عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الشَّيْبُ نُورُ المُؤْمِنِ, لَا يَشِيبُ رَجُلٌ شَيْبَةً فِي الإِسْلَامِ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِكُلِّ شَيْبَةٍ حَسَنَة وَرُفِعَ بِهَا دَرَجَة"(1).
وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الشَّيْبُ نُورٌ فِي وَجْهِ المُسْلِمِ, فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْتِفْ نُورَهُ"
قال المباركفوري في "شرح جامع الترمذي": (ج 7- ص 238): نهى عن نتف الشيب: أي الشعر الأبيض من اللحية أو الرأس، قال: إنه نور المسلم: الاضافة للاختصاص ، أي أن وقاره المانع من الغرور بسبب انكسار النفس عن الشهوات والفتور ، وهو المؤدي إلى نور الأعمال الصالحة فيصير نورا في قبره ويسعى بين يديه في ظلمات حشره ، قال ابن العربي : إنما نهى عن النتف دون الخضب ، لأن فيه تغيير الخلقة عن أصلها بخلاف الخضب، فإنه لا يغير الخلقة على الناظر إليه.
(1) أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 257 / 1 ) وحسنه الألباني