناس تراك و أنت تفعل هذه العبادة
3-العبادة الباطنة :- الدعاء و الخوف و الرجاء و المحبة ....... و غيرها . و معنى باطنة أي لا يعلم بها إلا الله
فمما سبق من توضيح معنى العبادة و أنواعه و بيان عدم جواز صرفها لغير الله و من يفعل ذلك فهو مشرك شرك أكبر مخرج من الملة ( بعد أن تقام عليه الحجة و تتحقق الشروط و تنتفي الموانع )
و لو لاحظة أخي القارئ قول الله تعالى (فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) ذكر الله سبحانه ان من أراد لقاء الله يجب أن تتوفر في هذه الشروط ( يستثى من ذلك المجنون و غيره ) :
الأول :- ( فليعمل ) دل على وجوب العمل و بذل الأسباب و تبقى رحمة الله هي المدخلة للجنة
الثاني :- ( عملا صالحا ) لم يقتصر الله سبحانه و تعالى على قول ( عمل ) و لكن ألزمه ( صالحا ) و شروط العمل الصالح هما شرطان :-
1- الإخلاص :- أي أن تكون العبادات خالصة لله سبحانه و تعالى
2-المتابعة :- أي أن تكون العبادة كما فعلها النبي صلى الله عليه و سلم
الثالث :- ( ولا يشرك ) هو أن تجعل لله ندا و هو الذي خلقكو هو صرف العبادة لغير الله
الرابع :- ( بعبادة ربه أحدا ) نكرة في سياق النهي، فتكون عامة لكل أحد .
هذا شرح بسيط جدا لمعنى العبادة و أنواعها و بيان عدم جواز صرف شي منها .
هذا و الله تعالى أعلم و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
كتبه أخوكم بدر البراك