فـوائـد ابتلاء المؤمن

فـوائـد ابتلاء المؤمن
سـؤال:
لماذا يثقَّل الله على المؤمنين الذين يكثـرون العبادة بالأمراض والبلايا في حين أن العصـاة يتمتعّون بـكلّ مطايب الحياة ؟

الفـتوى:

هذا السـؤال يردُّ على وجهين أحدهما اعتراض، والثـاني استرشاد فأما وقوعه على سبيل الإعتـراض فإنه دليل على جهـل السـائـل فإنّ حكمة الله سبحانه وتعالى أعـظم من أن تبلغها عقولنا والله عز وجل يقول: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} [الإسراء:85].
فهذه الروح التي هي بين جنبينا والتي هي مادّة نحن لا نعرفها وقد عجـز النظّار والفلاسفة والمتكلمون عن تحديدها وكيفيتها فإذا كانت هذه الروح التي هي أقرب مخـلوق إلينا لا نعلم منها إلا ما وصـف في الكتاب والسنة فما بالك بما وراء هذا فالله عز وجل أحـكم وأعـظم وأجـلّ وأقدر فعلينا أن نسلّم بقـضـائه تسليما تـامّا: قضائه الكوني وقضاءه القدري لأننا عاجزون عن إدراك غايات حكمته سبحانه وتعالى، وعليه فالـجواب عن هذا الوجـه من السـؤال أن نقول الله أعـلم وأحكم وأقدر وأعـظم.

وأمـّا الثـاني: سؤال استرشاد فإننّا نقول لهذا السـائل، المؤمن يبتلى وابتلاء الله له بما يؤذيه له فائدتان عظيمتان: الفائدة الأولـى:
اختبار الرجل في إيمانه.

هل إيمانه صادق أو متزعزع؟ فالمؤمن الصادق في إيمانه يصبر لقضاء الله تعالى وقدره ويحتسب الأجر منه وحينئذ يهون عليه الأمر ويذكر عن بعض العابدات أنه أصيبت بقطع أو جرح ولكنها لم تتألم ولم تظهر التضجر فقيل لها في ذلك فقالت إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها، والمؤمن يحتسب الأجر من الله تعالى ويسلم تسليما.

هذه فائدة أما الفائدة الثانية:

فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على الصابرين ثناء كثيرا وأخبر أنه معهم وأنه يوفّيهم أجرهم بغير حساب والصبر درجه عالية لا ينالها إلا من ابتلى بالأمور التي يصبر عليها فإذا صبر نـال هذه الدرجة العالية التي فيها الأجر الكثير فيكون ابتلاء الله للمؤمنين بما يؤذيهم من أجل أن ينالوا درجة الصـابرين ولهذا كان الرسّول عليه الصلاة والسلام وهو أعظـم الناس إيماناً وأتقاهم وأخشاهم لله كان يـوعك كما يوعك الرجلان وشُدَّدَ عليه صلى الله عليه وسلم عند النّزع، كل ذلك لأجل أن تتم منزلة الصـبر فإنه عليه الصلاة والسلام أصبر الصـابرين.

ومن هذا يتبيّن لك الحكمة من كون الله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمن بمثل هذه المصائب، أمّا كونه يعطي العصَاة والفسّاق والفجّار والكفّار العافية والرّزق يدره عليهم فهذا استدراج منه سبحانه وتعالى لهم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" فهم يعطون هذه الطيبات لتعجل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا ويوم القيامة ينالون ما يستحقّونه من جزاء قال تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون} [الأحقاف:20]
فالحاصل أن هذه الدنيا هي للكفّار يستدرجون بها، وهم إذا انتقلوا إلى الآخـرة من هذه الحياة الدنيا التي نعموا بها وجدوا العذاب -والعياذ بالله- فإنه يكون العذاب أشد عليهم لأنهم يجدون في العذاب النّكال والعقوبة، ولأنه مع فوات محبوبهم من الدنيا ونعيمهم وترفهم وهذه فائدة ثالثة يمكن أن نضيفها إلى الفائدتين السابقتين فيما سينال المؤمن من الأذى والأمراض، فالمؤمن ينتقل إلى دار خير من هذه الدنيا فيكون قد انتقل من أمر يؤذيه ويؤلمه إلى أمر يسُرّه ويفرحه فيكون فرحه بما قَدِمَ عليه من النعيم مضاعفا؛ لأنه حصل به النعيم وفات عنه ما يجري من الآلام والمصائب.
___________________________

هذه فتوى من الشيخ الفاضل ابن العثيمين رحمه الله تعالى وأغمد روحه في الجنة ، آمين

أحببت كتابتها لكي يعرف الجميع ومن هو يسأل لماذا يبتلى العبد المؤمن ؟
ومن أحب أحدا أحب أن يختبر مدى حبه له
فالله تعالى يختبر عباده ((المؤمنين)) لكي ينجحون في الإختبار الدنيوي ويكونون مستحقين لدخـول الجنة
اللهم إنّا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل
ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل .....آميـن

بارك الله فيك اخي فالله تعالى يبتلي المؤمن على قدر إيمانه في هذه الدنيا وما لحياة الدنيا إلا سويعات وتفنى بكل ما فيها . لهذا المؤمن يتقبل البلاء بنفس راضية مطمئنة لما علم من عظم الجزاء في حياة باقية . مرة اخرى اقول لاخي المسكي جزاكم الله خيرا

» ''الشيب نور المؤمن ''
» أسباب إبتلاء المؤمن؟
» أيها المؤمن لا توهن لما نزل بك من البلاء
» خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر‎
» من كنوز السنة المؤمن القوي