علماء السلاطين وعملاء الشياطين

علماء السلاطين وعملاء الشياطين
العكَّام - مفتي حلب - أنموذجاً في تطاوله على الشيخ عائض القرني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسّلام على سيّد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :

فإنَّ الثّورة السوريّة المباركة قد كشفت حقيقة كلّ منافق ومأفون، وكلّ
متاجر بالدّين ممّن ابتلانا الله عزّ وجلّ بهم من علماء السلاطين وعملاء
الشياطين الذين دلّسوا على النّاس دينهم، وزيّنوا للظّالم ظلمه يشترون بذلك
عرضاً من الدّنيا زائلاً قال تعالى:" فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ
وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ
سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ
يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَلاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللَّهِ
إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ
لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ". فكانوا بئس العلماء على
موائد الأمراء الظّلمة يشّرعون لهم ظلمهم، ويباركون لهم سفك الدّماء
الطّاهرة بفتاوى يفصّلونها لهم على مقاسهم فيأخذون عَرَضَ هذا الأدنى،
ويدَعون الحقّ وأهله، ويقلبون الحقائق ويزيفون الوقائع فيغترّ بفتواهم
الجاهل، ويفتن الضعيف. وقد اعتمد النظام الأسدي المجرم على أمثال هؤلاء
المحسوبين على العلم الذين باعوا دينهم بثمن بخس، ومن كان منهم عنده علم
فهو مثل بلعام بن باعوراء العالم اليهودي الذي باع دينه بدنيا غيره ، والذي
صار الشيطان من أتباعه قال تعالى كاشفاً حقيقة هؤلاء :

"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ
مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ
شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ
يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
(176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ
يهدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ".

ولقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء أشدّ التحذير، فعن أَبِي
تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، يَقُولُ: كُنْتُ
مُخَاصِرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِلَى
مَنْزِلِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَى
أُمَّتِي مِنَ الدَّجَّالِ " فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَدْخُلَ، قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، أَيُّ شَيْءٍ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتِكَ مِنَ الدَّجَّالِ؟
قَالَ: الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ".

إنّ هؤلاء الأئمّة
المضلّون الذين اشتراهم النّظام، وسلّمهم الشؤون الدينيّة في سوريّة كان
لهم دور تخريبي كبير على المستوى الدّيني والدنيوي، ومن ذلك ترويجهم
للمذهب الشّيعي الرافضيّ فنشروا كتبهم بلا ثمن وأنشأوا الحسينيات
وباركوها، وعقدوا فيها المحاضرات المضلّلة لتشييع أهل السنّة أمثال مفتي
النّظام الأسدي أحمد حسون، ومفتي مدينة حلب محمود عكّام الذي تطاول
مؤخّراً على الشيخ الدكتور عائض القرني الذي وقف مع الثورة السوريّة
المباركة، ودافع عنها، وناصر أهلها، وأفتى على قناة العربيّة بوجوب قتلِ
بشار الأسد بل جعله أوجب من قتل الإسرائيليين أمثال شارون فما كان من
العكّام إلا أن اختار موقع قناة الحقد الصفويّ - المنار - ليرسل من خلاله
سهامه المسمومة تجاه من يريد حماية المسلمين والدفاع عنهم من هجمة بربرية
صفويّة حاقدة تريد أن تجعل من المسلمين عبيداً عند عائلة الأسد وأذنابهم،
وفيما يأتي ردٌّ الهيئة على هذا المتطاول الأثيم: يقول العكّام: "فتاوى
إراقة دماء المسلمين لا تصدر عن مفتٍ بل عن مفتن... وهؤلاء هم أبواقٌ
لإسلام نفطيّ خليجيّ".ونقول له: إنّ من يفتي بإراقة دماء المسلمين
المعصومين هو أنت وأضرابك أمثال البوطي والحسون ممّن أعمى الله أبصارهم عن
دماء المسلمين، وبصائرهم عن رؤية الحق.
وإنّ المفتن هو الذي يدافع
عن الطاغية بشّار الأسد الذي يأمر بسفك الدّماء، وهتك الأعراض، قال
تعالى:" إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ
بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ
خَصِيمًا"، وإذا كان الشيخ عائض القرني -حفظه الله- بوقاً لإسلام نفطيّ
خليجيّ، فأنت بوقٌ لإسلام رافضيّ نصيريّ طائفيّ خبيث.

وهل
المسلمون في الخليج يتساوون مع الذين يزعمون أنهم مسلمون وهم نصيريون روافض
لا علاقة لهم بدين الإسلام الحقّ لا من قريب ولا من بعيد ؟!!! ثمّ إنّك
أيها المنافق العليم اللسان لا تستطيع الردّ على فتوى الشيخ القرني في وجوب
الجهاد بسورية وإهدار دم بشّار ردّا علميّاً، ولكنّك تطلق التّهم جزافاً
دون دليل ولا برهان.

وإنّ من يتشدّق بهذا الكلام يدلُّ على
أنَّه لم يفقه الإسلام الذي أنزله الله تعالى على قلب سيّدنا محمد صلى
الله عليه وسلم أصلاً، ولو فقهه لما وضع يده بيد زنديقٍ قاتلٍ كاذبٍ
مخادع.

يقول العكّام: "إنّ إصدار فتاوى تصبّ بإطار إراقة دماء المسلمين، ودعوتهم للتشاحن والتباغض لا تصدر عن مفتٍ بل عن مفتن". ونقول له:

أمّا قولك: "فتاوى تصبّ بإطار إراقة دماء المسلمين" فيوجّه الكلام لك
ولأمثالك من أزلام النّظام الذي يستبيح بفتاويكم كلّ حرمات المسلمين
مخالفين بذلك الأدلّة الشرعيّة التي تنصّ على حرمة قتل الأنفس، وانتهاك
الأعراض. قال صلى الله عليه وسلّم: "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ
يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ
حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ".

وهل يتقلّد منصب
الإفتاء في سورية إلا رجلٌ رَضِيت عنه جميع الفروع الأمنيّة، ووثقت بولائه
لهذا النّظام ممّن عُرف بدفاعه عنه -إلا من رحم الله- ولستَ وصاحبك الحسّون
ممّن رحم الله؟!!!

إنَّ الذي يعتدي على دماء وأعراض وأموال
المسلمين إن كان مستحلاً لها فهو مرتدٌّ وهذا هو الحاصل في سوريّة ، وإن
كان غير ذلك فهو مرتكب أكبر الكبائر، ونحن لا يجوز أن نسلِّم رقابنا له،
بل يجب علينا الدفاع عن أنفسنا بكل ما أوتينا من قوة. قال تعالى
:"وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا
تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ".

وعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَتَانِي رَجُلٌ
يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟، قَالَ: "لَا تُعْطِهِ مَالَكَ"، قَالَ:
أَفَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِيَ؟، قَالَ: "فَقَاتِلْهُ" ، قَالَ:
أَفَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟، قَالَ: "فَأَنْتَ شَهِيدٌ"، قَالَ:
أَفَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟، قَالَ: "هُوَ فِي النَّارِ".

يقول العكّام: "هذا – أي الفتوى بقتل بشار وأنّه أوجب من قتل
الإسرائيليين- ليس الإسلام، بل هذه سياسة أُلبست زوراً لبوس الإسلام. هؤلاء
هم أبواق لإسلام نفطيّ خليجيّ لا يعرف إلا أميركا والمناصب والكراسي".

ونقول له: ما قاله الشيخ الدكتور القرني هو الصواب عينه ، وقد قاله سائر
علماء المسلمين بسورية وخارجها، ولكنَّ العكّام يُغمِض عينيه، ويُصِمُّ
أذنيه عن سماع الحقّ، ويتبجّح بما يستجلب به سخط الله في سبيل إرضاء هذا
النّظام المجرم.

وإذا كان هؤلاء أبواقاً، فبم تصنّف نفسك يا من
تناصر الطاغية بشار الأسد؟!! الذي يحمي ظهر اليهود ثم يتشدّق بالممانعة
والمقاومة الكاذبة. وإذا كانوا هم أصحاب إسلام نفطيّ فأنتم يا من استحللتم
دماء المسلمين أصحاب كفر صريح، ورفض محض، وجاهلية جهلاء.

يقول
العكّام في معرض المقارنة بين الشيخ الدكتور عائض القرني وبين حسن نصر
الله: "هذا حسبه أنّه هو، وحسب السيّد حسن أنه السيّد.. وينطبق على هذا
المثل القائل: أين الثرى من الثريا؟ فأين أذناب العبيد من سماحة السيد؟
هؤلاء الأبواق هم أذناب لعبيد الشهوات والمصالح والكراسي".

ونقول
له: إنّه لا يخفى على عاقل مَن هو هذا السيّد؟! إنّه سيّدك وسيّد أمثالك
من العملاء الخونة الذين يحمون حِمى إسرائيل كما يفعل بشّار تماماً
فكلاهما عميلان مخلصان لليهود والرافضة الصفويين، كما لا يخفى على أحدٍ من
هو الداعية الإسلامي الشهير الشيخ الدكتور عائض القرني، ومواقفه المشرّفة
من الثورة السوريّة المباركة.

يقول العكّام: "هؤلاء سواء مدحونا
أم ذمّونا فنحن لا نلتفت لا إلى مدحهم ولا إلى ذمّهم. وإنما نقول حسبكم
إن كنتم تؤمنون بالله أن تراقبوا ضمائركم كما يراقب الملحدون ضمائرهم".

ونقول له: لم يمدحكم الشيخ عائض القرني ولا غيره فلا يمدح الشّيطانُ إلا
شيطاناً مثله، ولا يمدح المنافقُ العليم اللسان إلا منافقاً مثله، ويظهر
أنّكم تراهنون على قدرة النّظام على وأدِ هذه الثّورة المباركة التي عمّت
أرجاء سوريّا كلّها لتستمرّوا في البقاء بمناصبكم التي بِعتم دينكم من
أجلها.

يقول العكّام عن القرني وأمثاله: "فهؤلاء ليس لهم خبز في
بلادنا، إلا أننا لا يمكننا تجاهل أنَّ هناك من ضعاف النفوس من يستفيدون
من هذه المواقف الشيطانية. هم لا يتأثرون بها بل يستغلونها، ويستفيدون
منها لأهداف شيطانية يعملون على تنفيذها".

ونقول له:
إن كنت
صادقاً فيما تقول فانزل إلى المدن الثّائرة دون حرس ولا شبيحة ، لنعرف من
هو الذي يمثّل الشارع السوري المنتفض على جلاديه منذ سنة.

إنَّ
أهل السنّة في سورية بعامّتهم وغيرهم كثير همُ الذين قاموا بهذه الثورة
المباركة، وليس لأحدٍ فضل في صنعها واستمرارها إلا الله عزّ وجل ثمّ عزيمة
الشّعب السوري البطل التي لا تلين الذين قال في مدحهم صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللهِ فِي أَرْضِهِ،
يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَحَرَامٌ عَلَى
مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَا يَمُوتُوا
إِلَّا غَمًّا وَهَمًّا".

صدر عن الهيئة العامّة للعلماء المسلمين في سوريَّا
الجمعة 9/ربيع الثاني/1433هـ - 2/ مارس/ 2012م.

الأمين العام
د. محمد مصطفى عبد الرزّاق

رئيس الهيئة العامة
الشيخ/ أحمد محمد نجيب

ونقول له:
إن كنت
صادقاً فيما تقول فانزل إلى المدن الثّائرة دون حرس ولا شبيحة ، لنعرف من
هو الذي يمثّل الشارع السوري المنتفض على جلاديه منذ سنة.

إنَّ
أهل السنّة في سورية بعامّتهم وغيرهم كثير همُ الذين قاموا بهذه الثورة
المباركة، وليس لأحدٍ فضل في صنعها واستمرارها إلا الله عزّ وجل ثمّ عزيمة
الشّعب السوري البطل التي لا تلين الذين قال في مدحهم صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللهِ فِي أَرْضِهِ،
يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَحَرَامٌ عَلَى
مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَا يَمُوتُوا
إِلَّا غَمًّا وَهَمًّا".

صدر عن الهيئة العامّة للعلماء المسلمين في سوريَّا
الجمعة 9/ربيع الثاني/1433هـ - 2/ مارس/ 2012م.

الأمين العام

» علماء في وجه الطغيان * سعيد بن المسيب
» فرق بين هدي علماء السلف... وعلماء السوء في زماننا
» دين الشيعة من علماء الشيعة